لانس هنريكسن... اختياراته الغريبة تعكس طبيعته المبدعة

نشر في 18-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 18-07-2015 | 00:01
No Image Caption
عمل لانس هنريكسن في مطلع مسيرته المهنية طوال ستة أشهر مع المخرج الفرنسي الشهير فرانسوا تروفو، حين كانا كلاهما يمثلان تحت إشراف المخرج ستيفن سبيلبرغ في فيلم الخيال العلمي الكلاسيكي عام 1977 Close Encounters of the Third Kind.
أدى هنريكسن دور روبرت، مساعد العالم الفرنسي الفضولي الدكتور لاكومب (تروفو). ورغم مرور أربعة عقود، لا يزال هنريكسن يتذكر هذه التجربة بوضوح. يخبر بصوته العريض المميز: {كنا قد اقتربنا من نهاية التصوير، حين قال لي: لدي شيء لك. ثم أعطاني طرداً احتوى نص The 400 Blows}.
أثرت قصة تروفو عام 1959 عن طفولته المضطربة في هنريكسن الذي تعاطف مع تلك الشخصية الصغيرة السن، أنطوان دوانيل. وعندما شاهد الفيلم للمرة الأولى، قال في نفسه: «مَن أعد فيلماً عن طفولتي؟ كانت تلك طفولتي».

لم يكن الممثل قد تحدث إلى تروفو عن الفيلم أو عن طفولته، لكن صانع الأفلام هذا أحس بذلك الرابط، وفق هنريكسن.

يضيف: «أثر الفيلم فيّ كثيراً. وقد فهم تروفو ذلك من دون أن نتحادث بشأنه. فقد جلست في مقطورتي ورحت أبكي».

لكن حياة هنريكسن الباكرة كانت أكثر تعقيداً مما عاشه تروفو. فقد هرب هنريكسن للمرة الأولى من المنزل في سن الخامسة.

يتابع مبتسماً: «إلا أن هذا لم يدم طويلاً».

في شبابه، عمل هنريكسن ماسح أحذية ليعيل والدته المتوحدة التي كانت تعمل نادلة في أحد المطاعم.

يخبر: «رحت أمسح الأحذية في كل مانهاتن. وكنت أعطي نصف ما أجنيه لأمي لأننا كنا بحاجة إليه. أما النصف الثاني، فكنت أذهب به إلى دور السينما. وهناك جلست ذات يوم وشاهدت The Big Sky مع كيرك دوغلاس ست أو ثماني مرات على الأرجح. كنت أخرج من السينما في الرابعة صباحاً وأعود إلى المنزل}.

غادر هنريكسن المنزل نهائياً في الثانية عشرة من عمره. يخبر هذا الممثل البالغ من العمر اليوم 75 سنة ويتمتع بشخصية منفتحة ومنطبقة: {كرهت المدرسة، ولم أذهب مطلقاً إلى المدرسة الثانوية}.

لكن هذا الممثل، الذي ولد في نيويورك، ذهب إلى البحر، فزار كل أقصاع العالم مع سلاح البحرية وأسطول Merchant Marines التجاري.

يروي هنريكسن: {تنقلت في معظم أرجاء أوروبا، حيث رسمت الجداريات. كنت رساماً. وحين آخذ استراحة من التمثيل، أعد الأواني الفخارية}.

خلال العقود الثلاثة الأولى من حياته، لم يكترث هنريكسن بشأن تعلم القراءة. حتى إنه حفظ دوره في إنتاج خارج برودواي لعمل يوجين أونيل Three Plays of the Sea عندما كان في الثلاثين من عمره بواسطة شريط كان صديقه قد سجل له كامل النص عليه.

يخبر هنريكسن، الذي حضر إلى Actors Studio كمراقب: {حفظت أدوار الجميع. استمرت هذه المسرحية طوال بضعة أشهر بعد افتتاحها. وهكذا بدأت أشارك في مسرحيات خارج برودواي}.

لم يكتفِ هنريكسن بتعلم القراءة، بل أصبح كاتباً أيضاً. في عام 2011، نشر سيرته الذاتية Not Bad for a Human، فضلاً عن سلسلة فكاهية مخيفة من القصص المصورة من خمسة أجزاء صدرت عن دار Dark Horse بعنوان To Hell You Ride. وقد شاركه في كتابتها جوزف مادري ونُشرت بين عامَي 2012 و2013.

أفلام ومسلسلات

بعد عمله الأول عام 1972 في فيلم

 It Ain’t Easy، شارك هذا الممثل الطويل القامة والنحيل في أكثر من 150 فيلماً، وظهر في عشرات المسلسلات التلفزيونية. كذلك عمل هنريكسن مع مخرجين مثل جيمس كاميرون، سيدني لوميه، كاثرين بيغيلو، سام رايمي، والتر هيل، فيليب كوفمان، ريتشارد راش، وجون وو. كذلك أدى دور الأسقف الآلي في فيلم كاميرون الناجح عام 1986 Aliens، رائد الفضاء إلى عطارد والي شيرا في فيلم كوفمان الشهير عام 1983 The Right Stuff، زعيم مصاصي الدماء الساحر في فيلم بيغيلو عام 1987 Near Dark، وعميل مكتب التحقيقات الفدرالي السابق الذي يستطيع قراءة عقول المجرمين في سلسلة كريس كارتر على شبكة فوكس Millennium بين عامَي 1996 و1999.

أما السنة الماضية، فكانت حافلة جداً بالأعمال. بالإضافة إلى سرد قصة مسلسل FX بعنوان The Strain، شارك كضيف في ثلاث حلقات من مسلسل NBC بعنوان The Blacklist، فضلاً عن صدور فيلم الرعب Harbinger Down في شهر أغسطس. ويكشف هنريكسن نزعته الفكاهية في Stung، فيلم رعب يعود إلى أفلام الإثارة في السبعينيات عن تلك الكائنات الغريبة. وقد بدأ عرضه في الثالث من يوليو.

أفضل فيلم

يركز Stung، الذي طوّر في برلين، على حفلة في حديقة أحد المنازل الفاخرة تتحول إلى حمام دم عندما ينطلق زنبور متحول قاتل في موجة أكل. يؤدي هنريكسن دور كاروثرز، عمدة مدمن يترشح مرة أخرى للانتخابات ويبدو أكثر اهتماماً بالمشروب منه بالضيوف الذين يؤكلون أحياء. يعتبر مخرج Stung بيني دياز وكاتبه آدم أريستي Aliens أفضل فيلم.

ذكر دياز عبر الهاتف من منزله في كولونيا بألمانيا: {عندما قررنا اختيار الممثل الذي سيؤدي دور كاروثرز، كانت أمامنا خيارات كثيرة. لكني قلت للمنتجين: للمتعة فحسب، هل يمكننا أن نسأل لانس هنريكسن؟. وبعد بضعة أسابيع، اتصل بي المنتج وأخبرني أن لانس سيشارك في الفيلم}. لم يستطع هنريكسن رفض هذا الدور}. يخبر: {أرسلوا مقتطفاً قصيراً ضم مشهداً واحداً عن رجل يركض في الممرات وكائن ما يطارده. ومن ثم ترى ذلك الكائن. قرأت النص وقلت: يبدو أن هذا الدور يستحق العناء. قد أبدو غريباً بعض الشيء في اختيار ما أريد المشاركة فيه أو لا. عندما أعثر على عمل مبدع من كل النواحي يؤثر فيّ، فلا أفوّت الفرصة}.

back to top