أنهت 17 دولة يوماً طويلاً من المفاوضات الشاقة في مؤتمر فيينا الثاني محورها مصير الرئيس السوري بشار الأسد وإيجاد تسوية سياسية للأزمة المستمرة منذ مارس 2011، وكما كان متوقعاً لم تخرج بنتائج استثنائية سوى جلوس السعودية وإيران لأول مرة وجهاً لوجه، وكذلك إبداء إيران بعض المرونة بشأن المرحلة الانتقالية.

Ad

وبعد انتهاء عدة جلسات أعطت إشارات إيجابية، أعلن وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أن إيران، التي تشارك لأول مرة في محادثات دولية بشأن سورية، تصر على بقاء الأسد في السلطة، مشيراً إلى أن الاجتماع "تطرق إلى كل المواضيع حتى الأكثر صعوبة منها. وهناك نقاط خلاف، لكننا تقدمنا بشكل كافٍ يتيح لنا الاجتماع مجدداً بالصيغة نفسها خلال أسبوعين"، وهو ما أكده نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

وقبله، أكد وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري أن الاجتماع متعدد الأطراف أخفق في الاتفاق على دور الأسد في العملية السياسية، مشيراً إلى أن فيينا ستستضيف جولة جديدة من المشاورات الأسبوع المقبل.

وفي قاعة فندق أمبريال، جلس وزير الخارجية الأميركي جون كيري على رأس طاولة الاجتماع الأول، الذي شارك فيه كبار اللاعبين الرئيسيين في النزاع السوري، وعلى رأسهم السعودية، التي اتخذ وزير خارجيتها عادل الجبير مكاناً أبعد ما يمكن عن مقعد نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، إضافة إلى العراق والأردن ومصر ولبنان والإمارات وعمان وتركيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وفي حين أكد وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف التوصل إلى اتفاقات مهمة منها محاربة "داعش" وجماعات أخرى، أعلن كيري استمرار الخلافات مع روسيا وإيران حول مصير الأسد، وهو ما اعتبره الأول شأناً يحدده السوريون.

وأصدر المشاركون في المؤتمر، الذي غابت عنه سورية حكومة ومعارضة، بياناً مشتركاً، أكدوا فيه سعيهم إلى وقف إطلاق النار في كل أنحاء البلاد، مؤكدين أنه رغم استمرار الخلافات فإنهم اتفقوا على الإبقاء على سورية موحدة ودعوة الأمم المتحدة لجمع الطرفين من أجل عملية سياسية تقود إلى تشكيل حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحداً.

وقبيل انطلاق المحادثات الموسعة، ألمحت إيران إلى خطوة ترقى إلى حد التنازل، مع إعلان نائب وزير خارجيتها عضو وفدها في فيينا أمير عبداللهيان أن بلاده تفضل فترة انتقالية في سورية مدتها ستة أشهر تعقبها انتخابات تحدد مصير الأسد، مؤكداً أن "إيران لا تصر على بقائه في السلطة للأبد".

وبعد أربعة أسابيع من تغيير الجيش الروسي لموازين القوى لمصلحة الأسد بتدميره 1623 "هدفاً إرهابياً" بحسب ما أعلن أمس، أجاز الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال قوة من العمليات الخاصة قوامها أقل من 50 فرداً إلى شمال سورية للعمل مع القوات المحلية في قتالها ضد تنظيم "داعش".

وأفاد مصدر كبير بإدارة أوباما وآخر في "الكونغرس" أمس بأن الخطة، التي تشمل أيضاً نشر قوة خاصة في أربيل وتوسيع نطاق المساعدة الأمنية إلى الأردن ولبنان، تعبر عن استراتيجية أوسع لتقوية مقاتلي المعارضة المعتدلة في سورية.

(فيينا، واشنطن - أ ف ب، رويترز، د ب أ)

17 دولة تناقش أزمة سورية... وخروج الأسد ليس بنداً جدياً