تتواصل معركة تعز، وسط تقارير محلية تفيد بأن معركة سيطرة القوات الموالية للشرعية على المحافظة ستطول، في وقت تشهد الأزمة مراوحة سياسية، وسط إصرار الأطراف على مواقفها ورفضها أي تسوية.  

Ad

بعد تسارع الأنباء عن إمكانية سقوط سريع لمحافظة تعز بيد "الجيش الوطني اليمني"، و"المقاومة الشعبية"، بدأ يتكشف يوما بعد يوم أن المعركة لن تكون سهلة، وأن إمكان طرد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح من المحافظة قد تتطلب مزيدا من الوقت، وخصوصا أن المتمردين بدأوا يرسلون تعزيزات الى ساحة المعركة.    

تقدم

وسيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس، على معسكر الدفاع الجوي القريب من "المطار القديم "غربي مدينة تعز، كما شددت الخناق على "اللواء 35"، واستعادت عددا من المواقع والمرتفعات الجبلية في شارع الخمسين شمال المدينة. وتمكنت هذه القوات من تطهير حي ثعبات أسفل جبل صبر بالكامل، ووصلت الى قرب المستشفى العسكري بمنطقة الجحملية.

في المقابل، قال سكان محليون إن ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، شنت قصفا مدفعيا عنيفا على المواقع التي استعادتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية. كما تحدث هؤلاء عن أن قوات حوثية كبيرة تزيد على 60 طاقما وثلاث دبابات ومدرعات وآليات أخرى تشق طريقها نحو تعز. وشن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية قصفا جويا على مواقع الحوثيين في ضاحية الحوبان شرق تعز.

قاعدة الدليمي

الى ذلك، نفذ طيران التحالف ثلاث غارات جديدة على منطقة مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة صنعاء، وهي القاعدة الجوية التي تعد الأكثر استهدافاً من طيران التحالف منذ بدء عملياته في مارس الماضي.

وفي تحرك عسكري منسق بين المقاومة الشعبية وطائرات التحالف، نفذت كلا القوتين ضربات مباشرة لمعاقل الحوثيين في الجبهة الجنوبية الغربية من محافظة مأرب، أدت إلى مقتل 14 حوثيا وتدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة لميليشيات الحوثي وصالح.

كما استهدفت غارة اجتماعا لقيادات حوثية وقيادات من قوات صالح في عمران، ما أدى إلى مقتل 17 منهم.

الحديدة

وذكرت مصادر أمنية يمنية، أن طيران التحالف العربي قصف موقعا عسكريا مواليا للحوثيين وقوات صالح، شمالي مدينة الحديدة غربي اليمن.

وقال شهود عيان، إن الغارات دمرت بشكل كلي عددا من أرصفة الميناء، وشوهد حوثيون وهم يفرون من الميناء، بينما تخطط المقاومة الشعبية والتحالف لشن معركة لاستعادة المحافظة من الحوثيين.

وتمثل محافظة الحديدة أهمية بالغة للمتمردين الحوثيين، الذين سبق أن طالبوا بضمها إلى إقليمهم في نطاق تقسيم اليمن إلى أقاليم فدرالية، وذلك لتأمين التواصل عبر البحر مع إيران وتلقي إمدادات السلاح لهم عبر مينائها.

فالمحافظة تقع غربي العاصمة صنعاء على بعد 226 كيلومترا، وتضم ثاني أكبر ميناء يمني في منتصف الساحل الغربي للبلاد على البحر الأحمر.

ويعد الميناء الممر الأول إلى كل الجزر اليمنية ذات العمق الإستراتيجي، وأهمها جزيرة حنيش الكبرى والصغرى وجبل صقر الذي يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر.

وتسهل السيطرة على المدينة ومينائها من قبل الحوثيين السيطرة على هذه الجزر، كما تمثل تهديدا للملاحة البحرية في باب المندب أو قناة السويس، وفرض استراتيجية بحرية على دول المنطقة والعالم.

كما يعد مطار المدينة من أهم المطارات اليمنية، ويوجد فيه عدد من الطائرات العسكرية والمدنية، في حين تنتشر في الحديدة العديد من المعسكرات والألوية، ومنها دفاع جوي ودفاع ساحلي وقوات بحرية.

كما يمكن للمحافظة أن تلعب دورا محوريا في استعادة القوات الشرعية العاصمة صنعاء، نظرا لقربها منها.

ويرى مراقبون أن قصف ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيون، سيؤدي إلى فقدان المنفذ البحري الذي كان يغذي العاصمة صنعاء معقل الحوثيين، بالوقود ومواد التموين.

ولد الشيخ

وفي وقت عاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الى الرياض قادما من الدوحة، وصل الى العاصمة السعودية أيضا المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، في ختام جولة أوروبية حاملا مقترحات جديدة للتسوية. واستباقا لمشاوراتها مع ولد الشيخ سارعت الحكومة اليمنية للتأكيد على تمسكها بالقرار الأممي 2216، ورفض أي محاولة من الحوثيين للالتفاف عليه.

ومن المتوقع أن يسلم ولد الشيخ المسؤولين اليمنيين في الرياض مقترح الحوثيين الذي يشمل 11 نقطة طرحوها خلال مشاورات مسقط.