راحت نعيمة تؤدي «رقصة الكلاكيت» أمام الجمهور ببراعة غير عادية، كأنها تقدمها كل ليلة، فلم تكتف بالحركات التي تعلمتها من «تيشي» بل راحت تضيف إليها الجديد، إذ طعَّمت الرقصة ببعض الألعاب الأكروباتية، ما أدهش بديعة مصابني قبل الجمهور، لذا ما إن انتهت من أداء رقصتها، لم تنتظر بديعة أن يغلق الستار وتتجه نعيمة إلى الكواليس لتهنئها، بل جرت إليها وهي فوق خشبة المسرح، واحتضنتها أمام الجمهور، الذي ألهب يديه من التصفيق، فيما راحت بديعة تقبلها:

Ad

= برافو... برافو يا نعيمة هايلة... هايلة       

* إيه؟ صحيح يا ست بديعة... صحيح عجبتك بجد؟

= عجبتيني وبس... دا أنت هايلة... أنت تحفة... الجمهور هايقطع أيده من التصقيف

* يعني خلاص... هانفضل في الصالة مش هاتمشيني أنا وأخواتي.

= ما تزعليش مني... أنا لازم أحافظ على اسم «كازينو بديعة»... علشان كدا أنت مش هاتمشي أبداً... أنت هاتفضلي هنا على طول... أنا مش ممكن أستغنى عنك.

الدنيا تبتسم

بين يوم وليلة أصبحت نعيمة عاكف واحدة من شهيرات صالة بديعة مصابني، أصبح لها فقرة ثابتة منفردة تقدمها يومياً، بخلاف فقرة شقيقاتها، وقفز راتبهن من خمسة عشر جنيهاً شهرياً، إلى ثمانية عشر جنيهاً، حتى إنهن أنتقلن إلى «شقة» أكبر، وإن كأنت في الحي نفسه، لتبتسم الدنيا لأول مرة لبنات عاكف ووالدتهن، منذ أن تركن السيرك بعدما تم الحجز عليه، بل إن الأخبار الجديدة التي وصلتهن لا تبشر بالخير، حيث علمن أنه قد تم بيع كل ما في السيرك في المزاد لصالح صاحب الدين على والدهن، الذي اضطر إلى أن يعمل بالأجر عند آخرين، من أجل العيش والإنفاق على زوجته الثانية وولديه، ما كان دافعاً قوياً لهن لتحمل كل مشقة وألم والتنقل من مكان إلى آخر، ولا يفكرن لحظة واحدة، في العودة إليه مرة أخرى.

نجحت نعيمة نجاحاً أدهش بديعة مصابني، والكثيرين من الموجودين في الصالة من الفنانين الذين تحمسوا لفنها، ولمسوا فيها موهبة حقيقية، على رأسهم فنانتان اقتربتا كثيراً منها، هما الراقصة «هاجر حمدي، التي نالت قسطاً كبيراً من الشهرة والنجومية، سواء في صالة بديعة، التي تقدم فيها يومياً فقرة من الرقص الشرقي، إضافة إلى مشاركتها في بعض الأفلام السينمائية، كراقصة وممثلة أيضاً، فلفتت نعيمة نظرها بشكل كبير، خصوصاً أن جزءاً كبيراً من فنها يتماس مع الرقص الشرقي. فأصبحت نعيمة وهاجر صديقتين مقربتين، وانضمت إليهما الصديقة الثالثة سعاد مكاوي، التي كانت تعمل أيضاً كمونولجست في صالة بديعة.

