القاهرة ترحب بـ «التحالف» وتتمسك بـ «القوة العربية»
بعد نحو سبعة أشهر على اتفاق جرى في مايو الماضي بين رؤساء أركان الجيوش العربية على تشكيل قوة عربية مشتركة بقيادة مصر للقيام بعمليات تدخل سريع للقضاء على الإرهاب، بدا أن القاهرة ترحّب بفكرة مماثلة تقودها المملكة العربية السعودية، هذه المرة لتدشين تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب.وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبوزيد، أمس، "إن مصر تدعم كل جهد يستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، لاسيما إذا كان هذا الجهد إسلاميا أو عربيا، فهي تدعمه وتكون جزءاً منه". وعلى الرغم من ذلك الترحيب المصري فإن موقف القاهرة بدا ثابتاً بشأن السعي لتدشين "القوة العربية المشتركة"، وهو ما أكده ناطق "الخارجية" المصرية حين قال إن "هناك اختلافاً بين الطرحين، فالتحالف الإسلامي يستهدف مكافحة الإرهاب فقط، أما القوة العربية المشتركة فهي تتعامل مع التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي بمختلف أشكالها، وفي النطاق العربي فقط".
في موازاة ذلك، سمعت تحفظات مصرية مكمومة على الخطوة في ضوء أن التحالف الجديد يضم دولا مثل قطر وتركيا اللتين تشهد علاقتهما بالقاهرة توترات. وقال الخبير في الشؤون الدولية سعيد اللاوندي إن "إقامة تحالف بخلفية إسلامية، أمر كارثي لا يصب في مصلحة المنطقة العربية". اما مساعد وزير الدفاع المصري سابقاً اللواء حسام سويلم، فقد اعتبر أن "التحالف الجديد طائفي".وكشف مصدر رفيع المستوى، لـ"الجريدة"، أن مصر ستشارك في التحالف الإسلامي من خلال دعم معلوماتي وتدريب القوات العربية فيه، وستشارك أيضاً كما حدث في اليمن بقوات جوية وبحرية، مؤكداً أن مصر لن ترسل أية قوات إلى سورية ولديها تحفظات على ذلك، ولن ترسل أية قوات برية خارج أراضيها خلال الفترة المقبلة، كما أن مشاركة أية قوات عربية في سيناء غير مطروحة.