وسط أنباء عن عمل نحو 150 جندياً وضابطاً روسياً في أعمال بناء وتوسعة قاعدة لـ1500 من رجال القوات الخاصة الروسية في اللاذقية، أبدت موسكو استعدادها لإرسال وحدات عسكرية للقتال إلى جانب حليفتها دمشق، رغم تحذير واشنطن من تأجيج الصراع والمواجهة المحتملة مع الائتلاف الدولي، الذي يقاتل «داعش» تحت قيادتها.

Ad

كشف النائب الأول لمدير جهاز الأمن الاتحادي الروسي سيرغي سميرنوف أمس، وجود نحو 2400 روسي يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش"، بالإضافة إلى أكثر من ثلاثة آلاف من مواطني آسيا الوسطى في المجمل.

ووفق وكالة الإعلام الروسية، فإن سميرنوف اتهم الولايات المتحدة  بتفادي "التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب"، معتبراً "أن التأكيد على أن دعم موسكو يؤثر سلباً على الوضع في سورية وتدفق اللاجئين على نحو خاص ليس صحيحاً، ولكن السبب هو توسع الدولة الإسلامية في المنطقة".

من جانبه، أعلن الكرملين استعداد روسيا لإرسال قوات إلى سورية في حال طلبت دمشق ذلك. وقال متحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي أمس، "إذا ما كان هناك طلب (من سورية) فسيكون من الطبيعي مناقشته والنظر فيه في إطار الحوار الثنائي، في الوقت الحالي من الصعب التحدث نظرياً".

وأبلغ مصدر عسكري سوري "رويترز" أمس الأول، أن الجيش السوري، الذي خسر أراضي لمصلحة مقاتلي المعارضة أخيراً، بدأ في استخدام أنواع جديدة من الأسلحة الجوية والبرية حصل عليها من روسيا.

طلب المعلم

وجاء تأكيد بيسكوف، رداً على تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم للتلفزيون السوري الرسمي أمس الأول، أعلن فيها أن بلاده ستطلب قوات روسية لتقاتل إلى جانب قواتها عند الضرورة، نافياً أي وجود لقوات روسية حالياً.

وقال المعلم: "رغم أن الجيش قادر حتى الآن على القتال بمفرده، فإن هناك حاجة إلى أسلحة متقدمة للتعامل مع المسلحين، مبيناً أن "التعاون بين الاتحاد الروسي وبين قواتنا المسلحة استراتيجي عميق".

وأبدى المعلم، في تصريحاته، القبول لأي مساعدة من كل الدول تقريباً، قائلاً: "لا يوجد فيتو على أي دولة، طبعا ما عدا إسرائيل العدو الحقيقي، وعلى أي دولة راغبة بصدق أن تحارب الإرهاب أن تأتي إلى الحكومة وتقول أنا جاهزة للمساعدة، ماذا تريدون؟ كيف ننسق؟ ماذا نفعل؟"

محادثات عسكرية

في المقابل، فتحت الولايات المتحدة الباب أمام احتمال إجراء مناقشات "تكتيكية" مع روسيا بشأن الحرب في سورية، بحسب المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، الذي أوضح أن بلاده سترحب بمساهمات بناءة من الروس في التحالف ضد "داعش"، مبيناً أنه "لهذا السبب سنظل مستعدين لإجراء مناقشات تكتيكية وعملية بهدف دعم أهداف الائتلاف الدولي وضمان التنفيذ الآمن لعملياته.

واعترف المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) بيتر كوك، بضرورة المحادثات، التي أوقفتها واشنطن العام الماضي بعد ضم موسكو القرم وتدخلها في أوكرانيا، لتجنب "مشاكل وحسابات خاطئة" في سورية.

قاعدة روسية

وفي تطور ميداني، أفادت قناة "العربية" أمس، بأن نحو 150 جندياً وضابطاً روسياً يبنون ويوسعون قاعدة سورية تتسع لـ1500 من مشاة البحرية الروسية، مشيرة إلى نشر نشر 7 دبابات طراز تي 90، لم يسبق للنظام السوري امتلاكها، وعشرات المجنزرات، إضافة إلى منظومة "سام 20 الصاروخية المضادة للطائرات، فضلاً عن منظومة رادارات.

تدمر وبصرى

في غضون ذلك، شنّت مقاتلات الجيش النظامي أمس 25 غارة على الأقل على مدينة تدمر الأثرية بحمص، في ثاني قصف مكثف لأراض يسيطر عليها عليها "داعش" خلال يومين، بعد يوم من عمليات مكثفة قامت بها في مدينة الرقة معقل التنظيم المتطرف  في الشمال.

وفي وقت سابق، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 21 مدنياً على الأقل بينهم طفلان إثر إلقاء سلاح الجو السوري براميل متفجرة على بصرى الشام بريف درعا الواقعة تحت سيطرة المعارضة منذ مارس الماضي، مشيراً إلى قصف عنيف شمل أماكن أخرى في المدينة وبلدات علما والحراك الغارية الغربية.

غارات حلب

وقبل ساعات أحصى المرصد مقتل 60 بينهم 15 طفلاً على الأقل أمس، في ضربات جوية نظامية استهدفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة بمدينة حلب خلال اليومين الماضيين.

ولفت المرصد إلى أن قصف القوات الحكومية جاء بعد قصف للمعارضة لثلاث مناطق تسيطر عليها الحكومة في غرب المدينة أسفر عن مقتل 38 شخصاً على الأقل بينهم 18 طفلاً يوم الثلاثاء.

ودان الاتحاد الأوروبي بشدة أمس هجمات حلب، وقال مفوض الاتحاد للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس، إن "كل طفل في سورية اليوم تحت سن خمس سنوات يعيش في الحرب وباتو الضحايا الحقيقيين لها".

(دمشق، موسكو، واشنطن- رويترز، أ ف ب، د ب أ، كونا)