Minutes in Heaven يغفل عن الصورة الكبيرة
لا تولد القصص كافة متساوية. تبدو القصص الحقيقية المذهلة مميزة لما تحتوي عليه من غرائب وخصائص لا تصدق. إلا أن هذه المزايا قد لا تتحول إلى فيلم مذهل. هذه هي حال 90 Minutes in Heaven الذي يستند إلى كتاب دون بيبر الذي يحمل الاسم عينه وحقق أعلى المبيعات.
تروي هذه القصة حياة الكاتب، غير أن الفيلم المقتبس عنها، والذي كتبه وأخرجه مايكل بوليش، يشكل نسخة مطابقة بدقة لهذه الرواية الملهمة، حيث تخال خطأ التفاصيل الدقيقة لحظات مهمة.بالنسبة إلى الجمهور المسيحي، يشكل الإطار بحد ذاته جاذباً كافياً. ففي عام 1989، تعرض دون بيبر (هايدن كريستنسن)، رجل دين متزوج وله ثلاثة أولاد، لحادث مروع مع شاحنة ضخمة في يوم ماطر بشدة. لم يستطع المسعفون العثور على نبض في موقع الحادث، وقد رفع جسمه وهو مغطى بشرشف، بعدما اعتُبر ميتاً طوال 90 دقيقة، إلى أن صلى رجل دين آخر فوق حثته ورنّم. فعاد دون بشكل عجائبي إلى الحياة، بعدما حظي أولاً بلمحة عن الأمجاد السماوية. ولكن بعد عودته إلى الحياة على الأرض، مر دون بدرب طويل ومؤلم نحو التعافي امتحن إيمانه، عائلته، وتقديره لذاته.
لا شك في أن هذه قصة مذهلة عن ثبات الروح البشرية ومثابرتها، والدروس التي قد نتعلمها من اختبار الموت الوشيك. لكن الفيلم يصب كل اهتمامه بشكل مفرط على تفاصيله الدقيقة، مضحياً بالسرد السينمائي الأكثر أهمية. صحيح أن لحظات عدة في هذا الفيلم تُعتبر مؤثرة. ولكن عندما يتعاطى معها المخرج بجرعة كبيرة من المعاني ومن ثم تُترك كما هي من دون إيلاء السرد أهمية تُذكر، تفقد القصة كل زخم. من المؤكد أن مشاهد مثل تمني والد دون لو أنه مكانه، شبكة المصلين التي أنشئت إكراماً له، أو إطلاق زوجته صرخة مدوية في ممر السيارات في مطعم ماكدونالد تلوّن هذه التجربة الحقيقية التي عاشتها هذه الشخصيات. لكنها تتحرك كلها بواسطة مناورات دراماتيكية واضحة تشير إلى أن خطباً جللاً يحدث، ومن ثم تترك لتتلاشى. ولكن إن تعاطيت مع كل لحظة على أنها مهمة، لا يغدو أي منها مهماً في النهاية.لا يتبع هذا الفيلم بنية تقليدية، بل سلسلة من المشاهد القصيرة التي تصور رحلة دون. وهكذا يخلو هذا الفيلم، الذي يعد بتسعين دقيقة في الجنة، مما يصور الجنة، بل يبدو أقرب إلى ساعتين في سرير المستشفى. علاوة على ذلك، تُعتبر المؤثرات التي تصور رؤية دون عن الجنة مخيبة للأمل، فهي تحتوي على بوابات بيضاء متلألئة تقليدية إلى حد ما، فضلاً عن مجموعة أحباء دون الذين سبقوه إلى الجنة.بالنسبة إلى محبي بيبر والمؤمنين الذين قلما يقصدون دور السينما، سيشكل الفيلم عملاً ممتعاً مع تصوير عالي الجودة وأبطال مميزين، مثل كريستنسن وبوسورث. ولكن كقصة سينمائية، يخفق هذا الفيلم في تقديم سرد مرضي مع ذروة واضحة مميزة. فقد انشغل في توضيح التفاصيل الصغيرة وقصّر عن رؤية الصورة الكبيرة.