أطلقت الهيئات الاقتصادية والإنتاجية والعمالية وفعاليات المجتمع المدني من "البيال"، ظهر أمس، صرخة تحت عنوان "نداء 25 حزيران ضد الانتحار" لوقف النزف الذي يصيب لبنان ومؤسساته واقتصاده وشعبه. وتحول المؤتمر الى مادة انقسام سياسي حاد، بعد إعلان رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أن "هناك حديثا عن تراجع الاقتصاد، نتيجة عدم انتخاب الرئيس وعدم انتخاب الحكومة"، مشددا على أن "عائدات الجمهورية جيدة، إنما سوء الإدارة يأتي من بعض أصحاب المصالح الذين يدعون الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية للتحرك، وهذه الهيئات تمثل نفسها وهي تبغي الربح، وهناك من يحركها، وهذا التحريض لا يمر في هذه الأيام".

Ad

 وكان لافتا أمس مشاركة رئيس "الاتحاد العمالي العام" غسان غصن (المحسوب على رئيس مجلس النواب نبيه بري) في خطوة تعمق الشرخ السياسي القائم بين عون وبري، نتيجة المقاربات المختلفة للملفات المطروحة.  واستهل رئيس جمعية المصارف فرنسوا باسيل المؤتمر برفضه "استمرار التسيب الحاصل والخضوع للفراغ الرئاسي واقتصار الأداء الحكومي الى ما دون الحد المقبول"، معتبرا أنه "علينا أن نتطلع الى مصلحة لبنان العليا، متجاوزين الاعتبارات الضيقة التي كانت ولاتزال تشكل أبرز العقبات أمام تقدم لبنان وازدهاره". وقال: "ثمة ضرورة ملحة لمعالجة عدد من الملفات الحيوية والحساسة، ولا يمكن بتها في ظل تعطيل المؤسسات الدستوري"، آملا "تحرك المجتمع المنتج من أجل إيقاظ القوى السياسية من سباتها العميق وتفعيل السلطات الدستورية وفي مقدمتها مجلس النواب الذي يمثل الشعب، والذي ننتظر منه انتخاب رئيس للجمهورية".

جريج

إلى ذلك، اعتبر نقيب المحامين جورج جريج أمس أن "الدولة اللبنانية قاصرة في حماية الأمن السياسي والأمن الاجتماعي، فالعمالة الاجنبية تنتشر كالفطر وخارج سقف القانون، كما أنها قاصرة في حماية الاقتصاد اللبناني".وأشار جريج الى أن "الدولة قاصرة في تداول السلطة والتعددية وضمان الحريات وحقوق الانسان، قاصرة في إنهاض القطاع الخاص وجعله بيئة صديقة للدولة يأمنها ويؤمن بها دولة راعية حاضنة، وهكذا تكون الدولة في خدمة هدف واحد هو الإنسان".

محمد شقير

اما رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير فلفت الى اننا "لسنا في ظروف طبيعية، إنما في مرحلة مصيرية على لبنان ودول المنطقة". وأكد أن "السكوت عما يجري هو جريمة موصوفة بحق الوطن، فالمؤسسات الدستورية غائبة تماما ومعطلة قسرا، والفقر والعوز يضربان عائلاتنا ويضيعان شبابنا والاقتصاد الوطني ترنح وآلاف المؤسسات تقفل، في حين يصارع كثير منها من أجل البقاء".

وأشار الى أن "النزوح السوري يفاقم أوضاع البلد بكل مفاصلها، معتبرا ان "حالة البلد طارئة مؤسساتيا ودستوريا واجتماعيا واقتصايا، وتتطلب دخوله الى العناية الفائقة لإنقاذه من الموت".

واعتبر النائب روبير فاضل ان "الدولة والطبقة السياسية ساقطة بكل معايير المصلحة العامة، لأنها تتصرف وكأن الخلافات والحصص أهم من الاهتمام باللاجئين وآلاف الشباب على طريق الهجرة، والدين العام".

وأوضح فاضل "اننا نعيش على حساب ديون أولادنا"، مضيفا "البلد مخطوف بداية بعدم انتخاب رئيس جمهورية".

الراعي

في سياق منفصل، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، أمام وفد من الرابطة المارونية أمس انه "من المخزي بحق كل اللبنانيين أن الفراغ الرئاسي تجاوز السنة، لقد حاولنا جاهدين كما تعلمون وغيرنا ايضاً حاول ولم نترك كلاما إلا وقلناه لإيجاد الحلول، ولكن في النتيجة هناك فريقان 8 و14 اذار يقفان امام بعضهما البعض دون أي نتيجة، ونحن نطالبهما بتقديم أسماء مرشحيهما رسميا، لكي نعرف إلى أين نحن ذاهبون، وليتفضلوا وينزلوا الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس، وليس هناك سوى ذلك. إن البلد يموت والمؤسسات تتفكك، وهذا ليس كلاما جديدا.