«قلبي دق»... قدرة على المنافسة
يؤكّد نجاح المسلسل اللبناني «قلبي دق» (يعرض خلال شهر رمضان المبارك على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال) ونسبة المشاهدة العالية التي يحظى بها، أن الإنتاج الضخم ليس كل شيء في العمل الدرامي، بل ثمة عوامل أخرى مهمة كالكتابة والإخراج والأداء المميز.
مضمون العمل جميل وبعيد عن التعقيد والتفلسف، يتمحور حول علاقة حب مميزة وجديدة في شكلها ومضمونها، تجمع بين سامي الأرستقراطي وكريستين الريفيّة، قصّة ممزوجة بمشاعر متناقضة، تتخللها مواقف كوميدية مضحكة وعفوية مع بعض الأحداث التراجيدية.مجموعة أخرى من الأفكار، زخر بها المسلسل وتمت معالجتها بنجاح وبطريقة سهلة وعفوية رغم قسوة واقعها، من بينها إعطاء الإرث للشباب فحسب، كون البنت عندما تتزوّج تصبح على إسم رجل آخر، كما يقال عادة ، حتّى قضيّة التمييز ضدّ المرأة تمت معالجتها بطريقة تُحنّن قلب المشاهد، بعيداً عن الأسلوب التقليدي الذي برز في المسلسلات الأخرى، وكيف أنّ البنات هنّ اللواتي يقفن إلى جانب أهلهنّ، وغيرها من القضايا.سلاسة واختلاف النص سلس وغنّي بتطورات متسارعة وشخصيات مختلفة، مأخوذ من الحياة التي نعيشها، وقد أضاف الحوار العفوي البعيد عن الكلمات المنمّقة والصعبة والمتفلسفة نكهة إضافية إيجابية للعمل. أكدّت كارين رزق أن «قلبي دق» واجهة الدراما اللبنانية في رمضان في ظل وجود مسلسلين لبنانيين فحسب، أضافت أن المسلسل لبناني موجه للجمهور اللبناني بالدرجة الأولى ثم إلى الجمهور العربي، ذلك أن قصة الحب التي يتناولها يعيشها الإنسان إلى أي مجتمع انتمى. اضافت أنّها ليست خائفة من المنافسة والمقارنة بينه وبين الأعمال العربية الضخمة لأنها واثقة من العوامل الجيدة التي قام عليها المسلسل.ثنائية ناجحة شكل بطلا العمل كارين رزق الله ويورغو شلهوب ثنائية ناجحة، رغم أنهما يجتمعان للمرة الأولى، وسيطر التناغم والحرفية على أدائهما فجاءت المشاهد حقيقية مؤثّرة، تنبض بالحب والشغف ما أدى إلى تفاعل المشاهد معهما بشكل كبير.عبّر شلهوب عن سعادته بالوقوف أمام رزق الله، مشيراً إلى أنه توقع النجاح لهذه الثنائية وللعمل ككل، قبل بداية عرضه على الشاشة، وأضاف: «لفتني النصّ كثيراً، ثمة غنى بالشخصيات وواقعية في المعالجة، لذلك جاءت النتيجة جيدة، إضافة إلى المجهود الذي بذله فريق العمل، والمنتج مروان حدّاد، فنجحنا في سباق المنافسة في رمضان بشهادة الجمهور الحكم الأوّل والأخير».كذلك عبرت رزق الله عن سعادتها بالديو التمثيلي الرومنسي الذي جمعها بشلهوب وقالت: «يورغو من أهمّ الممثلين في لبنان، وتجمعنا صداقة من أيام الجامعة، عندما كنت أكتب شخصيّة المحامي سامي، رأيت يورغو يؤدّيها، كنّا إلى جانب بعضنا البعض ومنسجمين معاً وهذا ما ظهر على الهواء، وكفريق عمل كنّا متقاربين، وجمعتنا طاقة إيجابيّة، هي تجربة جميلة خضناها».لا شك في أن المسلسل أثبت أن الأعمال الدرامية اللبنانية البحتة قادرة على المنافسة في حال تأمن إنتاج كبير لها، فرغم الإنتاج المقبول، إذا جاز التعبير، أثبت «قلبي دق» حضوره بين الأعمال المعروضة، واحتل حيّزاً من المشاهدة ضمن وجود كاتب ومخرج وكادر تمثيلي مناسب.أثنت الممثلة رندة كعدي على نص كارين رزق الله من ناحية سهولة حفظه ومعايشته للواقع، وأوضحت أنها عادت بهذا الدور الكوميدي لاشتياقها إلى الأدوار القريبة من المشاهد، والتي تُبعده عن واقعه المرير. أضافت ألا صعوبة في الأدوار الكوميدية أو الدرامية كأداء، لكن الأهم أن تصل هذه الأعمال إلى الناس بصدق، فبرأيها العمر والخبرة والدراسة كلها أمور تجعل الممثل متألقاً. حول الدراما اللبنانية تابعت أن من واجب الدولة اللبنانية أن تؤمن بصناعة الدراما، عازية المشكلة التي تواجه الأخيرة إلى ضعف الإنتاج أولا وأخيراً.ثنائية نسائيةعبّرت المخرجة غادة دغفل، في حديث لها، عن فخرها بـ «قلبي دق» الذي أضاف إليها الكثير، فما يميز هذا العمل، برأيها، هو الثنائية النسائية بين الكتابة والإخراج، معتبرة أن للمرأة بصمة خاصة في هذا النوع من الأعمال، وبأنها كفيلة بفهم الرجل والمرأة معاً.لا لتكرار الأدوارحول مشاركته في مسلسل «سرايا عابدين» يعزو يورغو شلهوب السبب إلى كارمن لبس التي رشحته، وأضاف: «بيني وبين كارمن كيمياء قوية»، كاشفاً أنه عرض عليه عملان في الدراما العربية المشتركة لكنّه رفض لأنّه يبحث عن أعمال تليق به وتضيف إليه كممثل، ولا يحب أن يكرر نفسه في الأدوار.