ترى شيري عادل أن قبول الدور أو رفضه يرجع إلى طبيعته ضمن العمل الفني، وتسأل دائماً إن كان سيضيف إليها أم سيكون مجرد تحصيل حاصل؟ مشيرة إلى أنها سبق أن جسدت شخصيّة أم لطفلة، بما يتوافق وطبيعة عمرها ليكون ذلك مقنعاً للجمهور وللمشاهد، مؤكدة أنها وكثيراً من بنات جيلها يبحثن عن أدوار تبقيهن في الذاكرة والوجدان، وليست أدوار فتاة الأحلام فحسب، لأنها ربما لا تكون جيدة، ومن ثم تسحب من رصيد الفنانة.

Ad

استعداد وجرأة

تؤمن نسرين أمين بأن لكل مرحلة عمرية أدواراً تناسبها، ومع ذلك لكل قاعده استثناء، إذ يمكن أن تصادف الممثلة دور أم يكون متميزاً فتتحمس لتقديمه، مشيرة إلى أنها لا تمانع من أدائه، شرط أن تكون الشخصية مكتوبة بشكل جيد وتضيف إليها، مؤكدة أن هذا الدور في بعض الأعمال يكون تحصيل حاصل ولا أهمية له، وهو ما ترفضه بالتأكيد ليس ما يتعلق بالأمومة فحسب،  لكن بالفن عموماً.

وتوضح رانيا فريد شوقي أن دور الأم يحتاج إلى استعداد خاص وجرأة في تقديمه، خصوصاً لو كانت الفنانة في مرحلة صغيرة من عمرها الفني، وتجسد شخصية أم لفتاة شابة، على غرار دورها في مسلسل {خاتم سليمان}، حيث كانت أماً لفتاة عمرها 18 عاماً، ما اعتبره البعض حينها جرأة منها، فيما قبلته هي بسعادة لثقتها بموهبتها وبأن الدور سيضعها في مكانة مختلفة، وهو ما حدث فعلاً، إذ لفتت الجمهور والنقاد وأضاف العمل إليها.

لا ترى رانيا أن تجسيد الفنانة شخصية أم يخرجها من منطقة {فتاة الأحلام} إلى منطقة أخرى مختلفة لا يمكن الرجوع إليها، مؤكدة أن الممثلة الموهوبة بصدق قادرة على أداء الأدوار كافة والأنماط الفنية المختلفة.

لا تجد انتصار مشكلة في أداء دور أم ولو لنجوم يقتربون من عمرها الحقيقي، مؤكدة أن مثل هذه الأدوار بمثابة اختبار جيد للموهبة، وللقدرة على أداء الدور بشكل جيد. وبالنسبة إليها، تهرب نجمات من أدوار الأم ليس لخوفهن من دخول مرحلة عمرية أكبر، أو من أن يشكك البعض في حقيقة عمرهن، أو غيرها من أسباب، إنما ثمة أعمال تكون فيها شخصية الأم بمثابة تحصيل حاصل، فتظهر ضعيفة ولا معنى لها، مشيرة إلى أن هذه الأعمال لا يمكن مقارنتها بمسلسلات أو أفلام أخرى لمعت من خلالها نجماتنا في أدوار الأم،  على غرار أمينة رزق، تحية كاريوكا، مديحة يسري وفاتن حمامة.

طاقة مكبوتة

لا تجد إلهام شاهين مشكلة في تجسيد شخصية الأم والتعبير بصدق عن مشاعر الأمومة، وتوضح أنها تجد فيها نوعاً من التعويض، كونها لم ترزق بأطفال، لذا تسعد بها وتساعدها على تفريغ طاقة مكبوتة داخلها، وعيش مشاعر لم تعشها على أرض الواقع. حول هروب بعض النجمات من تجسيد شخصية الأم، تؤكد أن لكل ممثلة أسبابها ومبرراتها، ربما لا تجد فيها ما يضيف إليها، مشيرة إلى أن ثمة أدوار أمهات لا تحمل أضافة ولا تحمّس النجمات لتقديمها.