حياة الفهد: {سليمان الطيب} أول مسلسل طويل كتبته (3-5)

نشر في 25-06-2015 | 00:02
آخر تحديث 25-06-2015 | 00:02
• فنانة من زمن العمالقة... أُمّ المسرح وسيدة الشاشة

في الحلقة الثالثة من الحوار مع الفنانة حياة الفهد، أم المسرح وسيدة الشاشة الخليجية وتاج الفن ونجمة الخليج الأولى، أضواء على موهبة الكتابة عندها وسبب ابتعادها عن المسرح ورأيها في المسرح اليوم وتركيز جهدها في الدراما التلفزيونية، إضافة إلى رأيها في عقود احتكار الفنانين.
لماذا ابتعدت عن الكوميديا؟

 

على الفنان الاحتفاظ بـ «خط رجعة»، لأن الكوميديا عمرها قصير، لا نستطيع إضحاك الجمهور دائماَ، يحصل في بعض المرات تكرار لما تقوله، لذا على الفنان تقديم أعمال تراجيدية اجتماعية، ولا شيء يمنع مشاركته في عمل كوميدي شرط ألا يكون مكرراً.

 

عندما تنسين بعض المفردات القديمة إلى من ترجعين؟

 

هنا نعود إلى الحديث عن البروفة وأهميتها، ففي بروفة أحد الأعمال استفدت من ذاكرة الفنانين محمد جابر ومحمد المنيع بمعلوماتهما عن المفردات الكويتية القديمة، لأننا قد ننسى في حياتنا العادية بعضها. وعندما أسمع أي كلمة قديمة أدوّنها فوراً، ونحن الآن نقدمها للشباب، فإذا لم يشارك هؤلاء في بروفة القراءة لن يتمرّنوا عليها ولن يلفظوها صح، في «الفِرية»، مثلا، كتبت ولفظت خطأ مثل القرية أو الغربة، يجب أن تُلفظ المفردات القديمة كما هي، خصوصاً في المسلسلات التراثية.

هل تتابعين أعمال الكاتبة القطرية وداد الكواري؟

 

وداد كاتبة جيدة، اشتغلت لها مسلسلاً جميلاً «عندما تغني الزهور» الذي شارك في أحد المهرجانات وحصد جوائز.

 

لماذا توقفت عن المسرح؟

 

لأسباب كثيرة، بينها تراجع المسرح في الكويت وفي الدول العربية، وهيمنة المسرح التجاري على الساحة، وهدفه معروف الربح المادي فحسب، تغيّر الجمهور عن جمهور الستينيات، وبات المتلقي يريد ضحكاً فقط، ولا يهتم برسالة الفن، ولا يحضر المسرح إلا في أيام العطل، وينشغل في «الموبايل» أو الأجهزة الذكية وأكل المكسرات، وبات  الحوار بين الممثل على خشبة المسرح والجمهور هو السائد، إضافة إلى وجود كلمات غير لائقة.

 

ما رأيك في جيل الشباب؟

 

لا بد من الإشادة بمحاولة بعض الشباب  الارتقاء بالمسرح، ومحاربة الظواهر السلبية، لكن موجة المسرح التجاري لا تزال  مسيطرة على الساحة.

إذاً تستمرين في تقديم رسالتك الفنية في الدراما التلفزيونية.

 

أجل، كما فعلت في بعض أعمالي، مثال ذلك تأثر الناس بمسلسل «الخراز»، إذ تصالح أبناء  كثر مع أهلهم وأخرجوهم من دور الرعاية، وأيضاً تصالح الإخوة المختلفين على الإرث.

هل تعتبر الدراما اليوم خليجية وليست محلية؟

 

أي عمل درامي يشترك فيه ممثلون من الخليج هو عمل خليجي، فخليجنا واحد.

 

هل تمانعين في تحويل عمل أدبي إلى درامي؟

 

أرحب بأي كاتب قصصي يريد تحويل عمله إلى دراما تلفزيونية، لكن بعض الكتّاب يريدون أن تبقى أعمالهم الأدبية في الكتب.

