بصمات متشابهة!

نشر في 08-08-2015
آخر تحديث 08-08-2015 | 00:04
 يوسف عوض العازمي الحادث الإرهابي الآثم الذي اقترفته أيدي الشر في مسجد بمنطقة عسير بالمملكة العربية السعودية الشقيقة فيه جانب من التشابه مع الحادث الآثم الذي وقع في مسجد الصادق بمنطقة الصوابر بالكويت! فالطريقة تقريباً نفسها إذ يأتي منفذ العملية متحزما حزامه الناسف بطريقة ما، وينفذ بين المصلين الساجدين لله، ثم يفجر نفسه بالمكان مخلفا ضحايا من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى وجودهم في أحد بيوت الله للعبادة وأداء فرض الصلاة!

هنا يتبين لنا، على الأقل بصورة مبدئية، أن المنظم واحد والخطة واحدة، وفعلا أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي الضال مسؤوليته عن الحادث الآثم، وسمى المنفذ بكنيته، وهنا يبرز التنسيق بين معاول الهدم في هذا التنظيم الإرهابي، وواضح أن التخطيط موجود، وتم الاتفاق على تنفيذ العملية.

الأمر المثير في الأمر واللافت للانتباه أن هذا التنظيم يتخصص في عمليات الإرهاب في بلاد المسلمين! ولا يهدد إلا المسلمين، والأدهى والأمر أن من ينفذ عملياته هم أبناء دولنا، إذاً الأمر ينبع من تأثير فكري شرير استطاع الدخول بطرق ما إلى عقول هؤلاء الذين أصبحوا ألعوبة في يد قيادات التنظيم، وهنا المشكلة الكبرى التي علينا مجابهتها ومواجهتها بكل قوة وعلم ومثابرة.

كيف لتنظيم إرهابي ضال أن يستطيع استغفال أبنائنا وتلويث أفكارهم إلى درجة جعلهم انتحاريين؟! أتذكر أثناء التغطية الإعلامية لحادث الصادق الآثم، ذكرت عدة وسائل إعلامية أن الانتحاري وجد بدمه آثار مخدر الشبو، وأنا قد أصدق ذلك، لأنه لا يوجد عاقل بكامل وعيه يقبل أن يقوم بمثل هذه الأعمال التي لا يقبلها دين ولا عقيدة إلا أن يكون في غير عقله!

و"داعش" ذلك التنظيم الذي تحدثت عنه مرارا في هذه الزاوية ليس إلا تنظيما مشبوها، عليه العديد من علامات الاستفهام، فهو تنظيم يدعي الإسلام وكل عملياته فيها تشويه للإسلام، وتخصص في التفنن في طرق ذبح المسلمين، والعياذ بالله، بل الغريب أنه طرح نفسه كتنظيم مناوئ لنظام الأسد الدموي، ثم لاحظ العالم بأجمعه كيف خف الضغط على هذا النظام منذ بزوغ نجم "داعش" على الساحة!

ثم انسحابات الموصل المكشوفة، وبعدها الرمادي، وغيرها مما جعل علامات التساؤل والاستفهام تدور حول ذلك التنظيم المشبوه!

حتى لا نبكي على اللبن المسكوب علينا أولا أن ننتبه لصفوفنا، وهنا يأتي دور المسجد، وأئمة المساجد، والدعاة، فمن المفترض القيام بحملات توعية لصغار الشباب الذين هم وقود ذلك التنظيم، ويمارس عليهم غسيل المخ، وتكثيف وتبيان حقيقة مثل هذه التنظيمات الضالة التي هي في الحقيقة الألد عداء للمسلمين، وقد تكون مجرد أوراق تلعب بها أجهزة مخابراتية تضمر السوء لنا ولبلادنا، ونتذكر في تفجير مسجد الصادق الذي لولا الله ثم الحضور السريع لسمو الأمير حفظه الله، وجزاه الله خير الجزاء، ووقوفه مع أبنائه، لربما حدثت فتنة لا تبقي ولا تذر، وهنا يتكون ويبرز دور القائد الموجه لقيادة المجتمع نحو التآلف والوحدة الوطنية.

رحم الله شهداء مسجد عسير، وشهداء مسجد الصادق الذين كان ذنبهم الوحيد هو وجودهم في بيوت الله لأداء الصلاة، وأسأل الله أن يتقبلهم شهداء ويغفر لهم، ويحمي بلادنا وبلاد المسلمين من أعمال التنظيمات الإرهابية والأحزاب المشبوهة.

back to top