سيكون نادي ليفربول الإنكليزي مطالباً بالصبر على مدربه يورغن كلوب، الذي يخوض أول مواسمه في الدوري الممتاز، ويمتلك المدرب الألماني سجلاً رائعاً في الملاعب الأوروبية، خصوصاً مع ناديه السابق بروسيا دورتموند.

Ad

يعيش نادي ليفربول الإنكليزي فترة انتقالية بعد تولي المدرب الألماني يورغن كلوب مهام تدريب "الحمر"، ومن المؤكد أن الفريق بحاجة للعديد من العوامل من أجل استعادة أمجاده والعودة إلى المنافسة على الالقاب المحلية والقارية.

في الحقيقة، لا يعتبر ليفربول من الأندية التي تحبذ تغيير المدربين باستمرار، فقد حاول "الحمر" خلال السنوات الماضية الصبر على المدربين الذين تولوا الإشراف على الإدارة الفنية للفريق قدر الإمكان، فبعد رافا بنيتز (آخر المدربين الذين حققوا ألقاباً كبرى مع الفريق)، الذي حقق لقب دوري أبطال أوروبا موسم 2004-2005 ، تعاقد "الحمر" مع الإنكليزي روي هودجسون عام 2010، لكن نتائج الفريق لم ترتق أبداً لطموحات جماهير ليفربول، (أشرف على 31 مباراة ، فاز في 13، وتعادل في 8 مواجهات وتلقى 10 هزائم)، حيث كانت نسبة فوز الفريق 41.94 في المئة، وهي نسبة بالتأكيد لا تؤهل أي فريق للمنافسة على الألقاب الكبرى.

واضطر ليفربول إلى إنهاء التعاقد مع هودجسون في الثامن من يناير عام 2011، أي قبل أن يكمل الموسم مع "الحمر"، واستعان الفريق بنجمه السابق كيني دالغليش ليشرف على الإدارة الفنية أملاً في تحقيق نتائج ترقى إلى شهرة الفريق الكبير، لكن دالغليش تباينت نتائجه خلال العام والنصف العام قضاها مع ليفربول، حيث أشرف على الفريق في (74 مباراة تحت قيادته، فاز في 35، وتعادل في 17 مواجهة، وتلقى 22 هزيمة)، وهو ما لم يطمئن إدارة النادي أيضاً في إعادة الفريق إلى مصاف كبار أندية إنكلترا وأوروبا.

وتعاقد ليفربول مع الأيرلندي برندن رودجرز في يونيو 2012، وتمكن المدرب الأيرلندي من إظهار الفريق بصورة أفضل من سلفه، حيث كاد "الحمر" يخطف لقب الدوري الإنكليزي الممتاز في ثاني موسم لرودجرز مع ليفربول 2013-2014، وحصد الفريق في هذا الموسم 84 نقطة، متخلفاً بفارق نقطتين فقط عن مانشستر سيتي الذي توج بطلاً للمسابقة، وتمكن ليفربول في هذا الموسم من التشبث بالصدارة لفترات عديدة، ولولا بعض الهفوات من قبل نجوم الفريق لرفع رودجرز درع "الممتاز"، ولكن رودجرز لم يتمكن من الإبقاء على الحالة الفنية والذهنية للفريق في الموسم الذي تلاه، ليقوم "الحمر" بالاستغناء عن خدماته والبحث عن مدرب آخر بإمكانه صنع فريق جديد قادر على مقارعة كبار الدوري الممتاز.

ليفربول يجد ضالته في كلوب

وفي الثامن من أكتوبر عام 2015، تعاقد نادي ليفربول مع المدرب الألماني يورغن كلوب ليشرف على الإدارة الفنية للفريق.

ومما لاشك فيه أن كلوب يعتبر من أبرز المدربين في الساحة الأوروبية خلال الأعوام الماضية، وخصوصاً أثناء إشرافه على نادي بروسيا دورتموند الألماني.

صحيح أن المدرب الشاب (48 عاماً)، لا يمتلك إنجازات كثيرة في الملاعب الأوروبية، إلا أن أعوامه الـ 15 كمدرب ونتائجه التي حققها مع بروسيا دورتموند كانت كفيلة بوضعه على لائحة أفضل المدربين الشبان حالياً.

