وسط استمرار عمليات الكر والفر في أقصى شمال سورية، استعاد مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على كامل مدينة تل ابيض في محافظة الرقة بعد ساعات من اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) حي مشهور الفوقاني، الذي خسره قبل أسبوعين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

Ad

وأكد المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل أنه «تم القضاء نهائياً على مجموعة داعش في الحي وطردها من المنطقة»، مشيراً إلى أن أحد عناصر التنظيم «فجر حزامه الناسف خلال المعركة، في إطار خطة لعملية كبيرة أجهضت نتيجة كشفها من الوحدات»، ومؤكداً أن «لا قدرة لداعش على استعادة ما فقد من مناطق».

وكان تنظيم الدولة الاسلامية نجح في اقتحام مدينة تل ابيض الاستراتيجية في شمال سورية مجددا امس بعد اسبوعين من طرده منها وسيطر على احد احيائها الشرقية. وتحدث الاكراد عن «عملية تسلل».

في السياق، خلت مدينة الرقة من أكرادها مع إجبار «داعش» لهم على مغادرتها إلى مدينة تدمر بريف حمص، بعد أن اتهمهم بمساندة الائتلاف الدولي ووحدات الحماية وأمهلهم مدة أقصاها 72 ساعة.

وبعد انتهاء المدة بدأ «داعش» بحملات تمشيط وترحيل بالقوة لمن بقي من الأكراد خصوصاً في الأحياء ذات الكثافة الكردية مثل الأندلس والرميلة والقطار والدرعية.

وفي تطور لافت، نشر «جيش الإسلام»، أبرز فصيل إسلامي مقاتل في ريف دمشق، شريط فيديو أمس على الانترنت يتبنى فيه قطع رؤوس 18 أسيراً من «داعش» بالرصاص، رداً على إقدام التنظيم على قتل عناصر منه خلال معارك في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وظهر في الشريط المعنون «قصاص المظلومين من الخوارج المارقين»، والذي تضمن تقنيات تصويرية ومؤثرات صوتية وموسيقية يستخدمها «داعش» بفيديوهاته، 18 رجلاً باللباس الأسود مقنعي الوجوه وموثوقين بقيود وكرات حديدية ثقيلة في إقدامهم مع سلاسل حديدية ضخمة في أيديهم واعناقهم، وهم يسيرون إلى جانب عناصر من «جيش الاسلام» ارتدوا اللباس البرتقالي، وهو لباس سجناء غوانتنامو الذي يلبسه التنظيم لضحاياه قبل اعدامهم.

وفي حمص، شن «داعش» هجوماً على تجمعات النظام أمس الأول في مفرزة المخابرات الجوية وبجانبها العسكرية في بلدة الفرقلس الواقعة في الريف الشرقي للمحافظة بسيارة مفخخة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى للنظام بينهم ضباط، بحسب مكتب «ولاية حمص» الإعلامي التابع للتنظيم.

وفي دير الزور، نعى إعلام النظام أمس العميد الطيار الركن سهيل إبراهيم عمران، بعد يومين من إعلان «داعش» إسقاطه طائرته الحربية من طراز «ميغ 21» في ريف دير الزور الشرقي.

وبينما عززت تركيا إجراءات الأمن على الحدود، أكد المتحدث باسم الجيش الأميركي الأدميرال جون كيربي أن وزراة الدفاع (البنتاغون) والائتلاف الدولي لا تريان ضرورة في فرض منطقة آمنة في سورية حالياً.

وأوضح كيربي، في الموجز الصحافي بواشنطن أمس الأول «أن هناك صعوبات كبيرة لفرض مثل هذه المنطقة، إضافة إلى أن التحالف الدولي لا يدعم الآن إقامة منطقة آمنة».

سياسياً، يتوجه مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا إلى نيويورك الاثنين ليرفع تقريراً عن مهمته وإجراء محادثات مع مسؤولين بينهم الأمين العام بان كي مون وممثلي مجلس الأمن.

وأوضح  مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن ديميستورا سيرفع «توصياته حول الخطوات الواجب اتباعها مع اخذ محصلة مشاوراته في الاعتبار».

(دمشق، واشنطن، أنقرة-

أ ف ب، رويترز، د ب أ)