دفع نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضريبة هزائمه العسكرية المتتالية، وتراجع نفوذه في أكثر من منطقة بفقدان ولاء العديد من ضباطه، والتخلي عن مساندته أمام استمرار تقدم قوات المعارضة على الأرض.

Ad

وكشفت وثائق حكومية سورية مسربة أن نحو 700 منتسب لجيش النظام من مسقط رأس الأسد في القرداحة انشقوا عنه منذ بداية العام.

وبحسب الوثائق، التي نشرتها صحيفة التايمز البريطانية أمس، فإن هؤلاء هربوا من الجيش خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2015، وأغلبهم ضباط وقادة كبار من عائلة الأسد نفسه وعائلة أخواله آل مخلوف.

وأوضحت الوثائق أن نظام الأسد يواجه أصعب أزمة منذ 2002، فهو يقاتل الجماعات المتمردة على عدد من الجبهات في البلاد، ولا يفعل ذلك إلا بمساعدة الميليشيات الشيعية الآتية من إيران والعراق ولبنان.

ويستريح جنود وسط طقس حار قبل استئناف القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية، بينما يتخذ مقاتلون أكراد حيا قريبا من مدرسة نقطة انطلاق لعملياتهم ضد العدو نفسه: التنسيق بين الطرفين واضح، ولو غير معلن.

في المقابل، وعلى الجبهة الجنوبية لمدينة الحسكة، بدا التنسيق بين القوات الكردية والنظامية واضحا، ولو غير معلن في المعارك الضارية الدائرة منذ 25 يونيو في جنوب المدينة مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وتقاتل القوات النظامية «داعش»، الذي شن هجوما نجح خلاله في السيطرة على بعض الأحياء، بينما تتصدى وحدات حماية الشعب الكردية للتنظيم عبر جبهة أخرى منفصلة، وتمكنت خلال الأيام الماضية من تضييق الطوق عليهم، بدعم من الغارات الجوية للائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وداخل مبنى من طبقة واحدة محاط ببراميل وسواتر ترابية في حي غويران، قال ضابط كبير، وهو يتفقد جنوده، لوكالة فرانس برس، «لم يعد لداعش أي تواجد هنا. بقيت لهم منطقة صغيرة هي مقبرة غويران عند أطراف الحسكة».

وأكد الضابط، رافضا الكشف عن هويته، وجود تنسيق مع المقاتلين الاكراد، وقال: «ما كان لينجح الحصار على الدواعش لولا أسلحة أعطيناها للأكراد، زودناهم بكل شيء تقريبا، هناك ثلاث دبابات بكل طواقمها من الجيش عند الأكراد».

وتتمركز القوات النظامية السورية مدعومة من مسلحين من عشائر عربية على بعد أقل من 600 متر من الجبهة الكردية.

ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان إن تنظيم الدولة الاسلامية يحاول حاليا «فتح طريق إمداد من الجهة الجنوبية الغربية لمدينة الحسكة لإيصال الإمدادات والذخائر والآليات الثقيلة إلى القسم الجنوبي، حيث بات محاصرا بشكل شبه كامل من قوات النظام والمقاتلين الاكراد».

على مسافة قصيرة من النقطة العسكرية، يمكن رؤية بقايا سيارة مفخخة انفجرت في المكان، وقد نفذ تنظيم الدولة الاسلامية عشرات العمليات الانتحارية خلال هجومه على الحسكة.

وليس التنسيق بين الجيش والاكراد امرا مستجدا، بحسب الجنود. وروى جندي، طالبا عدم ذكر اسمه، انه سبق له ان ذهب مع «خمسة من رفاقي الى جبهة مع الاكراد، حيث شاركنا في القتال على سلاح المدفعية. أمضينا ستة أشهر نقوم بعمليات الإسناد البعيد لعناصر المشاة الاكراد».

لكن في الجانب الكردي، ينفي المقاتلون أن يكونوا حصلوا على اسلحة من الجيش السوري، علما أن كل اسلحتهم من صنع روسي وشبيهة بأسلحة الجيش، بحسب مراسلي «فرانس برس».

(دمشق، لندن - أ ف ب، رويترز)