القاهرة تلجأ للاقتراض... واستعدادات لـ «تصويت الخارج»
لا تصويت في سورية وليبيا واليمن وإفريقيا الوسطى... والقبض على خلية إخوانية مهمتها «تعكير الانتخابات»
كشف رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل عن نية القاهرة الاقتراض من الخارج لسد شح الموارد الدولارية، في وقت تواصل العد العكسي لبدء الانتخابات البرلمانية التي تنطلق في الخارج السبت المقبل، واليوم التالي له في داخل مصر، بعدما أعلنت وزارة الخارجية أمس استعداداتها الخاصة لإجراء الانتخابات.
مع تراجع احتياطي النقد الأجنبي، قال رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل إن القاهرة تسعى لجمع 4 مليارات دولار من الخارج قبل نهاية العام الحالي، من خلال اقتراض 1.5 مليار دولار من البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية، بجانب طرح أراض للمصريين في الخارج بقيمة 2.5 مليار دولار، معترفا أن بلاده تعاني شحا في الموارد الدولارية، خاصة أن البنك المركزي أعلن هبوط احتياطات البلاد من العملة الصعبة بنحو 1.7 مليار دولار.إسماعيل قال في رده على أسئلة لعدد من رجال الأعمال المصريين والفرنسيين، خلال حفل عشاء بحضور رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أمس الأول، إن بلاده تعمل على عدة محاور لتوفير الدولار سواء من خلال قروض أو بيع أراض أو غيرها، مرجحا أن تأتي القروض من البنك الدولي والبنك الإفريقي، كاشفا عزم الحكومة تذليل جميع المعوقات التي تواجه المستثمرين في مصر لضمان ضخ عملة صعبة في الاقتصاد المصري.
وانقسم خبراء الاقتصاد في تقييم خطوة الحكومة للاقتراض، إذ أيد أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة، د. شريف مختار، خطوة الحكومة واصفا إياها بـ"الضرورية"، مؤكدا لـ"الجريدة"، أن الاتجاه للاقتراض خطوة مفهومة في ظل تراجع حجم الاستثمارات المباشرة سواء الأجنبية أو المحلية، محذرا من استخدام القروض في سداد رواتب موظفي الدولة، مطالبا استخدامها في دفع عجلة الاقتصاد المتعثر.في المقابل، قالت أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، يمنى حماقي، لـ"الجريدة" إن "اقتراض الحكومة مطلوب لحل عجز الموازنة حاليا"، مرجعة أسبابه إلى أن الاقتصاد المصري يواجه مشكلة كبيرة في تحقيق التوازن بين الصادرات والإيرادات، في ظل ارتفاع نسبة الاستيراد وتراجع القدرة التصنيعية، ومحذرة من أن عدم السيطرة على انهيار سعر صرف الجنيه أمام الدولار سيؤدي إلى التضخم الذي سيؤدي بدوره إلى زيادة معاناة رجل الشارع.استعدادات الخارجيةإلى ذلك، واصلت القاهرة استعداداتها الرسمية، أمس، لإجراء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي تنطلق داخل مصر الأحد المقبل، حيث يشارك فيها أكثر من 27 مليون ناخب في 14 محافظة مصرية لانتخاب 226 مقعدا فرديا، إضافة إلى 60 مقعدا مخصصة للقوائم الانتخابية بواقع 45 مقعدا لقطاع الصعيد و15 لقطاع غرب الدلتا.وزارة الخارجية المصرية واللجنة العليا للانتخابات أعلنتا انتهاء الاستعدادات الخاصة بإجراء الانتخابات البرلمانية في الخارج التي تجرى يومي السبت والأحد المقبلين، من خلال البعثات والقنصليات المصرية والتي ستبلغ 139 سفارة إلى جانب عدد من القنصليات، مع استثناء أربع دول لن يتم إجراء العملية الانتخابية بالمقار الدبلوماسية المصرية بها، وهي ليبيا واليمن وسورية وإفريقيا الوسطى، نظرا لسوء الأوضاع الأمنية وعجز التأمين اللازم للسفارات والمواطنين هناك. وقال نائب وزير الخارجية السفير حمدي لوزا، في مؤتمر صحافي مشترك مع المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات، عمر مروان، إن أي مصري مقيم في الخارج من حقه التصويت دون تسجيل سابق، توفيراًعلى الناخب عناء التوجه أكثر من مرة إلى القنصلية أو السفارة. وأوضح أن المصري المقيم في أي دولة يتواجد بها لجنة انتخابية عليه التوجه إليها للإدلاء بصوته لا كوافد بل كمصري من حقه الإدلاء بصوته.وأشار لوزا إلى أن جميع السفارات المصرية في الخارج التي ستقام بها الانتخابات يتم التنسيق بينها وبين السلطات المحلية في تلك الدول لتأمين العملية الانتخابية، مشددا على أن التأمينات تشمل محيط السفارة، وأنه سيتم استدعاء الشرطة في حال محاولة تعكير صفو العملية الانتخابية، كما حدث عندما حاولت بعض العناصر الإخوانية تعكير صفو الانتخابات الرئاسية في مقر الدبلوماسية المصرية في فرنسا 2014.ورقة الاقتراعمن جانبه، ذكر المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات، عمر مروان، أن ورقة الاقتراع بها عدد المقاعد في الدائرة التي سيتم الاقتراع عليها، وأن نتائج الخارج لن تعلن منفصلة عن نتائج الداخل، بل سيتم الإعلان عن الداخل والخارج من خلال اللجنة العليا في الانتخابات في الوقت نفسه، مشددا على أن البعثات في الخارج ستكون مهمتها حصر الأصوات وليس إعلان النتيجة، وأن عملية الفرز ستتم مباشرة عقب انتهاء التصويت وغلق الصناديق داخل اللجنة نفسها بحضور مندوبين عن المرشحين في شفافية تامة ومحضر رسمي.وأشار مروان إلى أن رئيس كل لجنة في الخارج مثله مثل القاضي يتمتع بالصفة القضائية، ومن حقه اتخاذ جميع الإجراءات القانونية التي وضعتها اللجنة العليا للانتخابات لإتمام عملية الاقتراع.تعكير الصفووبينما تتواصل دعاية المرشحين في الانتخابات البرلمانية عبر تنظيم مؤتمرات جماهيرية وتنظيم حملات تطوف شوارع محافظات المرحلة الأولى باستخدام سيارات ومكبرات صوت، أعلنت أجهزة الأمن بالجيزة أنها تمكنت من القبض على خلية "إخوانية" بمنطقة كرداسة في الساعات الأولى من صباح أمس. وكشفت التحريات أن الخلية تضم 10 أشخاص يجتمعون يوميا بمنزل قيادي بالجماعة في كرداسة لوضع مخططات إفساد الانتخابات.قوات الأمن عثرت مع المتهمين على خطة تعكير صفو الانتخابات عبر إفساد الدعاية لعدد من المرشحين من خلال الدفع بشباب لتمزيق لافتات المرشحين المنتشرة في الشوارع والميادين والتخطيط لمهاجمة مؤتمراتهم الجماهيرية وإفسادها.