ميرفت مصطفى محمد أمين... مواليد محافظة المنيا من أب مصري وأم إسكتلندية، ومن برج القوس الذي تراه برجاً عظيماً، لأنه قادر على التوافق مع جميع الأبراج.

Ad

الأب، كما تقول لي، كان شديد الهدوء وعاطفياً من الطراز الأول، في حين كانت الأم أكثر حزماً وشدة، ربما بحكم طبيعة عملها كناظرة مدرسة. 

أكبر عقدة أو فوبيا في حياة ميرفت اسمها الطائرات... يرعبها الطيران، وعندما تضطر للسفر بالطائرة تتناول عشرات من المهدئات، وهذا أيضا جعلها تخشى الملاهي والأماكن المرتفعة، وإذا اضطرتها الظروف للتصوير في مكان مرتفع تكون حالتها النفسية صعبة، ويعرف معظم المخرجين الذين تعاملت معهم ذلك. 

وهي تكره فصل الشتاء لأنها لا تحب البرد، لذلك تعتبر نفسها كائناً صيفياً. تحب الحصان، لكنها تخاف منه، وتخاف أيضاً من الطريق الدائري وسيارات النقل والمقطورة، ومن المستحيل أن تقنعها بالسير في هذا الطريق الذي أصبحت أخبار حوادثه تنشر بصورة يومية. 

 

رومانسية وصبورة

 

وميرفت من الشخصيات الرومانسية، والرومانسية شعارها المفضل في الحياة رغم اعترافها بأن البعض يرى الرومانسية، هذه الأيام، نوعاً من الغفلة وتهمة تتطلب أن يدافع صاحبها عن نفسه. 

وميرفت خجولة بدرجة امتياز، وأي كلمة إطراء لها تلون ملامحها فوراً، وهي لا تعتبر نفسها شجاعة إنما مسالمة إلى حد ما، وأكثر شيء تعشقه في شخصيتها التلقائية، أما لحظات غضبها فتعتبر من المناطق المحظورة عندها، لأنها تفقد أعصابها بدرجة كبيرة، خصوصاً إذا اكتشفت أي محاولة لخداعها أو الاستهانة بذكائها. تكره السرعة والإيقاع لديها بطيء إلى حد ما، وتجد سعادتها في العطاء من دون انتظار مقابل، وترى نفسها إنسانة قدرية، ولا تجيد فن التخطيط، وأكثر شيء تتمنى ألا تشعر به، هو الوحدة، لذلك تحيط نفسها بمجموعة من الأصدقاء الذين يشكلون خط دفاعها الأول ضد كل ما يؤلمها. 

أما أجمل شيء في طبيعة شخصيتها، على حد قولها، فهو الصبر، والصفة التي تحبها وتكرهها، في الوقت نفسه، هي الكسل. 

تقول: {أنا حاصلة على ماجستير مع مرتبة الشرف الأولى في الكسل،   وعندي ركن ثابت في الكنبة أجلس عليه باستمرار، ولا أبذل أي مجهود إلا في العمل، وفي البيت أرى نفسي ست بيت جيدة، لكني لا أحب ترتيب الأشياء}. 

تضيف: أنا شخصية عنيدة.. ممكن أسامح، لكن لا أنسى الإساءة أبداً مهما طال الزمن، وأحيانا كثيرة (أشيل) في قلبي، يضايقني عدم احترام المواعيد، لأني ملتزمة جداً في مواعيدي، وهذا الالتزام دليل اهتمام واحترام، وهذا الالتزام جزء من جدية موجودة في جيناتي، خصوصاً أنني لم اتدلّع وأنا طفلة وظللت وحيدة إلى أن جاء أخ  لي بعد 9 سنوات. 

 

 طفولة وحنان 

 

وميرفت لم تفقد جزءاً كبيرا من طفولتها، لغاية الآن، بدليل احتفاظها بمجموعة كبيرة من العرائس في غرفة نومها، بالإضافة إلى عشقها للقطط، إذ تعيش معها في المنزل 7 قطط، وتقول: {ممكن أكون قطة وأخربش أي شخص يريد الأذى لي أو لابنتي}، بالمناسبة هي دائماً تسافر بصحبة قططها. 

وهي أيضا من عشاق الشوكولا، لكنها تتعامل معه بحساب حتى لا يزداد وزنها. 

وإذا سألتها عن الحلم الذي يراودها من حين إلى آخر تقول لك: {الاعتزال لأني دائماً أحلم بأعمال جديدة ومختلفة، وهذا أصبح صعباً هذه الأيام}.

وميرفت لا تندم أبداً على الأمس ولا على أي قرار اتخذته ولم يكن صائباً، لكنها تخاف الغد وما يحمل من مجهول. 

سألتها: فكرتِ تتجوزي. 

ضحكت وقالت: مستحيل... خلاص.

* ما هي خلاصة تجربتك الشخصية مع الزواج؟

- الزواج قسمة ونصيب وأهم وأجمل حاجة خرجت بها منه هي ابنتي، منة الله، ولعلمك الست ممكن تعيش من دون رجل. 

وميرفت تحترم عقل الرجل ولا تحب المغرور، وتؤكد أن الرجل يخشى ذكاء المرأة طول الوقت. 

وإذا سألتها: هل المرأة تريد من الرجل الحنان أم الفهم؟ تقول الاثنين. 

قلت لها: إيه اللي يقوي الحب؟

ردت: التفاهم.

قلت: أيهما أكثر إخلاصا في حبه الرجل أم المرأة؟

ردت: صعب التعميم في هذه المسألة. 

أما إذا قلت لها: هل تشعرين بأنك لم تحصلي على نصيبك من الحنان والحنية، فستجيبك على الفور نعم. 

 

رضا وحذر

 

ورصيد ميرفت من بنك الإشاعات عامر جداً، وكلها إشاعات على سنة الله ورسوله، في البداية، كانت  تشعر بضيق  لدى سماع أي إشاعة من هذا النوع، وبمرور الوقت أصبحت تواجه الإشاعة بالضحك والسخرية منها.

سألتها: أيهما أكثر في حياتك الشجن أم الفرح؟

ردت من دون تفكير: أحاول دائماً أن  أفرح نفسي وكلمة السر عندي اسمها الرضا. 

وثقة ميرفت في الآخرين ليست بلا حدود، إنما مليئة بالحذر والترقب، وهي لم تفكر أبداً في الذهاب إلى طبيب نفسي تشكو له همومها أو متاعبها النفسية، والسبب أنها تخاف أن يكشف لها مخاوف لا تعرفها أو يصدمها بأمور موجودة في شخصيتها، ولا تحب أن تعرفها، وفي الوقت  نفسه لا تشعر بأي اضطرابات نفسية، وترى أنها متوازنة عقلياً وعاطفياً، وهذا التوازن هو معاهدة الصلح التي عقدتها مع أفكارها ومشاعرها، بعد التجارب التي مرت بها، وهي لا ترى أهمية في إرضاء كل من حولها بقدر إرضاء نفسها أولاً.

ودموع ميرفت جاهزة للانفجار في أي وقت، وإذا توترت تجيد فن تغليف هذا التوتر وإخفاء معالمه ببراعة. 

تؤكد أنها لا تحب الكذب ولا الكذابين، وتقول إن الحقيقة دائماً تصلها من دون أي مجهود تبذله، لذلك كان أهم مبدأ ربت عليه ابنتها هو عدم الكذب وعدم النميمة على الآخرين.

أما المنطقة الغامضة عندها فلخصتها لي في عبارة واحدة: أنا عاوزة إيه؟