أنهى الرئيس السيسي زيارته إلى السعودية، أمس، وعقد لقاء قمة مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، شمل توقيع محضر تأسيس مجلس تنسيق مصري- سعودي لتنفيذ «إعلان القاهرة»، في وقت بحثت الحكومة المصرية تداعيات الطائرة الروسية، بينما جدَّد تنظيم «ولاية سيناء» تهديده للجيش المصري.

Ad

بعد ثلاثة أشهر من توقيع مصر والسعودية وثيقة "إعلان القاهرة"، التي تضمنت تأكيد البلدين على متانة العلاقات الثنائية، والحرص على تطويرها في جميع المجالات، وقعت الدولتان، أمس، محضر تأسيس مجلس تنسيق مشترك، لتنفيذ ما ورد في الوثيقة التي أطلقت نهاية يوليو الماضي.

التوقيع تم خلال لقاء قمة جمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، على هامش أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية المنعقدة في الرياض.

المتحدث الرئاسي المصري، علاء يوسف، قال إن الرئيس السيسي والملك سلمان حضرا مراسم توقيع وزيري خارجية البلدين على محضر إنشاء مجلس تنسيق سعودي- مصري، يتولى الإشراف على تقديم المبادرات وإعداد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين البلدين في المجالات المشار إليها في "إعلان القاهرة"، ومن بينها استكمال التوافق المصري- السعودي في ما يخص عملية إنشاء القوة العربية المشتركة.

وأكد السيسي أن المرحلة الراهنة والواقع الذي تعيشه المنطقة العربية يستوجبان تعزيز التعاون بين البلدين لمصلحة المنطقة بأكملها، فيما شدَّد سلمان على ضرورة مواصلة التشاور والتنسيق المشترك، بما يحقق مصلحة الأمتين العربية والإسلامية.

إلى ذلك، ثمَّن أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، طارق فهمي، الاتجاه إلى تشكيل مجلس تنسيق مصري- سعودي، معتبراً أنها خطوة جيدة تؤكد متانة العلاقات بين البلدين.

زيارة مفاجئة

وفي طريق عودته من الرياض، توجه الرئيس السيسي، ظهر أمس، في زيارة مفاجئة إلى منتجع شرم الشيخ السياحي، في شبه جزيرة سيناء التي شهدت سقوط الطائرة الروسية المنكوبة مطلع الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مصرع جميع ركابها وعددهم 224 شخصاً.

السيسي تفقد إجراءات تأمين مطار شرم الشيخ، واستعرض مع مسؤولي أمن المطار إجراءات تأمين وسلامة المسافرين، مؤكداً أنه "لا يمكن لأحد أن ينال من مصر طالما أن المصريين على قلب رجل واحد".

وشدّد الرئيس في تصريحات تليفزيونية على أن "أنوار شرم الشيخ لن تنطفئ"، واعداً باستمرار دعم قطاع السياحة، لافتاً إلى أن "أهل الشر يحاولون عرقلة ما حققناه من نجاح، لكن إرادة الشعب لن تنكسر"، وفي ما يتعلق بتحقيقات حادث الطائرة قال: "سنتعامل مع الموضوع بمنتهى الشفافية طبقا لنتائج التحقيقات"، مضيفاً: "استباق التحقيقات لم يكن في مصلحة الجميع"، كما خاطب رجال الأعمال في إشارة واضحة إلى واقعة القبض على المستثمر صلاح دياب، قائلا: "ماحدش أبداً يقدر يمسكم وفيه قانون بيحكمنا كلنا وانا لا أقبل أي إهانة لأي شخص".

في إطار موازٍ، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد، إن تصريحات وزير الخارجية سامح شكري لشبكة "سي ان ان" حول إمكانية مشاركة جهات خارجية "أميركية"، في تحقيقات الطائرة الروسية، "فُسرت بشكل غير دقيق".

وأوضح أبوزيد أن قواعد عمل لجنة التحقيق الفنية تسمح بالمشاركة في التحقيق للدول التي صنعت الطائرة أو محركاتها أو التي تم تسجيل الطائرة بها، بالإضافة إلى الدولة التي وقع فيها الحادث، والدول التي يحمل الضحايا جنسياتها، والجهات المصرية المعنية بالإشراف على عملية التحقيق أخطرت تلك الدول منذ بداية الحادث، ومن ضمنها مجلس سلامة النقل الأميركي، باعتبار أن الشركة المصنعة لمحرك الطائرة أميركية.

"داعش" يتوعد

وبعد أقل من أسبوعين على تبنيه إسقاط الطائرة الروسية، من دون التثبت من صحة هذه المزاعم، جدَّد تنظيم "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "داعش" الإرهابي تهديده للجيش المصري، وبث، أمس، فيديو بعنوان "ثم يُغلبون"، توعد فيه الجيش بالتنكيل والهزيمة.

وفيما تجاهل التنظيم في الفيديو الحديث عن الطائرة الروسية، اتهم الجيش بتشريد مواطني سيناء خلال عملية "حق الشهيد"، مُهدداً قوات الجيش بالمفخخات والعمليات الانتحارية، وحذر التنظيم أبناء سيناء المتعاونين مع الجيش بالذبح، كما توعد إسرائيل باستئناف إطلاق الصواريخ عليها.

الخبير في الحركات الإسلامية أحمد بان، اعتبر أن الفيديو محاولة للإيحاء بأن سيناء خارج سيطرة الدولة المصرية، وأن الجمع بين مصر وإسرائيل في رسالة واحدة، هدفه الدعاية السوداء ضد مصر.

ميدانياً، عثر أهالي سيناء على جثة مواطن مقتولاً في مدينة العريش، وقال مصدر أمني إن الأهالي أبلغوا أجهزة الأمن بالعثور على جثمان مواطن، بعد أيام من قيام عناصر مسلحة يرجح انتماؤها إلى تنظيم "ولاية سيناء" باختطافه، وتبين إصابة القتيل برصاصات في أنحاء جسده.

وثيقة تحالف

في شأن آخر، قال برلمانيون إن قيادات قائمة "في حب مصر" التي تخوض الانتخابات البرلمانية، بقيادة اللواء سامح سيف اليزل، عقدوا اجتماعاً منذ أيام في مقر القائمة بمنطقة "التجمع الخامس" (شرق القاهرة).

وأضاف النواب، الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أن الاجتماع حضره نحو 100 نائب من الفائزين في المرحلة الانتخابية الأولى، وناقشوا ضرورة دعم الدولة في ظل التحديات الداخلية والخارجية، وبحث مزيد من فرص الاستثمار لإنعاش الاقتصاد، عبر تشريعات سريعة لخدمة هذا الهدف.

وأكدت المصادر أن الجميع اتفق على ضرورة أن يكون الحاضرون النواة الأولى للأغلبية داخل البرلمان، وانتهى الاجتماع بتوقيعهم "وثيقة تحالف" لدعم الدولة تحت القبة.