هموم بشرية واحدة وهروب إلى الأمام... أفلام {مهرجان القاهرة السينمائي الدولي}

نشر في 23-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 23-11-2015 | 00:01
مع انتهاء فعاليات الدورة 37 في {مهرجان القاهرة السينمائي الدولي}، وبغض النظر عن نتيجة الجوائز، أو بعض السلبيات الخاصة بتنظيم العروض وبالأخص المصرية، فإن المتابع الدؤوب لهذه الدورة سيكتشف أن هموم الشعوب، وبالأخص المصنفة بالعالم الثالث متشابهة إلى حد بعيد.
البؤس  نفسه، كذلك الإحباط بفعل الفقر والجهل والتخلف، لدرجة أن  أربعة أفلام عرضها المهرجان في مسابقاته المختلفة تدور حول  الانتحار، لعل أكثرها إنسانية الدنماركي {بين ذراعيك}، فيما عرض فيلمان تتعرض بطلتاهما للاغتصاب هما الإيطالي {الاختيار} والبرازيلي {بولينا} الذي حصدت بطلته جائزة التمثيل الأولى، كذلك جائزة الهرم البرونزي. الطريف أن الفيلمين طرحا رؤية تكاد تكون متقاربة، تحديداً في ما يتعلق بردة فعل المغتصبة نفسها،  لاسيما لحظة اكتشافها بأنها تحمل جنيناً، وحيرتها حول هل هو نتاج هذه اللحظة القاسية، أم ثمرة علاقة الزواج ، كذلك ردود فعل المحيطين بها سواء الزوج أو الأهل.

وجع إنساني مشترك

التشابه في المضمون  يمكن تلمسه عبر مجموعة من الأفلام ترصد الرغبة في الهجرة من الأوطان بحثاً عن حياة أكثر إنسانية، كما في: {البحر الأبيض المتوسط} الذي نال ذهبية مهرجان القاهرة إضافة إلى جائزة التمثيل الأولى لقدوس سيوف، وهو إنتاج إيطالي فرنسي أميركي مشترك للمخرج جوناس كاربينيانو، الهندي {أومريكا} الذي فاز بجائزة  لجنة النقاد، ويتمحور حول الحلم الأميركي الذي يداعب خيال البعض قبل أن يكتشفوا هذا الزيف، «باباي» للمخرج فيسار مورينا وهو إنتاج مشترك كوسوفو فرنسي ألماني.

الوجع الإنساني المشترك من جراء الحروب التي عاشتها الشعوب والفشل في التوازن النفسي، ومن ثم العودة للتعايش مع الحياة بمستجداتها، رصدتها أفلام كثيرة عرضت في مسابقات المهرجان المختلفة  على غرار البوسني «حياتنا اليومية» الذي ترصد أحداثه قصة شاب عائد من الحرب يحاول التأقلم مع الوضع السياسي المتأزم والحالة الاقتصادية الصعبة في البوسنة ما بعد الحرب، بينما يرفض والده أن يتخلى عن إيمانه بمعتقداته الاشتراكية وسط مجتمع غارق في الفساد.  

«1944» الذي ترصد أحداثه السنة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية فوق الأراضي الإستونية، «مينا تسير» للمخرج يوسف باركي وهو إنتاج مشترك بين كندا وأفغانستان،  يتمحور حول مينا ابنة الثانية عشرة التي تحاول العيش في مدينة دمرتها الحرب لتطعم والدها العاطل عن العمل وجدها العجوز.

أما الأفلام التي ترصد محاربة الفساد فأبرزها  الألماني «متاهة الأكاذيب»  لجوليو ريتشيارللي، وهو مأخوذ عن واقعة حقيقية دارت أحداثها  سنة 1959  عندما يكتشف وكيل النيابة الشاب يوهان رادمان تورط مؤسسات وجهات حكومية في التستر على الجرائم التي ارتكبها النظام النازي خلال الحرب العالمية الثانية، فيسعى لكشف الأدلة التي تثبت تورط الآلاف من الضباط والجنود النازيين، الذين أفلتوا من العقاب، وفي رحلة البحث يكتشف تورط  أفراد من عائلته في هذه الجرائم.

الفيلم الفرنسي «ديبان»، الحائز على سعفة «كان» العام الماضي، أحد أبرز الأفلام التي عرضها المهرجان وترصد ويلات الحروب ومحاولات البعض الهروب منها، ليكتشفوا أنهم يهربون إليها أو بتعبير أدق لا يمكنهم الفكاك من مصيرهم البائس.

ندوات...

دعم السينما الفلسطينية إحدى أهم الندوات  في المهرجان، نظمها «برنامج آفاق السينما العربية» وشارك فيها المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، وأكدت على ضرورة الوصول إلى حلول جوهرية لأزمة الإنتاج المشترك بين السينما الفلسطينية وسينما المنطقة والعالم، نظراً إلى أهمية السينما الفلسطينية كوسيلة للتعبير عن الهوية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

كذلك أقيمت ندوه حول الحفاظ على التراث السينمائي، حضرها د. محمد كامل القليوبي الذي طالب بضرورة إصدار قانون مصري لحفظ النيغاتيف والتراث السينمائي المصري، لضمان عدم ضياعه أو إتلافه أو التصرف فيه بطريقة تضر بالتراث الثقافي.

  شارك في الندوة  د.أحمد عواض، رئيس المركز القومي للسينما، الذي كشف السياسة الاستراتيجية للمركز القومي للسينما في ما يتعلق بهذه القضية، باتريس ديباستر، مسؤولة ترميم الأفلام في فرنسا، التي نوهت بالعلاقة بين «الترميم الرقمي والقضايا الأخلاقية»، د.طارق جبلي، مدير مشروع مكتبة الأفلام في شركة روتانا، الذي تحدث عن «حفظ وترميم تراث الأفلام المصرية»،  د.جيهان إبراهيم، كبير الباحثين في دار الكتب والوثائق القومية، التي ركزت على «الحفظ الوقائي لتراثنا السينمائي».  أدارت الندوة د.مروة الصحن، مدير مركز الأنشطة الفرنكفونية بمكتبة الإسكندرية.

احتفل المهرجان بمئوية الراحلين صلاح أبو سيف وكامل التلمساني، من خلال حلقة بحث أدارها الناقد علي أبو شادي وشارك بأوراق بحثية.

back to top