يقول أهل المثل "العيار اللي ما يصيب يدوش"، ونحن كشعب– ومع الأسف الشديد- متخصصون في النوع الثاني، مجتمع دوشي بامتياز، ولنا في كل عيار "دوشة"، مثال ذلك قضية تكريم عبدالحميد دشتي لعماد مغنية، فالعيار الذي أصابنا فعلاً في مقتل هو إلباسنا "قضية تحايا وتأييد" ونحن "يا غافلين لكم الله"، دشتي نائب يمثل الأمة في التشريع، والرقابة داخل حدود السياسة الداخلية، وليس هو من يحدد سياستنا الخارجية.  فهو لم يكن مبعوثاً برسالة من مجلس الأمة، ولا كان موفداً للقيادة السياسية لينقل عنا موقفا رسمياً، هو يمثل نفسه فقط، وما كان يجب أن يعمم موقفه الشخصي ليكون موقفاً  للدولة، وما يجب أن نركز عليه كشعب هو هذا العيار الصائب، لكننا فضّلنا أن نخوض في "دوشة" الأعيرة كالعادة، فأصبح الموضوع سجالاً طائفياً "وشنو موقف هذا" و"شنو موقف ذاك" وبحثاً في ملفات القضايا عن دليل كمثقال ذرة يدين هذا ويبرئ ذاك.

Ad

يا شعب "الدوشة" نحن دولة مؤسسات ذات سيادة ولسنا "حارة كل من إيدو إلو"، مواقفنا السياسية و"تحايانا" وكل سياستنا الخارجية لها من يحددها ومن يديرها دستورياً، فهذه أمور لا يمكن العبث بها وستكلفنا مستقبلاً ما لا نقدر على دفع ثمنه، فزيارة عبدالحميد دشتي لبشار الأسد سابقاً وتكريمه لذوي مغنية وبما فسره كرد لتحية حسن نصر الله، وتصريحه في كلتا الحالتين بأنه ينقل "تحايا" القيادة السياسية والشعب الكويتي هو ما يجب أن نركز عليه لأنه أكيد "راح يجينا" في الامتحان الخارجي في حال احتسب علينا منهجا وموقفاً.

يا قيادتنا السياسية ويا مجلس أمتنا ويا حكومتنا، سيادتنا على المحك وإن "طافت سالفة دشتي" برداً وسلاماً فستصبح سيادتنا ومواقفنا السياسية الخارجية رطوبة وآخر "طراوة".