الدعاية الانتخابية... «على واحدة ونص»

نشر في 05-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 05-10-2015 | 00:01
تحوَّلت الصفحات الرسمية للأحزاب المصرية، المشاركة في ماراثون الانتخابات البرلمانية المقبلة، والمقرر انطلاقها 17 أكتوبر الحالي، على المواقع الإلكترونية وعدد من شاشات الفضائيات، إلى ساحة للصراع الموسيقي، باستخدام فن "الأغنية" أو "الأوبريت"، بهدف سرعة تأثيرها على الناخب المصري، عاشق الموسيقى.

وبينما تنطلق المرحلة الأولى من الانتخابات في محافظات الوجه القبلي والإسكندرية، 18 أكتوبر الجاري، تتنوَّع أشكال الحملات الانتخابية، وأساليب الدعاية من جولات المرشحين، في الأحياء والمدن، إلى الفعاليات التي ينظمها متطوعون للإعلان عن برامج مرشحيهم، حيث برز اللجوء إلى "المواد المسموعة"، على شكل أغنية أو أوبريت أو نشيد، يسهل حفظها وترديدها عبر إيقاعات حماسية.

حزب "النور" كانت له الأسبقية، مع بدء الدعاية الانتخابية في 28 سبتمبر الماضي، حيث اصدر نشيدا بعنوان "وضوح وطموح" عبَّرت كلماته عن تعهدات الحزب السلفي، بتحسين مستوى المعيشة، ودعم الاستقرار في شمال سيناء، التي تشهد حرباً بين قوى جهادية متطرفة والقوات المسلحة المصرية، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013.

في المقابل، عملت القوى المدنية المتنافسة على الرد بالأغنيات والأوبريتات، ونشرت صفحة حزب "المصريين الأحرار"، وهو حزب ليبرالي أسسه الملياردير نجيب ساويرس، الأغنية التي دشنتها أمانة شباب الحزب باسم "علشان مصر اللي بنحلم بيها"، في وقت يستخدم كثير من المرشحين أغنيات تم تأليفها على عجل، للدعاية لأنفسهم، خلال الانتخابات الحالية، وإذاعتها في الشوارع، عبر مكبرات الصوت، وأمام مقارهم الانتخابية.

وبينما أعلنت الراقصة، سما المصري، الترشح في دائرة جنوب القاهرة، وتحديداً عن حي منشية ناصر والجمالية، اتفق محللون على أهمية "الأغنية السياسية"، ودورها في الدفاع عن التوجهات، نظراً إلى قدرتها على التأثير والانتشار، وهناك طرق كثيرة للدعاية، تحمل صعوبات جمة، وتتطلب الحصول على تراخيص، لكن الأغنية تحظى بفرص أسهل للوصول إلى الناخب، مشيرين إلى أنها سلاح ذو حدين.

أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأميركية سعيد صادق، اعتبر انتشار الظاهرة مصرياً أمراً طبيعياً، نظراً لوجودها على المستوى العالمي، مشيراً إلى أن أطراف التنافس السياسي تعتبر الأغنية أحد أنجح أساليب المناورة والنيل من الخصم، وأضاف: "في ظروف بلد تنتشر فيها نسبة لا يستهان بها من الأميين، تكون الأغنية أنجح بكثير من البرامج الانتخابية".

back to top