ازداد سعر دارابريم Daraprim، وهو عقار لعلاج الملاريا والسميات يعود اكتشافه إلى ما قبل 62 سنة، ليصبح أغلى بنحو 5455 في المئة عما كان عليه قبل شهرين فقط.

Ad

وقفز سعر حبة الدواء من 13.50 دولارا الى 750 دولارا، ما رفع تكلفة العلاج السنوية بالنسبة الى مئات الآلاف واستحالة الحصول عليه بالنسبة الى بعض المرضى.

وتحققت هذه القفزة في السعر من قبل "تيورنغ فارماسيوتيكالز"Turing pharmaceuticals ، وهي شركة تقنية حيوية خاصة وواجهت هذه الخطوة حملات عنيفة من جانب مهنيين طبيين وسياسيين ومجموعات حماية المرضى.

وكانت أسعار الأدوية المشهورة ارتفعت بنسبة 14.8 في المئة في سنة 2014 وذلك بحسب شركة البحوث تروفيريز Truveris. وبينما يمكن أن نعزو زيادة السعر بشكل جزئي إلى المعالجة الجديدة الأكثر فعالية ونقص عقاقير معينة، فإن شريحة من الزيادة تعود الى استراتيجية شركات مثل تيورنغ التي تسعى الى شراء عقاقير مغمورة ومهملة واعادة تسويقها على شكل أدوية ذات قيمة أعلى.

ولم يكن "دارابريم" العقار الوحيد القديم الذي شهد ارتفاعا فلكيا في السعر بالآونة الأخيرة، فقد ازداد سعر سايكلوسيرين وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السل المقاوم للعقاقير من 500 دولار لكل 30 حبة في أغسطس الى 10800 دولار.

كما أن عقارين لعلاج مرض القلب وهما اسيوبرل ونيتروبرس شهدا زيادة سعر بنسبة 525 في المئة و212 في المئة على التوالي هذه السنة. وحتى عقاقير الاستخدام اليومي مثل المضادت الحيوية دوكسكلاين تأثرت، وبحسب تقرير للكونغرس ارتفع سعرها من 20 دولارا للعلبة في أكتوبر 2013 الى 1849 دولارا في أبريل 2014.

وفي غضون ذلك، ازدادت أسعار أدوية علاج السرطان والتهاب الكبد سي (C).

ويقول بيتر باك من مجلة فورتشن ومدير مركز سياسة الصحة في مركز علاج السرطان بسلون ميترنغ، إن الأسعار ترتفع في حين تقول القواعد الأساسية للسوق بعكس ذلك. وكل خطوة تقدم تكلف أكثر من سابقتها.

وأبلغ مؤسس "تيورنغ فارماسيوتيكالز" ورئيسها التنفيذي، مارتن شكريلي، صحيفة نيويورك تايمز أن الزيادة في سعر عقار دارابريم ستؤثر على عدد صغير فقط من الناس بسبب ندرة استخدام العقار.

وقال إن الزيادة تجعل ذلك الدواء متماشيا بقدر أكبر مع أدوية اخرى لعلاج الأمراض النادرة، كما أن قسما من الأرباح سيخصص لتطوير بدائل أفضل للمعالجة ذات تأثيرات جانبية أقل، على الرغم من تشكيك بعض الأطباء في هذا المنطق.

حتى هيلاري كلينتون ذكرت في تغريدة لها على "تويتر" في أعقاب الضجة المدوية حول ارتفاع سعر الدواء، أنها ستطرح خطة لمحاربة هذه القضية في وقت قريب. وقد أفضت تلك التغريدة الى هبوط أسهم شركات التقنية الحيوية نتيجة قلق العديد من المستثمرين من كيفية تأثير تلك الخطوة على أرباح شركات الأدوية. وهبط مؤشر ناسداك للتقنية الحيوية بنسبة 5.26 في المئة بعد رسالة كلينتون، ثم تعافى بصورة بطيئة ليقتصر على هبوط بـ3.7 في المئة فقط.