وأشرف كلوب على بروسيا دورتموند في موسم 2008-2009 ، وبقي مع الفريق حتى عام 2015، عندما تعاقد معه ليفربول ، وتمكن المدرب الألماني من وضع بصمته مع فريقه الألماني الذي كان يقارع العملاق بايرن ميونيخ في مختلف البطولات المحلية، وتمكن كلوب من تحقيق لقب الدوري الألماني في مناسبتين، موسم 2010-2011 وكذلك الموسم الذي تلاه 2011-2012، كما حافظ كلوب على شخصية الفريق في الموسمين التاليين أيضاً بحصوله على مركز الوصافة خلف العملاق البافاري بايرن ميونيخ، كما ان دورتموند حقق مفاجأة من العيار الثقيل ببلوغه المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا عام 2013، التي خسرها أمام غريمه المحلي بايرن ميونيخ 3-1، لكن اضطرار النادي الألماني إلى بيع أبرز عناصره بسبب العجز المالي، لم يعين كلوب لمواصله تحقيق إنجازاته.

ماذا ينتظر يورغن؟

سيكون يورغن كلوب أمام اختبار حقيقي وصعب للغاية مع ليفربول خلال الفترة المقبلة، الفريق ليس بأفضل حالاته، والواقع لا يضع "الحمر" ضمن الأندية المرشحة لخطف لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، لذلك ، من المؤكد أن كلوب بحاجة إلى الصبر قدر الإمكان لتشكيل فريق قادر على المنافسة في بطولة مثيرة مثل الدوري الإنكليزي الممتاز، الذي يضم عدداً من الأندية الكبيرة، التي تمتلك في صفوفها نخبة لاعبي كرة القدم حول العالم.

ومن المنتظر أن يقوم ليفربول بتدعيم صفوفه قدر الإمكان في فترة الانتقالات الشتوية الحالية، إذا ما أراد تحسين وضعه في جدول الترتيب، حيث يحتل الفريق المركز الثامن برصيد 30 نقطة فقط، متخلفاً بفارق 12 نقطة عن أرسنال المتصدر.

وبالتأكيد أن فكرة عودة ليفربول إلى المنافسة على اللقب تعتبر مستبعدة منطقياً، لكن إدارة النادي الإنكليزي لديها ثقة كبيرة في المدرب الألماني.

تدعيم الهجوم

يفتقر ليفربول إلى خط هجوم فعال في بعض المباريات، حيث لا يوجد ستوريدج غالباً بسبب الإصابات المتكررة، كذلك ما زال البرازيلي الشاب فيرمينيو بحاجة إلى مزيد من الوقت لإثبات قدراته، بينما يقدم النجم البلجيكي بنتيكي مستوى رائع من مباراة إلى أخرى، ودائماً ما يكون الفريق المتوج باللقب يمتلك مهاجماً لا يتوقف عن هز الشباك في كل مباراة، وهذا الأمر لا ينطبق على أي لاعب من مهاجمي ليفربول.

كما يعاني "الحمر" من خلل في خط الدفاع، حيث استقبلت شباك الفريق 24 هدفاً في 20 مباراة خاضها الفريق حتى الآن في الدوري الممتاز.

وعلى ذلك، سيكون ليفربول بحاجه إلى التعاقد مع لاعبين جدد لإعانة كلوب على مهمته، كما أن إدارة النادي الإنكليزي العريق يجب أن تعطي كلوب الوقت الكافي لبناء فريق للمستقبل، مما يصعب تحقيقه في عام واحد، وهذا ما تشير إليه تصريحات إدارة النادي التي تدعم المدرب الألماني منذ قدومه وحتى بعد المباريات التي يخسرها "الحمر" ، كما أن علاقة كلوب بلاعبيه تبعث على الارتياح إلى كل من الإدارة والجماهير على حد سواء، وعليه سيكون من المتوقع بقاء كلوب لأعوام طويلة مع ليفربول، وبانتظار استعادة الفريق لأمجاده التي توقفت منذ عدة سنوات.