يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيارة لإندونيسيا اليوم، في ختام جولته الآسيوية، في حين يشهد التيار المدني انقسامات حادة، أدت إلى استقالة نائب رئيس حزب الحركة الوطنية يحيى قدري من منصبه، وخروج أحزاب من قائمة "في حب مصر" في اليوم الثالث لتقديم أوراق الترشح للانتخابات البرلمانية. 

Ad

تصاعد أمس زخم انتخابات مجلس النواب التي تنطلق في أكتوبر المقبل بمصر، بعد الإعلان عن انهيار وشيك في قائمة "في حب مصر" وتصدعات في "الجبهة المصرية"، وهما تياران مدنيان، الأمر الذي بدد الآمال في نجاح دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي للأحزاب والتيارات المدنية لتشكيل "قائمة موحدة" لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.

ووعد السيسي في وقت سابق رؤساء الأحزاب السياسية بدعم تلك القائمة، إذا توافقوا حولها، لكن الأحزاب المدنية دخلت نفقا من الانقسامات، ودبت الخلافات خلال الساعات القليلة الماضية، بين قيادات المجلس الرئاسي لـ"ائتلاف الجبهة المصرية"، بسبب إصرار أغلب قيادات الجبهة على الانسحاب، عقب استبعاد الأول لأغلبية مرشحي الجبهة.

وأعلن نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، يحيى قدري، أيضا تقدمه باستقالته من الحزب أمس الأول، وقال لـ"الجريدة" إن "الاستقالة جاءت احتجاجا على الفشل في إتمام مفاوضات تشكيل قائمة موحدة، ولا أقبل المشاركة في تفتيت التيار المدني بالانتخابات، خاصة بعد انسحاب الحركة الوطنية‬ من قائمة في حب مصر"، لافتا إلى أن الخلافات على عدد المقاعد لمصلحة كل حزب.

في السياق، كشف رئيس حزب الجيل، ناجي الشهابي، عن انسحاب حزبه من قائمة "في حب مصر"، معتبرا أن السبب يرجع إلى أن القائمة "تضم أصحاب المال وأعداء الثورة المصرية"، متهما القائمين على إعداد القائمة بعدم التزام الشروط والمعايير التي تم الاتفاق عليها من قبل.

142 مرشحة

إلى ذلك، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات، برئاسة المستشار أيمن عباس، أن عدد الراغبين في الترشح في انتخابات مجلس النواب المقبلة الذين تقدموا أول أمس، بطلبات ترشحهم، بلغ 672 شخصا، ليصبح بذلك إجمالي عدد من تقدموا على مدى اليومين الماضيين، 3417 شخصا بينهم 142 مرشحة، علما بأن باب تقديم طلبات الترشح يغلق في 12 الجاري.

المتحدث الرسمي للجنة العليا للانتخابات، المستشار عمر مروان، ذكر أن رئيس اللجنة العليا وجه باستمرار العمل في لجان تلقي وفحص الطلبات، كل يوم (جمعة) خلال فترة الترشح، وأشار إلى أن اللجنة العليا للانتخابات شكلت لجنة فرعية تتولى متابعة انتخابات المصريين بالخارج، لافتا إلى أن التزاحم الشديد الذي شهدته بعض لجان تلقي طلبات الترشيح، جاء في ضوء حرص الكثيرين على أسبقية اختيار الرمز الانتخابي.

السيسي في جاكرتا

إلى ذلك، يختتم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جولته الآسيوية، بزيارة العاصمة الإندونيسية، جاكرتا، اليوم، عقب انتهاء زيارته إلى العاصمة الصينية بكين، التي التقى خلالها رئيس الوزراء الصيني، لي كه تشيانغ، لمناقشة تدعيم العلاقات الثنائية، وبحث فرص زيادة الاستثمارات الصينية في مصر. كما شهد اللقاء توقيع ثلاث اتفاقيات اقتصادية، أبرزها مشروع تحديث شبكة الكهرباء المصرية، ومشروع القطار الكهربائي الذي سيربط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

السيسي اختتم زيارته للصين بالمشاركة في العرض العسكري الذي نظمته الأخيرة، للاحتفال بالذكرى الـ70 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث هنأ السيسي نظيره الصيني، شي جين بينغ، بهذه المناسبة.

وعقب الاحتفال التقى السيسي نظيره السوداني عمر البشير، في قمة ثنائية على هامش الاحتفال، تم خلالها تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

دعم أميركي

في سياق آخر، أنهى قائد القوات الجوية التابعة للقيادة المركزية الأميركية، شارلز براون، زيارة هي الأولى له لمصر، أمس الأول، حيث التقى براون نظيره المصري، يونس المصري، لمناقشة التعاون العسكري بين الطرفين وسبل مكافحة الإرهاب.

براون أكد أن واشنطن تتمسك بدعم القاهرة في حربها ضد الإرهاب والتعاون معها عسكريا، وبحسب البيان الصادر عن السفارة الأميركية بالقاهرة، مساء أمس الأول، فإن زيارة المسؤول الأميركي إلى القاهرة تضمنت التأكيد على شراكة طويلة الأمد بين الطرفين، في إطار حرص واشنطن على مستقبل مصر واستقرار المنطقة.

وقال براون: "نحن نقدر العلاقات الثنائية بين البلدين... أود التأكيد على دعم الولايات المتحدة القوي لمصر في حربها ضد الإرهاب، حيث تتعاون القوات الأميركية والمصرية لرفع كفاءتها، من خلال تدريبات عسكرية مشتركة"، مشيرا إلى تسليم واشنطن القاهرة مقاتلات (F.16)، وغيرها، لدعم القدرات العسكرية المصرية في حربها ضد الإرهاب.

في الأثناء، ذكر مستشار إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، كريستوفر جارفيس، أمس، أن بعثة من الصندوق برئاسته تعتزم زيارة القاهرة منتصف سبتمبر الجاري.

وأشار في تصريحات صحافية إلى أن مصر تبنت برنامجا اقتصاديا وإصلاحيا جيدا، وبدأت في تنفيذ بعض الإجراءات الاقتصادية الرئيسية، مشددا على ضرورة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي من أجل تحسين الإمكانات الاقتصادية.

أحكام بالمؤبد

قضائيا، أصدرت محكمة جنايات سوهاج، حكمها أمس، بالسجن المؤبد لـ31 من أعضاء وأنصار جماعة "الإخوان"، وعلى 57 شخصا بالسجن لـ15 سنة، و31 شخصا بالسجن 10 سنوات مشددة، في تهم حرق كنيسة مار جرجس وحيازة أسلحة نارية والقتل العمد والشروع في قتل 15 شخصا عمدا، في أحداث العنف التي قادها أنصار "الإخوان"، والتي تلت فض قوات الشرطة اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية أغسطس 2013.