البرلمان البريطاني يصوت اليوم على شن غارات ضد داعش في سورية

نشر في 02-12-2015 | 10:33
آخر تحديث 02-12-2015 | 10:33
No Image Caption
يستعد البرلمان البريطاني للتصويت الأربعاء لصالح شن غارات جوية ضد داعش في سورية وذلك بعد النداء الذي وجهته فرنسا إثر الاعتداءات الدامية في باريس في 13 نوفمبر.

وقرر رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون تنظيم التصويت بعد أن ضمن الحصول على غالبية تكفي لتأييد مثل هذا التدخل.

وأدت الصدمة التي أثارتها اعتداءات باريس التي أوقعت 130 قتيلاً إلى تراجع في مواقف نواب حزب العمال الذين كانوا يرفضون أي تدخل عسكري بعد حرب العراق في 2003 في عهد حكومة توني بلير الذي اعتذر مراراً بعدها على سوء التخطيط الذي استند إلى معلومات استخباراتية خاطئة.

وكانت العقبة الأخيرة المتمثلة بالزعيم الجديد لحزب العمال اليساري المتطرف جيريمي كوربن زالت عندما أفسح المجال الأثنين لنواب حزبه بالتصويت بحرية مما أدى إلى زعزعة مصداقيته كزعيم للحزب.

والثلاثاء، صرّح كاميرون الذي لم يكن واثقاً من ضمان الغالبية اللازمة "سأكون مستعداً للرد بالحجج المناسبة وآمل الحصول على أكبر عدد ممكن من أعضاء البرلمان من مختلف الأحزاب".

واظهر استطلاع للرأي أعده معهد يوغوب ونشرته صحيفة تايمز الأربعاء أن 48% من السكان باتوا يؤيدون شن غارات جوية ضد الجهاديين في سورية بعد أن كانت النسبة 59% الأسبوع السابق.

ومساء الثلاثاء، تظاهر قرابة أربعة آلاف شخص من مؤيدي السلام أمام البرلمان تلبيةً لنداء وجهته منظمة "ستوب ذا وور".

وأوضح المتحدث باسم كاميرون أن النقاشات في البرلمان يمكن أن تستمر إلى ما بعد الساعة 22,00 تغ، بينما كان كوربن توقع أن تستغرق يومين.

وسيتعين على كاميرون الرد على أسئلة النواب القلقين من تبعات مثل هذه الغارات على أمن البلاد ولو أنه يكرر دائماً أن بريطانيا تواجه من فترة "تهديداً خطيراً من قبل الجهاديين".

تهديد

وأعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمام لجنة الدفاع في البرلمان الثلاثاء أن "التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية تصاعد"، وأعطى أرقاماً لدعم أقواله بأن "العالم شهد 15 اعتداءً مستوحى أو من تدبير تنظيم داعش العام الماضي و150 هذا العام".

ويرى المحللون أن مثل هذا التدخل سيحسن صورة بريطانيا التي باتت في السنوات الأخيرة تركز على شؤونها الداخلية مما أدى إلى تراجع دورها على الساحة الدولية.

واعتبر مالكولم تشالمرز مدير الأبحاث في معهد "ار اس يو آي" أن بريطانيا تستعيد نقاطاً خسرتها عندما قامت باقتطاعات كبيرة في موازنة الدفاع وصوتت ضد شن غارات جوية ضد النظام السوري في أواخر أغسطس 2013، وغرقت أكثر في الجدل حول استقلال اسكتلندا.

وتابع تشالمرز "كل هذه الأمور أعطت انطباعاً بأن البلاد تفضل الانغلاق على نفسها" بينما "إرادة الانتشار ستساهم في تهدئة المخاوف بأن البلاد ليست شريكاً يمكن الوثوق به".

وتساهم بريطانيا في الجهود الدولية في النزاع في سورية من خلال تقديم معلومات استخباراتية وتزويد المقاتلات الجوية للائتلاف الدولي بالوقود، وختم تشالمرز بالقول أن "المشاركة في الغارات سيرتدي أهمية رمزية كبرى وسيكون مفيداً عملانياً إلا أنه لن يُغيّر مسار النزاع".

من جهته، اعتبر الجنرال بين باري من المعهد الدول للدراسات الاستراتيجية أن "ديفيد كاميرون ليس مرتاحاً لرؤية قوى أخرى تشن عمليات ضد تنظيم داعش في سورية والذي يخفف بشكل من التهديد ضد بريطانيا، كما أنه يشعر بأن عليه مساعدة فرنسا في هذه الأوقات الصعبة".

وتشارك بريطانيا منذ العام الماضي بثماني مقاتلات تورنادو8 وعدد غير محدد من الطائرات بدون طيار، في الغارات ضد التنظيم الجهادي في العراق.

إلا أن إيان بوند من معهد الإصلاح الأوروبي اعتبر أن شن غارات في سورية لن يغير من "تحفظ القادة البريطانيين على التدخل في المشاكل الدولية خصوصاً لجهة المشاركة في الاتحاد الأوروبي على أنه قوة أوروبية كبرى".

back to top