اندلع حريق هائل في فندق فخم بمدينة دبي قرب برج خليفة مساء الخميس، قبل ساعات من احتفالات رأس السنة التي يشكل هذا البرج، الأعلى في العالم، أحد أبرز معالمها، ما أدى إلى إصابة 16 شخصاً.

Ad

 

ولم يؤثر الحريق الذي لم تعرف أسبابه بعد، وبقي متواصلاً بدرجة أقل بعد مرور أكثر من أربع ساعات على اندلاعه، على احتفالات رأس السنة التي أضاءت سماء دبي بالألعاب النارية.

 

وأفاد المكتب الإعلامي لحكومة دبي عبر موقع "تويتر" عن "اندلاع حريق في فندق العنوان داون تاون ("آدرس") ويتم الآن العمل على السيطرة على الحريق من قبل سلطات الدفاع المدني والجهات المختصة".

 

وأكد المكتب "تسجيل 14 إصابة بسيطة وتسجيل حالة متوسطة وإصابة بجلطة قلبية جراء التدافع والدخان المنتشر جراء الحريق"، مؤكداً أنه "ليس من بين المصابين أي أطفال" أو حالات وفاة.

 

وشدد القائد العام لشرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة أن السلطات أخلت "كل المقيمين" في الفندق، موضحاً في تصريحات تلفزيونية أن "لا معلومات" بعد عن أسباب الحريق، وأن ذلك يتطلب الانتهاء من اخماده.

 

وروى شهود عن تصاعد كتل اللهب بشكل سريع، وتسبب احتراق المبنى الشاهق المؤلف من 63 طبقة، بحال من الهلع وسط الحشود.

 

وقال رافاييل سلامة الموجود على مقربة من برج خليفة، أن الحريق بدأ الساعة 21,30 بالتوقيت المحلي (17,30 ت غ) وامتد سريعاً.

 

وأفاد مصور لوكالة فرانس كان في المكان أيضاً، أن الحريق بدأ في منتصف مبنى الفندق الذي يبعد مئات الأمتار فقط عن برج خليفة، قبل أن يمتد بشكل سريع إلى الأسفل والأعلى على واجهة المبنى.

 

وهرعت سيارات الاطفاء والاسعاف إلى المكان، قبل أن تبدأ طائرات مروحية بالتحليق في الأجواء، بينما بدأ الناس بالركض للابتعاد.

 

وقال كومار، وهو هندي يقيم في دبي كان موجوداً برفقة زوجته قرب الفندق "رأينا النار تندلع بدأ الناس يصرخون ويهرعون بعيداً من الفندق، في خلال ثوان، امتد الحريق إلى كل المبنى".

 

وروى محمد الماجد، وهو سائح سعودي كان في مطعم قريب "الغريب أن الحريق كان يختفي ويظهر مجدداً، كان متركزاً في وسط المبنى".

 

وبحسب شاهد آخر فضل عدم كشف اسمه، سادت حال الهلع أيضاً وسط رجال الأمن في الفندق ومركز "دبي مول" التجاري الضخم القريب.

 

وقال "كان رجال الأمن الخاص يصيحون ويقودون الناس إلى دبي مول، بعد نصف ساعة، طلبوا منّا الخروج من المركز لأنهم سيقفلونه".

 

أضاف "عائلات، نساء، أطفال، كانوا يهرعون خارج دبي مول كان ثمة صراخ كثير، بعض الناس انهاروا، وسيارات الإسعاف كانت كثيرة".

 

وتداول مستخدمون على مواقع التواصل شريطاً يظهر هلعاً وسط الحشود في "دبي مول" المجاور لبرج خليفة والفندق، والذي يعد من أكبر مراكز التسوق في دبي، ويمكن في الشريط رؤية امرأة تدعو الناس لعدم الركض والهلع.

 

وبحسب المكتب الإعلامي، بدأ الحريق "في الطابق العشرين، من خارج البرج فقط"، وهو ما أشار إليه أيضاً الدفاع المدني.

 

وقال المدير العام للدفاع المدني اللواء راشد المطروشي أن الحريق "اندلع في الواجهة الخارجية فقط وغالبية النيران لم تدخل إلى الداخل".

 

ولم يمنع الحريق إقامة مراسم الاحتفالات التي تستقطب سنوياً عشرات الآلاف من المقيمين والسياح.

 

وسارعت المتحدثة باسم المكتب الإعلامي منى المري بعد وقت قصير من اندلاع الحريق، للتأكيد أن الاحتفالات قائمة "حسب البرنامج المحدد".

 

وعند منتصف الليل، أضاءت الألعاب النارية الضخمة سماء إمارة دبي، لا سيما برج خليفة البالغ ارتفاعه 828 متراً، وشملت الاحتفالات عروضاً ضوئية في محيط البرج، في وقت كانت ألسنة اللهب لا تزال ظاهرة.

 

كما عرضت على واجهة برج خليفة أعلام دول مجلس التعاون الخليجي.

 

وغرد المكتب الإعلامي لدبي بعيد بدء العرض، متمنياً "عاماً سعيداً".

 

كما أضاءت المفرقعات مناطق أخرى، لا سيّما محيط فندق برج العرب ذي السبع نجوم، والمعروف بتصميمه المشابه للشراع عند شاطىء دبي.

 

وسارعت حكومة دبي إلى التأكيد لـ "ضيوف دبي من نزلاء فندق العنوان داون تاون، أنه سيتم توفير غرف فندقية لخدمتكم".

 

كما تداول مستخدمون على مواقع التواصل وسم "في حاجة إلى عنوان" بالانكليزية، للدلالة على استعدادهم لاستضافة نزلاء الفندق في منازلهم.

 

ويُعد فندق العنوان داون تاون من الفنادق الفخمة في دبي التي تشهد خلال هذه الفترة من السنة اقبالاً كثيفاً من السياح لحضور احتفالات رأس السنة، والاستفادة من مهرجان التسوق الذي ينطلق مطلع هذا الشهر.

 

وسبق لدبي التي تنتشر فيها ناطحات السحب والأبراج السكنية على نطاق واسع، أن شهدت حوادث مماثلة.

 

ففي فبراير، اندلعت النيران في مبنى "ذا تورش" (الشعلة) السكني في منطقة المارينا، والذي يُعد من أعلى الأبراج السكنية، ما أتى على شقق فخمة وتطلب اخلاء مبان مجاورة.

 

وفي 2012 ، اندلع حريق هائل في مبنى "طويل تاور" في منطقة أبراج بحيرات جميرا، تبيّن  أنه نتج من القاء عقب سيجارة في المهملات.