الانتخابات تنطلق شمالاً... وانقسام «الإخوان» يتوسع
• إجراءات أمنية مشددة خصوصاً في سيناء
• بيان لـ «الجماعة»: من خرج عن سلميتنا فليس منا
تنطلق اليوم الجولة الثانية من انتخابات مجلس النواب، الاستحقاق الثالث في خارطة المستقبل، في 13 محافظة مصرية، هي أغلب محافظات الوجه البحري، في حين أصدر تنظيم «الإخوان» بياناً أبدى فيه التمسك بالسلمية مما دفع مجموعات تنسب نفسها للجماعة إلى اتهام قادتها بالفشل.
وسط إقبال بدا محدوداً، على سفارات مصر في العالم، أدلى مصريو الخارج بأصواتهم أمس، في أول أيام التصويت، ضمن الجولة الثانية من انتخابات مجلس النواب، التي تشمل 13 محافظة مصرية بينها القاهرة والقليوبية والمنوفية وشمال وجنوب سيناء، بينما يبدأ مصريو الداخل الإدلاء بأصواتهم اليوم، وسط إجراءات أمنية مشددة خصوصاً في سيناء.تصويت في الخارج انطلق في 139 مقر سفارة وقنصلية، تابعة لمصر في دول العالم في حين لم تُجر الانتخابات في 4 دول فقط على مستوى العالم، هي اليمن وسورية وليبيا وإفريقيا الوسطى، نظراً إلى الأوضاع الأمنية فيها.
سفير مصر في المملكة العربية السعودية ناصر حمدي، قال إن نسبة إقبال أمس لا بأس بها، بينما قال سفير مصر في دولة الإمارات العربية المتحدة وائل جاد، إن الإقبال كان متوسطاً، ومن المتوقع زيادته اليوم ثاني أيام التصويت، بينما قال سفير مصر في الأردن خالد ثروت إن الإقبال متوسط.اليمين واليسارمن جانبه، رجّح رئيس حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي»، عبد الغفار شكر، عدم اختلاف نوعية الفائزين في الجولة الثانية عن الجولة الأولى، في إشارة إلى احتمالية استمرار فوز المنتمين إلى أحزاب اليمين واستمرار تراجع أحزاب اليسار، في حين قال أمين عام حزب «التجمع» مجدي شرابية، إن اليسار لم يستطع تنظيم صفوفه ويفتقر إلى الإمكانيات المادية لذلك سيظل نزيفه في الجولة الثانية.منسق التيار العلماني، كمال زاخر، رجّح ارتفاع نسب التصويت للمرشحين الأقباط في انتخابات الجولة الثانية، لأنها تشهد محافظات مثل القاهرة، تتمتع بزيادة وعي المواطنين فيها، وقال لـ«الجريدة»: «أتوقع فوز 25 قبطياً في هذه الجولة»، بينما قال عضو مجلس الشعب عن دائرة «مطاي وبني مزار» التابعة لمحافظة المنيا، إيهاب رمزي إن فرص الأقباط في هذه الجولة محدودة.انشقاق إخوانيعلى صعيد آخر، تجدد الصراع داخل تنظيم الإخوان مجدداً، على خلفية بيان منسوب إلى القائم بأعمال المرشد العام للإخوان محمود عزت، المقيم حالياً في تركيا، الذي أكد فيه التزام الجماعة بالسلمية، وقال في البيان الذي نشرته مواقع تابعة للجماعة: «لمن يخالفون نهجنا «السلمية المطلقة» وينسب نفسه للجماعة يجب أن يكون هذا نهجه، فإن دعا إلى غير ذلك أو اختط لنفسه نهجاً غير نهج الجماعة فهو ليس من الجماعة».اللافت أن مجموعة القيادي الإخواني محمد كمال، التي أجرت انتخابات داخلية يناير 2014، وتمسكت وقتذاك بالنهج الثوري، أعلن بعض أعضائها رفضه البيان، حيث قال أحد قيادات تلك المجموعة، عمرو فراج على صفحته بموقع التواصل «فيسبوك»: «من أصدر البيان ليس منتخباً ولم يحقق أي إنجاز يشفع له منذ 3 سنوات».القيادي الإخواني المُنشق، سامح عيد، قال إن الجماعة تعاني حالياً انقساماً داخلياً بين القيادات التاريخية للجماعة ومجموعة محمد كمال، التي تميل إلى النهج الثوري، وأوضح لـ«الجريدة» أن القيادات التاريخية عادت لتسيطر بعد ظهور محمود عزت، وأن شواهد تؤكد وجود تفاهمات حالياً مع الدولة، تتلخَّص في تراجع الحراك الميداني للجماعة، في مقابل أن تخف الملاحقات الأمنية، مرجِّحاً أن يكون سبب إصدار البيان، هو محاولة الجماعة غسل يدها من الدماء التي سقطت جراء العمليات الإرهابية التي وقعت في العديد من دول العالم، أخيراً.مجلس الحكماء على صعيد آخر، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفد حكماء المسلمين، وهو تكتل ديني يترأسه شيخ الأزهر أحمد الطيب وتأسس في يوليو 2014 ويتخذ من العاصمة الإماراتية «أبو ظبي» مقرًا له، لبحث سبل مكافحة الفكر المتطرف وتطوير الخطاب الديني، وأعلن المجلس إطلاق 16 قافلة سلام حول العالم، لنشر ثقافة السلام.وقال الطيب، الذي ترأس اجتماع مجلس الحكماء، أمس: «القوافل تنشر السلام، وتُصحح المفاهيم المغلوطة ومن حق الجميع أن يعيش في أمن وسلم وسلام»، وطالب بـ «الفصل التام بين الإسلام وحضارته وما يقوم به قلة لا تتعلق بالإسلام»، وأضاف: «يجب ألا يكون للغرب رد فعل على الأعمال الإرهابية تؤثر على المسلمين بالغرب، فالإرهاب لا دين له».جولة آسيويةإلى ذلك، التقى السيسي وفد مجلس الشيوخ الأميركي برئاسة السيناتور روبرت ويتمان، أمس، في قصر الاتحادية، وتناول اللقاء بحث الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وسبل دعم علاقات التعاون بين مصر والولايات المتحدة الأميركية، وآخر الاستعدادات للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب.في الأثناء، بدأ وزير خارجية مصر سامح شكري، جولة آسيوية، أمس، من المقرر أن تستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري، في إطار الإعداد لزيارة السيسي، لكوريا الجنوبية واليابان، إلى جانب، طرح رؤية مصر لكيفية تجاوز الأزمات ودعم الاستقرار في المنطقة.الخبير في الشؤون الخارجية سعيد اللاوندي، وصف زيارات السيسي الخارجية بـ «الناجحة»، وأكد أن الزيارة الآسيوية المرتقبة من المنتظر أن تشهد عرضاً مصرياً لفرص الاستثمار، فضلاً عن فتحها آفاقاً جديدة في العلاقات الخارجية بعيدة عن أكبر قطبين في العالم «واشنطن وموسكو».أرقامفي ما يلي بعض الأرقام الخاصة بالجولة الثانية للانتخابات التشريعية:• 13 محافظة• 28 مليوناً و204 آلاف ناخب• 160 ألف جندي لتأمين الانتخابات• 102 لجنة عامة و13858 لجنة فرعية و5622 مركزاً انتخابياً• 4992 مدرسة يتم استخدامها خلال الانتخابات• 2842 سيارة إسعاف موزعة قرب المقار