أكد مدير إدارة الطوارئ الطبية في وزارة الصحة  د. طارق الجسار أهمية التدريب والتعليم المستمر في رفع كفاءة الطواقم الطبية، من أطباء وممرضين وتقليص الأخطاء الطبية إلى مستويات متدنية.

Ad

وأشار الجسار، في تصريحات للصحافيين، خلال حفل نظمته أكاديمية العلوم الحياتية مساء أمس الأول وعرضت فيه أهم إنجازاتها خلال عام 2015 وخطتها التدريبية لعام 2016، وذلك بحضور لفيف من المسؤولين والمختصين من مسؤولي وزارة الصحة، والقيادات الصحية في مستشفيات القطاع الحكومي والخاص وممثلين عن مؤسسات حكومية وكبرى شركات القطاع الخاص المحلية والعالمية وجمعيات النفع العام المعنية، والمهتمة بالتطوير المهني والتعليم الطبي المستمر، أن الأخطاء الطبية لا يمكن منعها، لكن نستطيع تقليصها بمواكبة التطور المتسارع في العلوم الطبية.

وأضاف أن اتباع أنظمة الاعتراف الدولية، يساهم كذلك في التقليل من الأخطاء الطبية، من خلال اعتماد واتباع إجراءات قياسية عالمية، للقيام بالوظائف الطبية بشكل احترافي يضمن تقديم أفضل الخدمات الطبية بأعلى جودة.

وأكد أن الوزارة تحرص على تدريب كوادرها وتسعى للتعاون مع أكاديمية العلوم الحياتية، ولاسيما في برامج الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي، لكون الأكاديمية مملوكة للدولة عن طريق الهيئة العامة للاستثمار، وتهدف لتطوير القطاع الطبي في المقام الأول، وبأقل تكاليف ممكنة، من خلال برامج تدريب معتمدة من أرقى الجهات الطبية العالمية.

أرقى المستويات

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لأكاديمية العلوم الحياتية الصيدلي محمد العنزي إن الأكاديمية تسعى للارتقاء بمستوى الرعاية الصحية بالكويت، وشحذ همم القياديين الفاعلين في هذا القطاع الحيوي، من خلال العمل على تطوير القطاع ليتماشى مع أرقى المستويات العالمية.

وذكر أن الأكاديمية تركز على تطوير العنصر البشري وتطوير مهاراته، بما يتناسب مع الممارسات الطبية والفنية والإدارية في مختلف المجالات الطبية، وكذلك ترسيخ "النموذج التعاوني" داخل المؤسسات الطبية وغيرها من الجهات المعنية لتحقيق تلك الأهداف.

واستعرض العنزي أبرز أنشطة الأكاديمية، وأهم إنجازاتها منذ انطلاقها في هذا المجال المهم والحيوي، وما تم إنجازه منها، مضيفا "دربت الأكاديمية من خلال مركز التدريب التابع لها ما يتجاوز 1340 من الأطباء والطواقم الإدارية والفنية، من مختلف التخصصات، عبر تنفيذ 155 برنامجا تدريبيا خلال عامي 2014 و2015".

وذكر أن الأكاديمية تسعى للتوسع في المنطقة، لتشمل مظلتها التدريبية عددا من دول مجلس التعاون الخليجي في 2016.

من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا المملوكة للدولة، المهندس أنس ميرزا، أن مستقبل الكويت في كوادرها الوطنية وليس في الثروات الناضبة، لهذا جعلت المجموعة تدريب الكوادر الوطنية في أعلى سلم أولوياتها.

برامج متطورة

بدوره، قال مدير التدريب بالأكاديمية محمد الخليفي، إن هذا الصرح التعليمي والتدريبي، يعد الأول من نوعه في الكويت ومنطقة الخليج العربي، بما يمتلكه من برامج تدريب متطورة وإمكانات ومدربين. وأشار إلى أن الأكاديمية تعتزم تنظيم 150 برنامجا تدريبيا في مختلف التخصصات الطبية العام المقبل في تخصصات النساء والتوليد والجراحة وطب الطوارئ والتمريض والصيدلة والعلاج التنفسي وغيرها، وكذلك التعاون مع قطاعات أخرى تهتم بالسلامة المهنية لموظفيها. وتحدث الخليفي عن عزم الأكاديمية تقديم دورات متخصصة في القيادة والإدارة في القطاع الصحي مع مؤسسات متخصصة في هذا المجال، وسيتم إعلانها خلال الأشهر المقبلة.

