«باب الحارة 7»... خيّب الآمال!

نشر في 12-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 12-07-2015 | 00:01
No Image Caption
لم يستطع الجزء السابع من مسلسل «باب الحارة» الذي خطف أنظار المشاهدين وحقق أعلى نسبة مشاهدة في المواسم الرمضانية الماضية، أن يكسب التحدّي هذه المرّة، فخسر من بريقه بفقدانه كثيراً من نجومه الذين غيبهم الموت خلال السنة المنصرمة،  وتجاهل تفاصيل تاريخية  مهمة في الفترة التي تمهد لاستقلال سورية، إضافة إلى أخطاء وهفوات بدت واضحة للمشاهدين.

سيل من الانتقادات ينهال  على المسلسل بعد عرض كل حلقة، ليس من النقاد وأهل الصحافة فحسب، بل من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا أن الأخطاء فادحة هذه السنة، وأن المشاهد لا بد له  من أن يلاحظها، مهما تفاوتت نسبة تركيزه. أكثر من ذلك أثار الجزء السابع سخرية بعض الشباب الذين أقدموا على انتاج مسلسل يشبه  “باب الحارة” إنما بنسخة هزلية ساخرة تتماشى مع الواقع المعيشي في سورية حالياً.

أخطاء بالجملة

أخطاء في الشكل والمضون والسيناريو كذلك في الإخراج واجهت المسلسل في جزئه السابع، ورغم أن بعض هذه الاخطاء كان موجوداً في الجزء السادس، إلا أنها لم تكن بهذا الوضوح، وحافظ المسلسل على جمهوره ومتابعيه.

سخرية كبيرة  رافقت ظهور  بائع الخضر  «أبو مرزوق» في عزاء داخل بيت زوجة أبو عصام الثانية ناديا، إلى جانب شيخ الحارة. فبعد عودة “أبو عصام” من بين الأموات في الجزء السادس، وعودة “النمس” إلى الحياة في الجزء السابع، أعاد “باب الحارة” هذه المرة “أبو مرزوق” الذي انهى كاتب المسلسل دوره بالموت أيضاً في الجزء الخامس، ففوجئ  المشاهدون بوقوفه  في الجزء السابع بين الحضور لتقبل العزاء.

في الحلقة 22 وقع العمل في خطأ تقني وإخراجي بعدما ظهر “أبو عصام” مرتدياً سروال جينز تحت جلابيته، وذلك في المعركة الحامية التي دارت بين أهالي “حارة الضبع” وشباب “حارة اليهود” الذين اقتحموا الحارة مطالبين باسترداد سارة.

وسرعان ما لاحظ مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي هذا الخطأ وكتب أحدهم:” يتحدثون أن العمل يتناول مرحلة الثلاثينات، بالتالي لا يمكن أن يكون التطور قد وصل إلى سوريا إلا أن أبو عصام كان يرتدي الجينز، هزلت”.

أما في ما يخصّ السيناريو، كتابة عثمان جحا وسليمان عبد العزيز،  فعلى غرار غيره من الأعمال التي تختصر حقبات تاريخية معينة كذلك أعمال البيئة الشامية التي تروي قصصاً من زمن الانتداب الفرنسي، اعتبر البعض أنه تضمن مغالطات تاريخية، لاحظها المثقفون والمطلعون، لا تنسجم مع روح العصر الذي من المفترض أن تنتمي قصة المسلسل إليه.

أشارت إحدى الكاتبات إلى أن المرأة السورية كان لها دور بارز في مواجهة المحتل الفرنسي، وأنها كانت في الصفوف الأمامية للتظاهرات وقادت نشاطات متنوعة في هذا السياق...

هذه الأمور غابت عن الأحداث،  بل ظهرت بشكل معاكس من خلال حصر صورة المرأة آنذاك بالبسيطة والمطيعة لسلطة الرجل، أو منافقة كاذبة تنتقل من بيت إلى بيت  بهدف التخريب، وتستخدم أنوثتها للدهاء والثرثرة الفارغة.

فشل في التنويع

حاول المخرج عزام فوق العادة، من خلال  شخصيات متجدّدة تعود إلى الظهور، إلى جانب خطوط درامية مختلفة تنشأ مع  بروز حارات وشخصيات جديدة، أن يضيف التشويق والإثارة ويقرب المسلسل من الوجدان.

إلا أن ما حصل كان العكس، خصوصاً مع عودة النمس (مصطفى الخاني) بكل تناقضاته وتعقيداته، وما يحمل في داخله من شرّ ودهاء وحقد بموازاة خفّة الظلّ والحس الفكاهي، فلم تحمل هذه العودة أي جديد بل شعرنا أننا أمام روتين ورتابة ومشاهد سبق أن شاهدناها في المواسم الماضية، فضاعت بذلك المفاجآت التي وعدنا بها القيمون على المسلسل وبأنها ستكون من العيار الثقيل وستظهر تباعاً مع تطور الحلقات والأحداث.

 حاول المسلسل التنويع في استكمال أحداثه من خلال قصة حب تولد بين «معتز» (وائل شرف) وفتاة يهودية (كندة حنا)، حول هذه القضية يقول عبّاس النوري: « كان هذا النوع من الارتباط موجوداً في الحياة الاجتماعية الشامية في ذلك الزمن، فثمة يهوديات أعلنّ إسلامهن، أو بقينَ على ديانتهن الأصلية وتزوجن من مسلمين».

 ويضيف النوري: «اليهود في سورية كانوا مشاركين حقيقيين في الحياة الاجتماعية، شأنهم شأن المسلمين والمسيحيين وكافة مكوّنات المجتمع، بل  ثمة حارات يهودية لا تزال قائمة في سورية، ولا ارتباط لأبنائها بالحركة الصهيونية إطلاقاً، فهم من مكوّنات الشعب السوري قبل أن يكونوا يهوداً».

يعرض الجزء السابع من “باب الحارة “على قنوات “أم بي سي” و”أل بي سي” و”الشارقة”، إشراف بسام الملا، يشارك في البطولة: عباس النوري، وائل شرف، ميلاد يوسف، أيمن زيدان، وفاء موصللي، شكران مرتجى، ونجوم الدراما السورية.

تعدد وإشكالية

حول الانتقادات التي مست مسلسل “باب الحارة”، يقول ميلاد يوسف: “انظر إلى الانتقاد بشكل ايجابي، أي عمل فني إن لم يشكل حوله آراء متعددة وإشكالية لا أراه عملاً ناجحاً،  لذلك نجاح “باب الحارة” يعود إلى ذلك بنظري، هو قصة، حكاية شعبية لا يمكن تحميلها صبغة تاريخية، لكنه طرح شخصيات مختلفة في الأجزاء الأخيرة».

يضيف: “في الجزء السابع ثمة  حدث موثق تاريخياً له علاقة بوفاة توفيق هنانو وتوحيد كل الشاميين معاً، وبسبب هذه الانتقادات وجدنا تطوراً في نص “باب الحارة” من الجزء الأول إلى الأخير».

وكانت صباح الجزائري (أم عصام) صرحت بأنها تلقت ردود فعل سلبية بشأن المسلسل منذ الأيام الأولى من عرضه، ووصل الأمر إلى  حد تلقي الإهانات بسبب “العمل الفاشل” من ممثلين ومخرجين وحتى من طرف شقيقتها سامية الجزائري.

back to top