رغم استنكاري وشجبي للعمل الإجرامي الإرهابي الذي حدث مؤخراً في فرنسا، فإنني أرى ازدواجية في استنكار وشجب معظم الدول لمثل هذه الحوادث الإرهابية، فما حصل في فرنسا نشاهده بشكل يومي وباستمرار في العراق وسورية وغيرهما من الدول العربية، ولا نرى ردود فعل كردة فعل الغرب والعرب، بل العالم أجمع، تجاه أحداث باريس، الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن المبادئ الإنسانية التي تتبناها معظم دول العالم، ولاسيما تلك الدول الديمقراطية!
فالشعوب العربية ضحية للإرهاب لا ذنب لها، حالها كحال من سقط في باريس من ضحايا، إذ يتعرض العرب لأبشع الجرائم الإرهابية، سواء كانت تلك الجرائم من قبل المنظمات الإرهابية أو من الأنظمة القمعية والدكتاتورية دون مساعدة من تلك الدول الغربية التي تنتفض لمجرد سقوط مواطن واحد من مواطنيها ودون أن تحارب الإرهابيين والدكتاتوريين، بل ما نراه ونعتقده أن الغرب ساهم بشكل مباشر في ظهور وتمدد تلك المنظمات الإرهابية من خلال دعمه للأنظمة المستبدة، ومن خلال صمته عن بؤر تلك المنظمات، وتركها تكبر وتنتشر بشكل جعلها قوة ضاربة تصل إلى أي مكان تريد.يعني بالعربي المشرمح:ما حصل للشعب الفرنسي من فاجعة ليس بمستغرب، ولا هو بالحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة، وقد يصل ذلك إلى دول غربية أخرى، لكن من الظلم والجهل أن يستغل الساسة الغربيون مثل تلك الأحداث ليلصقوا تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين الذين يعانون الإرهاب منذ عقود، وعلى مرأى ومسمع من العالم، بل بمساعدة الغرب، فالعرب كالفرنسيين وغيرهم، يرفضون الإرهاب ويكتوون بنيرانه ويعلمون أن الإرهاب نتج عن سياسة الغرب في بلدانهم ونتيجة للظلم والقهر الذي يعانونه بسبب تلك السياسات.وتظهر الدراسة التي أجرتها مؤخراً جامعة ميتشيغن الأميركية أن ضحايا القرن العشرين تجاوز المئة مليون، معظمهم قتلوا بواسطة الغرب المسيحي، بمعنى أن العربي لم ولن يكون إرهابياً، كما يصفونه اليوم، غير أنه أرغم على ذلك بسبب ما يعانيه من قمع وظلم تبنته سياسات الدول الغربية بدعمها للأنظمة المستبدة، وأن الإرهابي الحقيقي هو من قتل أو ساعد على قتل الشعوب كما نراه اليوم.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: أنا عربي... إذن أنا إرهابي!
21-11-2015