وثيقة لها تاريخ : بطي بوطيبان بنى مسجداً عام 1776 وجزءاً من سور الكويت الثاني وسميت البوابة باسمه
من الأسر التي سكنت فريج النصف ولها تاريخ طويل وعريق في الكويت أسرة البطي بوطيبان، التي تواصل بعض أفرادها معي وقدموا لي بعض المعلومات المهمة والمرتبطة بفريج النصف.نبدأ حديثنا اليوم بالقول إن أسرة البطي بوطيبان قدمت إلى الكويت في منتصف القرن الثامن عشر من ميناء الزبارة الشهير في قطر، واستقرت في ما يعرف بـ"الميدان" قريباً من مسجد بن خميس، ثم انتقلت إلى موقع آخر وهو فريج النصف بالحي الشرقي. وقام بطي بوطيبان، وهو الذي تنسب إليه العائلة، ببناء مسجد قرب بيته في فريج النصف عام 1776 تقريباً، ومازال هذا المسجد قائماً إلى اليوم، ويعرف باسم مسجد النصف نسبة إلى مجدده راشد بن محمد النصف، وساهم في تجديده أسرتا العسعوسي والعصفور وذلك في عام 1868. وشيدت أسرة البطي بوطيبان القسم القريب من منازلهم من سور الكويت الثاني عام 1811، وسميت البوابة بدروازة البطي، وهي آخر بوابة من الناحية الشرقية، وحالياً موقعها الإشارة الضوئية المقابلة لسوق شرق.
وينقل عن النوخذة سلطان بن عبدالله البطي بوطيبان (1892-1973) أن بيتهم الكبير القديم يقع بجوار السور من الداخل، وبابه الجنوبي مقابل البوابة وبابه الشمالي مقابل القولة (برج المراقبة). وكان يسكن في هذا البيت حوالي ثمانين شخصاً مع خدمهم، كما تقول إحدى جدات أسرة البطي بوطيبان. ولهذه الأسرة الكريمة أيضا "خرايب" وعمارة وبيوت في فريج النصف موثقة بشهادة كتبها حزام المحمد الحزام عام 1374هـ (1956م) وشهد عليها ثلاثة شهود.وتؤكد روايات موثقة أن معظم آل بطي بوطيبان من الرجال سافروا في سفينة من نوع البغلة في حوالي منتصف القرن التاسع عشر ولم يعودوا، ويعتقد أن سفينتهم غرقت في البحر، وأنهم هلكوا جميعاً. وانتشرت أقاويل في الكويت آنذاك بأن أسرة البطي بوطيبان انتهى نسلهم ولم يبق منهم أحد، وهذا غير صحيح، إذ نشرت في كتابي "الدعية تاريخ وشخصيات" في عام 2010 ترجمة مختصرة للنوخذة سلطان عبدالله البطي بوطيبان وترجمة لعبدالعزيز جاسم سيف البطي بوطيبان (1919-1974) وسيف جاسم سيف البطي بوطيبان (1927-1998) ولجميعهم، رحمهم الله، ذرية من الأولاد والبنات. وكتب النوخذة سلطان عبدالله البطي بوطيبان شهادة قبل وفاته أكد فيها أن عائلته قدمت إلى الكويت من الزبارة القطرية وهم ينتمون إلى قبيلة النعيم، وكانت لهم ست سفن من نوع البقارة، وسفينة واحدة من نوع البغلة وسفينتان من نوع البتيل وقلاليفهم معهم، وهم أجداد حجي أحمد الأستاذ (الملقب بالأشرم) وأجداد بن ثويني وأجداد ولد أكروف.ويقول أيضاً إن أجداده استقروا في الميدان أولاً عند نزولهم الكويت (قرب مسجد بن خميس)، ثم انتقلوا إلى شرق وبنوا المسجد قبل السور والدروازة، وكانت بيوتهم تمتد من بيت بن بكر إلى ساحل البحر.وانتقلت أسرة بوطيبان في ما بعد إلى قرب براحة "الماص" المعروفة بالحي الشرقي وبجوار عائلات كويتية كثيرة منها الماص، والفضالة، وعبدالله المناعي، وعبدالرحيم العوضي، والسبع، ومحمد المزين، والفقعان، والمذن، وغيرهم. واشتهر عدد من النواخذة من أسرة البطي بوطيبان منهم عيد البطي، وسيف البطي، وأحمد بن ماجد البطي، وخميس البطي، وسلطان عبدالله البطي... هذا ما استطعت جمعه من معلومات عن أسرة البطي بوطيبان الكريمة وعلاقتها بفريج النصف.