إسرائيل ضمنت تفوقها وتفاوض إيران وتركيا «من حساب العرب»
إدارة أوباما أخفت عدد متدربي المعارضة السورية تحسباً للفشل «النووي»
غضب الساسة الأميركيون مما بات يعرف بفضيحة «تدريب المعارضة السورية»، وينظر إليه البعض على أنه جزء من سياسة توزيع الأدوار وتقطيع الوقت، بانتظار ولادة الاتفاق النووي مع إيران.وتسابقت وسائل الإعلام الأميركية في عرض «فورة الغضب» والكلام القاسي الذي كاله رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين لكل من وزير الدفاع آشتون كارتر، ورئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي، حين «فوجئ» بأن عدد متدربي المعارضة «المعتدلة» لم يتجاوز 60 مقاتلاً.
ووصف معلقون كُثر الأمر بأنه مخالف للعقل والواقع، وأنه يخفي نوايا أخرى، لا ترغب إدارة الرئيس أوباما في كشفها، على الأقل في هذه المرحلة، وهناك من يعيد التذكير بأرقام تقترب من بضعة آلاف، جرى تدريبهم، سواء في تركيا أو الأردن، وفق مسؤولين وتقارير صحافية.فما أسباب تقليص الاعتراف بالعدد الحقيقي؟ خصوصاً أن آشتون كان واضحاً بـ«أن مهمة هؤلاء ليست مقاتلة النظام بل «داعش»، وبأن الحماية الجوية لهم من هجمات النظام لم تناقش ولم يتخذ قرار في شأنها بعد»!.وتقول أوساط مطلعة إن الأمر مرتبط مباشرة بتوقيع الاتفاق النووي، خوفاً من التعقيدات على المفاوضات الماراثونية، بعدما بدا واضحاً أن الإيرانيين يسعون إلى مقايضة صريحة بين ملفهم النووي وملفهم الإقليمي. هذا على الأقل ما كشفته تصريحات وزير الخارجية محمد جواد ظريف ومقالاته في الصحافة الغربية في الأيام الماضية. وما سعت واشنطن إلى إهماله تجاه علاقتها بإيران ودورها الإقليمي، أو تجاه مطالبات تركيا بمنطقة حظر جوي في سورية، على ما جاء في كلام الرئيس أوباما في «البنتاغون»، تولت قياداته العسكرية معالجته بطريقة مباشرة.هكذا فهمت تصريحات كارتر عن أرقام المتدربين السوريين وعدم تهديدهم لقوات الأسد، وهكذا فسر الاتفاق الذي عقده قادة أميركيون مع تركيا لاستخدام قاعدة «أنجرليك» الجوية في ضرب «داعش»، وتطمينها بالنسبة إلى مستقبل المقاتلين الأكراد، رغم أن الأنباء تشير إلى أن خليطاً من منطقة عازلة بإشراف تركي ورعاية أميركية وغطاء إنساني في طريقه إلى التنفيذ على الأرض، مع تحدث تقارير صحافية عن حشد ما يقارب 50 ألف جندي تركي على الحدود مع سورية.غير أن اللافت هو التشدد الأميركي من قضية رفع العقوبات عن مبيعات السلاح الإيراني، خصوصاً عن الصواريخ الباليستية، ما اعتبر تنفيذاً لشروط إسرائيل في هذا المجال.وفي اعتقاد البعض أن تل أبيب، التي تأكدت من تخلي طهران عن سلاحها النووي وضمنته، لا يضيرها مفاوضتها إقليمياً، طالما أنها لن تدفع من جيبها، بل من جيوب الآخرين، خصوصاً من العرب، مع احتفاظها بالتفوق الاستراتيجي بضمانة أميركية.لذلك لا تستبعد تلك الأوساط أن تكون المنطقة متجهة إلى مزيد من التوترات التي قد تأخذ أبعاداً أكثر عمقاً، وصولاً إلى مرحلة التفتت الشامل، مغرقة معها كياناتها كلها بلا استثناء.