أميركا والصين هما الملوث الأول للبيئة عالميا، مما يعني أن بداية حل المشكلة تنطلق من الدولة التي يفترض أنها دولة متقدمة في كل شيء بما فيه الوعي البيئي، أما الثانية وهي الصين فكان الله في عون البشرية منها، فهي مصنع احتياجات العالم من البضائع الرخيصة، أما نحن فلا نريد أكثر من الوعي حتى نعيش.
لماذا تطور الوعي لدينا بخصوص ذوي الاحتياجات الخاصة، وأعني بهم من لديهم إعاقات ذهنية؟ ولم يحصل التطور نفسه في قضايا الحفاظ على البيئة؟ الجواب المباشر هو الضرر العام، فلولا أن بيوت الآلاف من الناس في مجتمعنا لم "تزهر" بقلوب التوحديين والمنغوليين الطاهرة لما زاد تقبلنا لوجودهم في حياتنا قيد أنملة.تلك هي الحقيقة، لم نتطور عن طيب خاطر أو نتيجة توعية مدروسة، ولكن حدث ذلك رغما عنا لأن الأبناء لا يمكن دفنهم في المنزل أحياء، ربما أمكن ذلك في أزمان مضت، ولكن اليوم تأسس عالم كامل تحت الشمس لذوي الاحتياجات الخاصة يتداخل مع حياتنا بشكل طبيعي، نعترف به ونفخر به، مدارس ومسابقات وأنشطة ورحلات عالمية ومؤتمرات وندوات... إلخ.المصيبة هنا عندما نستعمل السببية نفسها مع قضايا البيئة وصحة الكرة الأرضية، ننتظر أن تتكرر أحداث فيلم الخيال الكارثي "2012" حتى يتطور وعينا الأممي تحت وقع نهاية الحياة لنصبح "خوش أوادم"، الماء يغمر دولاً وقارات كاملة وكل الحضارة البشرية التي نعرفها ستقتصر على مجموعة قليلة من الناجين، فهل ننتظر أكثر؟كما فهمت من قمة المناخ العالمي التي انعقدت في باريس مؤخرا أن حياة البشر على الكرة الأرضية اقتربت من نقطة الخراب الشامل والقضية برمتها متوقفة على زيادة درجتين في حرارة الأرض لتبدأ بعدها عملية التدهور، كما فهمت أيضا أن الملوث الأول للبيئة عالميا هي أميركا والصين، مما يعني أن بداية حل المشكلة تنطلق من الدولة التي يفترض أنها دولة متقدمة في كل شيء بما فيه الوعي البيئي، أما الثانية وهي الصين فكان الله في عون البشرية منها فهي مصنع احتياجات العالم من البضائع الرخيصة، ويصعب وقف عجلة نموها الاقتصادي بحجة إنقاذ الأرض من الهلاك، ربما لأنهم ضمنوا بقاءهم في أي شكل من أشكال الحياة القادمة لأنهم تجاوزوا اليوم المليار نسمة ولن يؤثر فيهم فقدان "كم مية مليون".في الختام علينا كعرب أن نقوم بواجبنا تجاه صحة الكرة الأرضية رغم أن مصانعنا مجتمعة ليست أكثر من مصانع دولة صناعية متوسطة الحجم، على الأقل أن نحترم الأنهار التي نشرب منها، ونقدر البحار التي نأكل منها، ولا نريد أكثر من ذلك الوعي حتى نعيش.
مقالات
الأغلبية الصامتة: درجتان ونموت
03-12-2015