وأشار إلى العديد من التحديات التي واجهت الأكاديمية منذ إنشائها، وكيف نجح القائمون عليها والمؤمنون بفكرتها، ومن خلال العمل بروح الفريق في تجاوز تلك التحديات وتحقيق الإنجاز تلو الآخر بالتعاون مع العديد من الجهات بالكويت والمنطقة، مؤكدا أن الأكاديمية هي منصة تجمع كافة المهتمين، والعاملين بالقطاع الصحي، والراغبين في الحصول على المعرفة والمهارات الطبية الحديثة.

وفي هذا الصدد حرصت الأكاديمية على توفير مركز للاتصال (Call Center)، والذي سيتم إطلاقه في مطلع يناير 2016 لتسهيل عملية التواصل مع جميع عملائها الراغبين في الاستفسار والتسجيل في برامجها كافة.

41 ألف معاق في الكويت... ومليار حول العالم

كشفت مديرة إدارة تعزيز الصحة د. عبير البحوة أن نسبة المعاقين في العالم تبلغ 15 في المئة، مشيرة إلى أن عدد المعاقين تجاوز المليار شخص في كل أنحاء العالم (1 من كل 7 أشخاص)، كما أن 80 في المئة منهم يعيشون في البلدان النامية، وما يزيد على 100 مليون من ذوي الإعاقة من الأطفال. وقالت البحوة، في تصريح للصحافيين على هامش الملتقى الأول لوزارة الصحة للأفراد ذوي الإعاقة تحت شعار "انضمام الجميع لتمكين الأشخاص من جميع القدرات"، إن التقرير العالمي حول الإعاقة أوضح الصعوبات التي تواجه هذه الفئة، حيث إن معدلات العمالة بالعالم أقل لدى الرجال من ذوي الإعاقة 53 في المئة، والنساء من ذوات الإعاقة 20 في المئة، مقارنة بالرجال غير المعاقين 65 في المئة والنساء غير المعاقات 30 في المئة، لافتة إلى أنه حتى في البلدان المرتفعة الدخل لا يتلقى 20 في المئة إلى 40 في المئة من ذوي الإعاقة ما يحتاجونه من مساعدة للقيام بأنشطتهم اليومية، حيث يعتمدون على المساعدة التي يقدمها لهم أفراد أسرهم وأصدقاؤهم للقيام بأنشطتهم اليومية.

وذكرت أن عدد ذوي الإعاقة في الكويت يصل الى 40839 شخص من إجمالي عدد السكان، بحسب إحصائيات الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة لعام 2015، منهم 35947 كويتياً بنسبة 76.2 في المئة من السكان، و 4892 شخصاً من غير الكويتيين.

وأوضحت أن الوزارة تعمل على إجراء المسح الصحي للمواليد وللكشف عن الإعاقة والتدخل لعلاجها مبكراً، كاختبارات هرمون الغدة الدرقية لحديثي الولادة، والبرامج الوقائية والاكتشاف المبكر للإعاقة، والبرنامج الموسع للتطعيمات، فضلاً عن تطوير وحدات الرعاية الصحية الأساسية ورعاية الأطفال من خلال برنامج الفحص الدوري الشامل، إضافة إلى تقديم كل ما يلزم لتحقيق الدمج المجتمعي لهم، وتخفيض ساعات العمل عن الموظفين من ذوي الإعاقة، مبيناً أن الملتقى الأول لوزارة الصحة للأفراد ذوي الإعاقة يركز على القدرة وليس على العجز للفرد، فضلاً عن مناقشة سبل التمكين الكامل لذوي الإعاقة بوصفهم أفراداً متساوين مع الآخرين في المجتمع، وإشراك كل عناصر المجتمع المدني لدعم الأفراد ذوي الإعاقة.