الجمهوريون في مواجهة أوباما وترامب!
معركة «الاتفاق النووي» تخيمّ على السباق إلى البيت الأبيض
معركة المصادقة على الاتفاق النووي مع إيران في الولايات المتحدة، تسير من الآن فصاعداً جنباً إلى جنب مع السباق الرئاسي الذي تحتدم «معاركه» يوماً بعد يوم، لا بل هناك من يتهم إدارة الرئيس باراك أوباما بالمماطلة في تأخير توقيع هذا الاتفاق في جنيف لسببين: ضمان مناقشة الكونغرس له بمجلسيه الشيوخ والنواب، بعد 60 يوماً من رفعها له، وضمان تحول السباق الرئاسي إلى مادة السجال الأولى لدى الأميركيين عموماً، والطبقة السياسية المنخرطة فيها خصوصاً، في بداية فصل الخريف المقبل.ومن نافل القول أن فترة الستين يوماً ستشهد الكثير من المتغيرات والوقائع السياسية، مما قد يُصعّب على الكونغرس رفضه المصادقة عليه أو على الأقل ضمان أصوات كافية تمنع إسقاطه أو تعفي الرئيس من استخدام الفيتو الرئاسي ضد تصويت الكونغرس.
ولعل مسارعة الإدارة إلى رفع الاتفاق إلى مجلس الأمن والتصويت عليه بالإجماع، أحد الضغوط الأولى التي تراهن عليها في التأثير على الرأي العام الأميركي، في حين تطالب المعارضين بتقديم بديل جدي عنه، حسبما يردد أوباما وأركان إدارته على الدوام.وتابع أوباما هجومه السياسي خلال مقابلته مع الصحافي توماس فريدمان، موضحاً أن الاتفاق النووي مع إيران لا يحولها أوتوماتيكياً إلى حليف لواشنطن، مشدداً على دورها الإقليمي وعلى الشروط السياسية المطلوبة منها كي تصبح دولة «طبيعية» في المنطقة. وأرسل وزير دفاعه آشتون كارتر إلى إسرائيل والسعودية لطمأنتهما، وتقديم الضمانات الأمنية خصوصاً لتل أبيب في معركة التوازن مع طهران.وفي الأسبوع المنصرم، بدا واضحاً أن أوباما الذي يراهن على ما يمكن أن يحصل خلال شهرين، في طريقه إلى تحقيق مبتغاه، مع ارتفاع حرارة السجال السياسي بين المرشحين للانتخابات الرئاسية أيضاً. فـ«المنازلة» التي شبهها البعض بمعركة «واترلو»، والتي يخوضها دونالد ترامب ضد السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين، بعدما نفى عنه صفة «بطل الحرب» بعد أسره خلال حرب فيتنام، خلطت الكثير من أوراق المتسابقين خصوصاً لدى الحزب الجمهوري، الذي يسعى إلى استغلال سيطرته على مجلسي الشيوخ والنواب للفوز بأعلى منصب في أميركا.ترامب الذي رفض التراجع عن خطابه السياسي في قضية المهاجرين اللاتينيين غير الشرعيين وفي موقفه من ماكين، تحول إلى معضلة حقيقية للجمهوريين، بعدما أظهرت نتائج الاستطلاعات الأخيرة احتلاله المرتبة الأولى بين المتسابقين الجمهوريين، يليه جيب بوش.وأربك خطابه الشعبوي قاعدة الجمهوريين، في حين ارتفعت أصوات جمهورية مهمة تطالب بطرده من صفوف الحزب وعدم اعتباره مرشحاً في المجلس الوطني.وانخرط الحزب الديمقراطي في التحدي الذي يمثله ترامب، وحاول توظيف خطابه الشعبوي لاستمالة قاعدة الأقليات، من السود إلى اللاتين وباقي العرقيات الأخرى.ولم تتأخر هيلاري كلينتون في مهاجمة ترامب، لكنها استغلت خلافه مع ماكين لتنتقد قادة الحزب الجمهوري على تأخرهم في الرد على خطابه التحريضي ضد المهاجرين، في حين أنهم انتفضوا ضده عندما مس أحد أبرز رموزهم القيادية.أوباما قد ينجح إذاً في معركة الاتفاق النووي مع إيران، وقد يكون دونالد ترامب أفضل هدية سياسية له وللحزب الديمقراطي إذا لم يستدرك الجمهوريون الأمر.