 

ما سبب اختفاء السهرات والثلاثيات والسباعيات التلفزيونية؟

 

لأن  المحطات الفضائية تطلب المسلسل الذي يتكون من ثلاثين حلقة لتحقق مردوداً مادياً أكبر من خلال الإعلانات التجارية.

 

هل تحرصين على بروفات الطاولة؟

 

بالطبع، فهي ضرورية لأي عمل، حتى العمل الإذاعي، لأنّ النص بحاجة إلى مراجعة، ربما طبعت كلمة بشكل خاطئ، ما يؤدي إلى تغيير في المعنى، مثلاً مفردة «نقي» طبعت «نفي»، والمخرج هنا ليس متفرغاً لسماع كل كلمة تقال من الممثل، ولا يحضر الكاتب في كلّ مشهد يراد تصويره.

كذلك لاحظت في مسلسلات كثيرة أنّ الكلام المقال يتنافى مع الحدث أو المعنى، لأن كلّ ممثل قرأ نصه بمفرده وفهم الموضوع كما هو، للأسف لم يكلف بعض المنتجين أنفسهم حتى عناء جلسة مناقشة أو تفسير العمل والشخصيات.

 

هل تفرضينها؟

 

أثبت في عقودي أن يلتزم الممثل ببروفة القراءة مثل التصوير، من دونها لن يفهم  الشخصية وأبعادها، ولن يفلح في تقديم ما أطمح إليه ككاتبة أو منتجة أو كفنانة أقف معه في مشهد ٍتمثيلي. اهتم بالمصلحة العامة فالنفع سيعود على الجميع. عندما يظهر الممثل بصورة لائقة وأداء طيب لن يقال إن حياة وجّهته، بل سيقال إنّ فلاناً كان رائعاً في توصيل إحساس الشخصية.

 

وماذا عن الاحتكار؟

 

ثمة من طلب مني أن يرتبط معي بعقد احتكار لكنني رفضت، لأنني أعتبر الاحتكار احتقاراً، والدليل أنّ محتكرين  كثراً رفعوا دعاوى قضائية ضدّ من احتكرهم.

 

واحتكار الكبار؟

 

من احتُكِر من الكبار قُتِل فنياً للأسف، من ناحية الشخصيات المفروضة عليه، فلا رأي له،لأنّه ينفذ أمر محتكره.  الاحتكار الصحيح هو المطبق في الدول الأجنبية، إذ  يحق لك كفنان أن تقبل أو ترفض الشخصية المعروضة عليك، ولك حق إبداء الرأي في الشخصية، كما أنك محتكر للشركة الفلانية لمدة خمس سنوات مقابل مائة مليون، وإذا لم تعمل فالشركة تسلّمك المبلغ المتفق عليه، ثمة احترام ومبلغ محترم، بينما يتقاضى الفنان عندنا ملاليم ويُعطى أسوأ الأدوار ويُستغلُّ في المسرح والتلفزيون. ببساطة الاحتكار لا يصلح لنا في الوطن العربي.

 

ماذا يمثل لك مسلسل «جرح الزمن»؟

 

من الأعمال التي أثرت في، خصوصاً مشاركة الصديقة العزيزة والمقربة لي المطربة رباب، أعطت من قلبها لأنها كانت حزينة في تلك الفترة ليس بسبب مرض القلب بل لعدم استطاعتها الدخول إلى الكويت، وعندما أزورها في الإمارات كنت  أقول لها ما تريدين من الكويت، فترد: «شوية من ترابها»، لذا كانت تغني بحب وصوتها مجروح.

