نحتاج إلى استخدام عقولنا
لا يكفي أن نهتز ونغضب لحدث جلل مثل هذا يوماً أو أسبوعاً، ثم نعود إلى سيرتنا الأولى، إذ سيجد العدو، أي عدو، مجالاً للضرب مرة أخرى وقتل المزيد من الأرواح الطاهرة وفقدان أعزائنا وأحبابنا، فتحركوا اليوم ولنكن جميعاً، شعباً وحكومة، على مستوى المسؤولية.
الجريمة النكراء التي فجَّر فيها كافر نفسه لقتل نفوس آدمية تقف أمام الله لتأدية الصلاة يجب ألا تمر كحادثة منفردة، ودون أن نعتبر ونقوم جميعاً بما ينبغي علينا لمنع القتلة والمجرمين من تدمير بلادنا، فالأمر دقيق وخطير ويتطلب جملة إجراءات لدحر مخطط الفتنة والتدمير.بعض هذه الإجراءات أمنية واحتياطية لمنع تسرب الانتحاريين والمخربين من دخول المساجد ورصد مواقعهم والتبليغ عنهم واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع دخولهم ورصد تمويلهم وخلاياهم النائمة والقائمة، لكن تلك الإجراءات ليست كافية، وقد تقلل من هذه الجرائم لكنها لا تقضي عليها. المطلوب منا جميعاً جرأة في مواجهة النفس والممارسات التي خلقت وتخلق الفرقة بين الناس، واتخاذ إجراءات ليندمج الناس في مواجهة الإرهاب وأقصد فتح أبواب المساجد على اختلاف مذاهبها لصلاة الجميع، فوجود مساجد لهذا المذهب وأخرى لمذهب آخر لا معنى له، ويعطي فرصة للمتعصبين والإرهابيين لاختيار المصلى الذي لا يطابق مذهبهم أو يتقصدون استفزازه، فصلاتنا جميعاً في جامع مشترك، سواء في مسجد للشيعة أو مسجد للسنة، وإعلان الأئمة جواز هذا سيتيح للدم الكويتي أن يندمج لو حاول أحد القيام بعمل إجرامي مماثل، لنقول للإرهابيين، أيا كانوا، إن الكويتيين، سنةً وشيعةً، دمهم واحد وحياتهم لها نفس القيمة والأهمية، وإن من أراد شراً بالشيعة او السُّنة فإنه سيجد الجميع صفاً واحداً في مواجهته.يتطلب الأمر جرأة من الجميع إذا كنا نريد مواجهة هذا الخطر، يتطلب أن نزيل عوائق تراكمت سنين جعلت مساجدنا مختلفة ومتخصصة، وكأننا نعبد إلهين مختلفين، كلنا نعبد إلهاً واحداً، وهذه الممارسات والتقسيم تتيح لمن يريد بنا شراً فرصة للتخريب والقتل، علينا مواجهة مثل هذا الإرهاب بخطوات جريئة تقدم أهمية أرواح البشر على ممارسات لم نفد منها إلا المزيد من الفرقة.الخطوات الأخرى تتعلق بالإعلام والتعليم وخطباء المنابر والجمعيات الدينية، دستورنا وقوانيننا تحارب التعصب، لكن كل هؤلاء يمارسون التفرقة ليلاً ونهاراً في مخالفة صارخة للدستور وقوانين البلاد.حان الوقت لنقف كلنا لوقف مثل هذه المؤسسات عن تقسيم البلاد والتفرقة بين العباد، ندس رؤوسنا في الرمال ونتجاهل ما تقوم به المؤسسات على أساس أن الجميع عنده نفس الفرصة ضد الآخر، لكنها في النهاية تزيد الفرقة وتبعدنا عن وحدتنا الوطنية، حاميتنا من الأخطار المقبلة.لا يكفي أن نهتز ونغضب لحدث جلل مثل هذا يوماً أو أسبوعاً، ثم نعود إلى سيرتنا الأولى، إذ سيجد العدو، أي عدو، مجالاً للضرب مرة أخرى وقتل المزيد من الأرواح الطاهرة وفقدان أعزائنا وأحبابنا، فتحركوا اليوم ولنكن جميعاً، شعباً وحكومة، على مستوى المسؤولية.