صناعة النفط المشهورة بتقلباتها دخلت مرحلة ركود جديدة

نشر في 18-08-2015 | 00:01
آخر تحديث 18-08-2015 | 00:01
مزيد من تراجع الأسعار بسبب تخمة المعروض وتزايد فرص الإنتاج
يرى خبراء الطاقة أن هناك عوامل تسهم في انخفاض النفط، منها هبوط قيمة اليوان الصيني الذي سوف يفضي إلى مزيد من الضغوط على أسواق السلع وحركة التبادل التجاري، خصوصاً في الأسواق الناشئة.

شهدت صناعة الطاقة في الأيام القليلة الماضية طائفة من التطورات، كان أبرزها توجه إيران إلى مضاعفة إنتاجها النفطي بعد حدوث أكبر انخفاض في الأسعار منذ شهر يناير الماضي، وفي أعقاب التباطؤ الواضح في معدل النمو في الصين.

وتشير التوقعات إلى احتمال حدوث مزيد من التراجع في الأسعار بسبب تخمة المعروض، وتزايد فرص الإنتاج في أكثر من بلد، وخصوصاً في إيران، حيث تبدو الإمكانات جذابة بالنسبة إلى المستثمرين.

ويرى خبراء الطاقة أن عوامل أخرى تسهم في هذا المسار، منها هبوط قيمة اليوان الصيني الذي سوف يفضي إلى مزيد من الضغوط على أسواق السلع وحركة التبادل التجاري، وخصوصاً في الأسواق الناشئة.

على صعيد آخر، تشير المعلومات الميدانية إلى احتمال تعرض شركة «غازبروم» الروسية إلى متاعب شديدة قد تهدد مصيرها كما أنها، بحسب مراقبين، تجد نفسها في مواجهة أخطر التحديات في تاريخها مع ازدياد فرص الانكفاء عن خططها الرامية إلى التحول إلى شركة طاقة من المستوى العالمي في ظل التغيرات التي تشهدها هذا الصناعة.

ويضاف إلى ذلك، أن شحنات الطاقة التقليدية إلى أوكرانيا متوقفة منذ مطلع شهر يوليو الماضي، كما أن استثماراتها في المياه العميقة مهددة بسبب غياب التقنية الأجنبية، وينسحب ذلك أيضاً على روسيا التي تسعى إلى تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في زيادة إنتاج الغاز الطبيعي وفي استهداف سوق آسيا – المحيط الهادىء، الذي تعول موسكو عليه من أجل التوسع وجسر الهوة في الإنتاج والتصدير، والحصول على عملة صعبة في وجه تراجع قيمة الروبل وضعف التصدير.

يذكر أن شركة «غازبروم» كانت تحاول منذ زمن طويل تطوير علاقاتها التجارية مع دول آسيا، في أعقاب التوتر مع الاتحاد الأوروبي، وهي تؤكد على الدوام أن الطلب على الغاز في أوروبا يعزز فرص التنافسية، كما أن ثمة توقعات في أن يزداد الطلب على الغاز الروسي في هذه السنة في أوروبا، وهي فرصة لتحقيق أرباح مجزية للشركة، رغم تراجع أسعار الطاقة عموماً.

ويعزز هذه التوقعات، ما جاء أخيراً في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، وأشار إلى أن صناعة النفط، التي اشتهرت بتقلباتها، دخلت مرحلة ركود جديدة، كما أن الأرباح هبطت في شركات حققت معدلات قياسية في السنوات الأخيرة، مما أرغمها على إيقاف العمل في أكثر من نصف منصاتها، وخفض استثماراتها في عمليات الاستكشاف بصورة حادة.

وكان أن قررت تلك الشركات الاستغناء عن أكثر من مئة ألف عامل.

ويرجع ذلك إلى هبوط سعر برميل النفط بمعدل يقارب النصف في  صيف عام 2014 وبلوغه مستويات ركود عام 2009. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا هبط سعر النفط بهذه السرعة؟، ويكمن الجواب على هذا السؤال المعقد في اقتصاد العرض والطلب، فقد تضاعف إنتاج الولايات المتحدة من النفط بشكل تقريبي خلال الأعوام الستة الماضية، وبذلك تمكنت من الاستغناء عن استيراد كميات من النفط الذي بات عليه البحث عن مناطق أخرى.

ودخلت المملكة العربية السعودية ونيجيريا والجزائر في منافسة على الأسواق الآسيوية، كما اضطرت الدول المنتجة إلى خفض أسعار نفطها إضافة إلى أن صادرات النفط ترتفع من سنة إلى أخرى من كندا والعراق، وحتى روسيا، على الرغم من مشكلاتها الاقتصادية، تمكنت من الاستمرار في الإنتاج، ومع احتمال دخول إيران السوق بقوة أكبر تزداد الصورة قتامة، في المستقبل المنظور على الأقل.   

back to top