منيت أسواق دول الخليج بخسائر كبيرة، الأسبوع الماضي، لاسيما السوق السعودي، الذي فقد 7.7%، تلاه سوق دبي بفقده 6.9%، ثم أبوظبي بخسارة 4.6%، وقطر بنسبة 4.3%، في حين الكويتي 3.9%، ثم مسقط بفارق ثلث نقطة، بينما خسر سوق المنامة 1.1%.

Ad

تفاقمت الخسائر الأسبوعية لمؤشرات اسواق المال في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الاسبوع الماضي، مقارنة بالاسابيع الماضية، وجاء السوق السعودي، الاكبر عربيا، ومؤشره "تاسي" في مقدمة الخاسرين بفقد 7.7 في المئة.

وتلاه بفارق اقل من نقطة مئوية مؤشر سوق دبي المالي، متراجعا بنسبة 6.9 في المئة ثم جاره ابوظبي بخسارة 4.6 في المئة وبنسبة 4.3 في المئة اتت خسارة مؤشر سوق قطر المالي، وتراجع مؤشر سوق الكويت "السعري" بنسبة 3.9 في المئة وبفارق ثلث نقطة جاء مؤشر سوق مسقط، في حين خسر سوق المنامة الاقل ترابطا والادنى سيولة ونشاطا 1.1 في المئة.

«السعودي»... حاجز 8 آلاف نقطة

رغم ارتداد الجلسة الاخيرة التي شهدت خلالها بقية اسواق المنطقة خسائر كبيرة الا انها لم تمنع السوق السعودي ومؤشر "تاسي" من تصدر الخاسرين بنسبة كبيرة بلغت 7.7 في المئة ولكنه استعاد مؤشر 8 آلاف نقطة بعد ان ابتعد عنه بنحو 250 نقطة بداية جلسة الخميس والتي شهدت تداولات دراماتيكية وبسيولة هي الاعلى خلال الاسبوع تحول خلالها المؤشر السعودي من خسائر كبيرة الى اللون الاخضر بعد 7 جلسات شديدة السلبية، وكانت اسعار النفط المؤثر الاكبر خلال فترة 8 اسابيع من الخسائر اطاحت بطموحات المتداولين، وقد يتطور الموقف اكثر.

ولم يعد هناك طلب وعرض حاليا، وتفوق العرض على الطلب، مع تقديرات بتراجع الطلب بشكل اكبر خصوصا مع مشاكل اقتصاديات آسيا الناشئة التي بدأت تظهر على السطح خلال هذه الفترة بداية بالصين وخسائر سوق المال وتراجع النمو الاقتصادي تحولت الى ما يشبه حرب عملات بغية دعم الصادرات لكل دولة مما سيخل بالاقتصاد الآسيوي احد اهم المناطق الداعمة للاقتصاد العالمي.

ونجا السوق السعودي من ضربتين احداهما للاسواق الخليجية وتمثلت في جلسة الخميس صباحا وفي المساء تراجعات داو جونز الحادة التي زار خلالها مستوى 16 الف نقطة للمرة الاولى هذا العام قلقا من العوامل الاقتصادية التي ذكرناها آنفا، واقفل مؤشر السوق السعودي عند مستوى 812.83 نقطة، متكبدا خسارة 67.91 نقطة خلال اربع جلسات فقط حيث كانت الاخيرة خضراء.

الإمارات... خسائر ثقيلة

حل سوق دبي ثانيا من حيث الخسائر بعد السوق السعودي وتركز نصف خسائره خلال جلسة الاسبوع الاخيرة الدامية جلسة الخميس حيث خسر اكثر من 3.2 في المئة مما رفع رصيده الاسبوعي الاحمر الى حوالي 7 في المئة بخسارة بلغت نقاطها 275.56 نقطة متخليا عن مستوى 4 آلاف نقطة، ومقفلا عند مستوى 379.84 نقطة فقط، وشهد سهم اعمار خسارة بنسبة 5 في المئة مما اثر على تعاملات الجلسة الاخيرة كثيرا، وبقيت تعاملات الاجانب عند مستويات الاسبوع الاسبق، بحوالي 900 مليون درهم، حيث يعتبر المتداول الاجنبي مؤثرا وهو من يتأثر بتقلبات مؤشرات الاسواق العالمية وغالبا ما يلجأ الى البيع لتغطية مراكزه المالية في اسواق عالمية خاسرة.

