على الرغم من تزايد الإرساليات التبشيرية لجمهورية بوروندي، فإن ذلك لا يؤثر في المسلمين هناك، بل إن معتنقي الإسلام في تزايد، وهو ما يؤكده نائب مفتي بوروندي الشيخ شعبان علي سنجيورا، مشيراً في حوار أجرته معه "الجريدة" أثناء زيارته للقاهرة أخيراً، إلى أن الثقافة الإسلامية مزدهرة، وتشهد في الوقت الحاضر نمواً وتطوراً، مقترحاً تأسيس مركز دعوي في منطقة البحيرات لمواجهة الأفكار الهدامة قبل أن تشكل خطورة على الإسلام والمسلمين، المزيد من التفاصيل بشأن أحوال المسلمين في بوروندي في سياق الحوار التالي.

Ad

* حدثنا عن الإسلام في بوروندي؟

- جمهورية بوروندي تقع في منطقة "البحيرات العظمى" في وسط إفريقيا، ويبلغ تعداد الشعب البوروندي ثمانية ملايين نسمة، والحمد لله الإسلام يحتل المركز الثاني بعد الكاثوليك فيشكل المسلمون نسبة تقدر بحوالي 15 في المئة من إجمالي عدد السكان، معنى ذلك أن في بروندي مليونا و200 ألف مسلم، وفيها ديانات كثيرة منها الإسلامية والمسيحية بفروعها الكاثوليكية والبروتستانتية.

* هل ثمة تحديات تواجه المسلمين في ممارسة عباداتهم؟

- لا توجد تحديات إنما صراع للمحافظة على عقيدتهم ومواجهة عمليات التنصير، حيث يوجد حملات وإرساليات تبشيرية مكثفة، لكنها بفضل الله لا تشكل خطورة كبيرة، لأن الذين يعتنقون الإسلام يعتنقونه بإيمان صادق، فالإرساليات التبشيرية هذه لا تؤثر، ومن حين لآخر نكتسب أفرادا جددا يعتنقون الإسلام كدين بعد أن وعوا وفهموا أن الإسلام هو الدين الحق.

* عمل المفتي في دولة غير مسلمة هل يواجه تحديات؟

- لا توجد صعوبات، لأن في بوروندي حرية تامة لممارسة الشعائر التعبدية، ونحن نحاول قدر الإمكان ألا يكون هناك صدام بين الحكومة والمجتمع الإسلامي في بوروندي، وبناءً عليه الإفتاء لا يواجه أية صعوبات، والقرارات التي يتخذها المفتي في ما يخص الأحوال الشخصية والمدنية توافق عليها الحكومة، بل هناك بعض المسائل تقوم الحكومة بإحالتها إلى الإفتاء الديني.

* ماذا عن الثقافة الإسلامية في بوروندي؟

- الثقافة الإسلامية مزدهرة وتشهد في الوقت الحاضر نموا وتطورا، ويعود ذلك إلى أسباب منها مثلا خروج الكثير من أبناء بوروندي إلى البلاد الإسلامية وعودتهم حاملين الثقافة الإسلامية، وأيضاً بفضل الدول الإسلامية، مثل جامعة الأزهر في مصر تبعث إلينا موجهين دينيين يعملون ليلاً ونهاراً على تثقيف أبناء المسلمين وبيان سماحة الإسلام.

* هل يتم تدريس الدين في المدارس البوروندية؟

- يتم تدريس مادة تسمى "الأخلاق" في المدارس الحكومية، ويقوم بتدريسها لأبناء المسلمين رجل مسلم، وكذلك يدرس المادة لغير المسلمين رجل يعتنق مذهبهم ودينهم، لكن في المدارس التي يمتلكها المجلس الإسلامي الأعلى والمسلمون في بوروندي، هناك مادة الدين أو التربية الدينية وهي مادة أساسية، فلابد أن ينجح فيها الطالب حتى ينتقل إلى الصف التالي.

* هل هناك دول إسلامية تساند المسلمين هناك؟

- بالتأكيد هناك من يساند المسلمين، وهناك بعثات من مختلف البلدان الإسلامية سواء من مصر أو السعودية وغيرها من الدول العربية الأخرى تأتي إلى بوروندي، من الحين إلى آخر لعقد دورات تدريب وتنظيم بعض الملتقيات والمؤتمرات، وعلى سبيل المثال يعقد في بوروندي مؤتمر للتعايش بين الأديان، من أجل التقريب بين الشعب البوروندي، وهو حوار بناء، إذ إننا نريد أن ندعو شعوبنا إلى الاحترام المتبادل بين معتنقي الأديان المختلفة.

* الغرب دائما يحاول تأجيج الصراعات الداخلية بين أبناء الديانات، فهل هذا حادث في بوروندي؟

- بالفعل يحاولون، لكنهم لن يجدوا تربة خصبة لهم في بوروندي، لأن الذين يشرفون على أمور الدين في بوروندي يحاولون من حين لآخر أن يفهموا الشباب ما تسعى له الدول الأوروبية والغربية بصفة عامة.

* هل هناك ترجمات للثقافة الإسلامية إلى اللغة السواحلية والبوروندية؟

- هناك محاولات لبعض الأفراد وبعض الجماعات الإسلامية لترجمة بعض الكتيبات التي تتحدث عن الإسلام ونقلها إلى اللغة السواحلية والبوروندية.

* كم مسجداً في بوروندي؟

- عدد المساجد يزيد على ألف مسجد موزعة في مختلف أنحاء الدولة.

* ماذا عن الخطاب الديني المسيطر لديكم؟

- هو خطاب جيد، خصوصا بعد عودة مجموعة من الشباب البوروندي الذين كانوا يدرسون في الدول الإسلامية والعربية.

* ما التحديات التي تواجه الدعاة في بوروندي؟

- تكمن التحديات في قلة العلم وعدم توافر دورات تدريب، حيث إن الشباب الذين تخرجوا في الدول العربية قلما تُتاح لهم الفرصة للمشاركة في الندوات والدورات.

* ما المطلوب من المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي لتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام؟

- يجب عقد ندوات ومؤتمرات مكثفة ومتكررة ونشرها عبر القنوات الفضائية ووسائل الاتصال الحديثة، وتأسيس لو أتيح التمويل اللازم مركز دعوي في منطقة البحيرات العظمى، مثلا يقوم هذا المركز بمتابعة الأفكار الهدامة والإشارة إليها والتنبيه عنها قبل أن تشكل أية خطورة، شريطة أن يديرها متخصصون واعون سواء من المنطقة أو خارجها، ويساعد ذلك كثيرا على تصحيح صورة الإسلام في الغرب المفاهيم الخاطئة التي يحملها غير المسلمين عن الإسلام.