 

هل تفاعلت رباب وغنت للكويت؟

 

أمانة هذه الإنسانة لم تضر أحداً، وبعد إجرائها جراحة القلب المفتوح في الولايات المتحدة الأميركية، وصلت الإمارات وحجزت الاستوديو من مالها، وكلفت كتاباً وملحنين وسجلت اغنيتين عن الكويت منها «شدوا الحيل شدوا الكويت صاحت بليل»، ماتت وذنبها برقبة من نقل صورة خاطئة عنها.

طفولة... وطهو

• لم تعد الأشياء البسيطة تسعد الناس لماذا؟ 

 

بالفعل، اليوم لا تسعد اللعبة الطفل، اصطحبت آخر أحفادي إلى محل الألعاب، واشتريت له لعبة، لم تسيطر على اهتمامه في اليوم التالي، الوضع الآن اختلف كثيراً عن أطفال الزمن الماضي، لأن كل شيء متوافر من ألعاب غالية الثمن ورخيصة.

 

• ما الذي كان يفرحك أيام الطفولة؟

 

كنا نفرح بلعبة العيد، الملابس، الأكسسوار، القلائد وكاميرا اللعبة التي يجلبها الحجاج معهم. اليوم أصبح العيد عادياً وكذلك رمضان، فهو شهر العبادة والخير وعادات التواصل والغبقات، اليوم إذا ذهبت غبقة أو غبقتين، «الناس مالهم خلق» خصوصاً في السنوات الأربع الأخيرة.

 

• ماذا عن عادة توليك الطهو في رمضان؟

 

إن شاء الله لن تنقطع.

ملكة الكتابة

متى ظهرت ملكة الكتابة عندك؟

 

عندما كتبت لنفسي خواطر وأفكاراً وقصصاً قصيرة، وبتشجيع من زملائي كتبت للإذاعة عام 1980، فأردت أن أبدأ باسم مستعار، لكن أبناء المنصور، منصور وعبدالعزيز ومحمد، أصروا على ذكر اسمي، وفي منتصف ثمانينيات القرن الماضي كتبت سهرات تلفزيونية، وأول مسلسل طويل لي هو “سليمان الطيب”، فضلا عن تجربة مسرحية يتيمة “شيكات بدون رصيد”.

 

حدثينا عن تجربتك مع الشعر.

 

قلة من الناس تعرف أنني أكتب الشعر، إذ تنوعت كتاباتي بين العاطفي والاجتماعي والرثاء وأصدرت ديواني تحت عنوان «عتاب».

 

ما أبرز قصائده؟

 

«سافر»، أقول فيها: «سافر عديل الروح يا زود غربالي / جسم أنا مطروح من فرقة الغالي/ سافر وهو زعلان وده يعاتبني/ وبروحته حيران هذا اللي عذبني/ أسأل أنا الخلان من شاف محبوبي/ حق شوفته شفقان وعارف أنا ذنوبي/ ودي أشوف الزين قبل السفر ساعة/ وأنشده رايح وين وأكون بوداعه». 

أين تجدين نفسك في الكتابة أم التمثيل؟

 

أنا ممثلة أولاً وأخيراً، والكتابة بالنسبة إلي مجرد هواية أمارسها، من وقت إلى آخر، وليست حرفة. لا أكتب إلا عندما تراودني فكرة جميلة تلحّ عليّ في الكتابة ولا أجد من يكتبها، فأشرع في الكتابة، خبرتي جيدة في كتابة السيناريو. في السابق اعتبرت الكتابة والتأليف مجرد هواية، أما الآن فقد أصبحا حرفة. 

 

هل تكتبين لأشخاص معينين؟

 

لا، لكني على يقين بوجود مثل هذه الشخصيات في المجتمع، وأتناول قضايا من الواقع يشعر بها الجميع، ثم  أكتب ما أشعر به.

 

لماذا لم تكتبي للطفل؟

 

أرفض كتابة أي عمل للأطفال نظراً إلى حساسية قضاياهم وسرعة تقليدهم لمن يحبون، وأخاف الوقوع في أي خطأ أتحمل نتائجه، وهنا أفضل أن يكتب متخصصون في هذا المجال.

 

back to top