وخسر مؤشر ابوظبي نسبة 4.6 في المئة وجاء بالمرتبة الثالثة متأثرا بخسائر النفط كحال السوق السعودي غير انه اقل ارتباطا بالاسعار، بالرغم من ارتفاع اعتماده على مبيعات النفط لتغطية انفاقه الحكومي العام، وفقد مؤشر ابوظبي 217.79 نقطة ليتراجع الى مستويات 4500 نقطة مقفلا اعلى منها بـ12.48 نقطة فقط.

قطر وعُمان

حال بقية أسواق المنطقة ورغم اختلافهما بعض الشي خصوصا على مستوى السيولة ولكنهما بنهاية الاسبوع سجلا خسائر واضحة بلغت نسبة 4.3 في المئة في مؤشر الدوحة الذي فقد 512.48 نقطة ليتراجع الى مستويات 11345.53 نقطة خاسرا جميع جلسات الاسبوع، بينما اقفل مؤشر مسقط قريبا من سر مستوى 6 آلاف نقطة ومتراجعا اليه بسرعة كبيرة بعد ان ابتعد فوقه بنحو 500 نقطة خلال اسابيع قليلة ماضية، وخسر بنهاية الاسبوع مجموع 228.75 نقطة تعادل نسبة 3.6 في المئة ليقفل عند مستوى 6089.87 نقطة.

وتراجع كذلك اصغر الاسواق الخليجية واقلها نشاطا وسيولة وهو سوق البحرين المالي وفقد 14.48 نقطة تعادل نسبة 1.1 في المئة وهي الادنى خليجيا ليسجل افضل اداء مقفلا عند مستوى 1319.99 نقطة تحديدا.

السوق الكويتي... خسارة كبيرة

تراجعت مؤشرات سوق الكويت للاوراق المالية بحدة في نهاية تعاملات الاسبوع الماضي بعد ان سجلت اداء اقل تراجعا مقارنة مع بقية اسواق المنطقة خصوصا الثلاثة الكبرى، السعودي والاماراتي وقطر، وفقد نسبا كبيرة كحصيلة اسبوعية سلبية مقاربة لما فقدته الاسواق الخليجية الاكثر تذبذبا والافضل اداء منذ بداية الاسبوع مع السوق الكويتي.

وحذف مؤشر السوق السعري نسبة 3.9 في المئة تعادل 248.49 نقطة ليقترب كثيرا من مستوى 6 آلاف نقطة ويقفل تحديدا عند مستوى 6052.63 نقطة، واتت خسائر المؤشرين الوزنيين قريبة من السعري وخسر الوزني نسبة 3.7 في المئة وتساوي 15.27 نقطة ليستقر قريبا جدا من مستوى 400 نقطة وتحديدا عند مستوى 402.8 نقطة، وابتعد "كويت 15" عن مستوى الالف نقطة واقفل عند مستوى 966.98 نقطة بعد ان حذف 35.23 نقطة دفعة واحدة تعادل نسبة 3.5 في المئة في اكبر خسارة اسبوعية له منذ اكثر من 5 اشهر تقريبا.

وتراجع النشاط مقارنة مع الاسبوع الاسبق في ظل اجواء سلبية وفقد نسبة 20 في المئة من قوته بينما استقرت السيولة ولم تفقد اكثر من نسبة 1.3 في المئة، بفضل عمليات بيع على الاسهم القيادية تمت خلال الجلسة الاخيرة من الاسبوع والتي شهدت التدهور الاكبر، وخسر عدد الصفقات نحو 6 في المئة.

وسيكون الاسبوع القادم مفصليا حيث هناك تراجعات حادة في الاسواق بنهاية تعاملات الاسبوع والتي تلت اقفالات اسواق المنطقة التي تسبقها بجلستين وستلعب الاخبار والمؤشرات الاقتصادية دورا بارزا في حركة الاسواق الخليجية في ظل عمليات تصحيح تتم على اسواق عالمية في مقدمتها السوق الاميركي الذي عانى الامرين خلال الاسبوع الماضي.