لكن مثلما كان النجاح دافعاً لتكوين نعيمة صداقات جديدة في صالة بديعة، كان أيضاً سبباً لتحريك مشاعر الغيرة والحقد ضدها، من بعض الراقصات في الصالة، واللائي لم يأخذن مثل فرصتها، أو ينلن شهرتها. وزاد الأمر تعقيداً شفاء الأرمنية «تيشي» وعودتها إلى العمل مجدداً، واستقبال الجمهور لها استقبالاً رائعاً، خصوصاً أنها عادت بشكل جديد، ورقصات جديدة. هنا عرضت بديعة على «تيشي» أن تشاركها نعيمة في أداء فقرتها، خصوصاً بعدما أثبتت الأخيرة نجاحها، ومن غير الطبيعي إدراج فقرتين لرقصة الكلاكيت في برنامج  واحد، في صالة واحدة، غير أن «تيشي» رفضت رفضاً قاطعاً، وشجعها على موقفها، بعض من أثارت نعيمة غيرتهن، ووصل الأمر إلى أن هددت «تيشي» بترك العمل في الصالة، إذا أصرت بديعة على الجمع بينها وبين نعيمة في فقرة واحدة، مؤكدة أن ثمة الكثير من الصالات والكباريهات، تطلبها للعمل، وهو تهديد تدرك بديعة مدى صدقه، لأنها تعرف حجم «تيشي» كراقصة «كلاكيت»، وحتى لا تضطر بديعة إلى قطع «عيش» نعيمة، قررت أن تقدم نعيمة فقرتها في بداية البرنامج، وهو ما يعني أن تكون «السهرة» في بدايتها، والصالة لا تزال خاوية من «الزبائن» ما أرضى غرور «تيشي»، غير أن ذلك لم يرض من ثارت غيرتهن من نعيمة، فحاولن تدبير المكائد ضدها، فلم يفلحن، فقررن تأليب بديعة عليها من أجل إعادتها إلى العمل ضمن فريق البهلوانات، أو الإطاحة بها نهائياً من الصالة، ويبدو أنهن نجحن هذه المرة، حيث فوجئت نعيمة باستدعاء بديعة لها في مكتبها، فور الأنتهاء من فقرتها:

= تعالي يا نعيمة... اقعدي.

* خير يا ست بديعة... أنا تحت أمرك.

= شوفي يا نعيمة... أنت عارفة أنا بحبك أد إيه وشغلتك أنت وأخواتك... وكمان اديتك فرصة ما تحلمش بيها أي واحدة مكانك.

* أيوا طبعاً عارفة... ربنا يخليك ولا يحرمنا منك.

= لكن أنت طبعاً ما يرضكيش إني أخسر.

* خسارة بعد الشر... ربنا مايجبش خسارة.

= إزاي والجمهور ممكن يهرب من الصالة.

* ليه كفى الله الشر.

= شوفي يا نعيمة... بقى الجمهور اللي بيجي هنا الصالة بيجي علشان يضحك ويفرفش ويتبسط... ويشوف مناظر حلوة... يتفرج على رقصة جميلة تسحره... يسمع صوت يطربه... مش نعكنن عليه.

* ومين ده اللي ممكن يعكنن عليه؟

= أنت وأخواتك.

* أنا وأخواتي... إزاي؟

= بسبب لبسكم.

* لبسنا... ماله لبسنا؟ صحيح هو بسيط وفقير بس حشمة أوي.

= هو ده... حشمة أوي... حشمة زيادة عن اللزوم... وزي ما أنت عارفة أننا في صالة مش في مستشفى... شوفي مثلا هدوم «تيشي» اللي بترقص بيها.

* هدوم إيه يا ست بديعة... دي بترقص من غير هدوم... في حد بيرقص بالمايوه؟

= وماله... ياريتكم تعملوا زيها.

* يوه... يادي الهتيكة... عايزانا نرقص بالمايوهات... دا لا يحصل أبدا لو هانموت من الجوع.

= وأنا مش ممكن أخسر جمهوري وأقفل الصالة علشان الحشمة بتاعتكم... شوفلكم حل... ماهو يا كده... يا...

* ما تقوليهاش يا ست بديعة... إحنا ماشيين.

 لم تنتظر نعيمة وشقيقاتها أن تطردهن بديعة، رغم أنها لم تقرر ذلك، لكنهن خرجن من دون أن يعرفن إلى أين يذهبن. غير أن نعيمة قبل أن تترك الصالة ذهبت لتودع صديقتيها المقربتين هاجر حمدي، وسعاد مكاوي، لكنها اكتشفت أنهما غير موجودتين.

عودة إلى الشارع

خرجت نعيمة وشقيقاتها بصحبة والدتهن، وقد عدن مجدداً إلى الشارع وأصبحن بلا عمل، عدن يقاسين الجوع والفقر، وعدم القدرة على دفع إيجار الشقة. حاولن البحث عن فرصة للعمل في صالات وكازينوهات عماد الدين، فلم يجدن، ففكرت نعيمة في الذهاب إلى بيت صديقتها هاجر حمدي، فوجدتها قد سافرت إلى الإسكندرية، الأمر نفسه فعلته مع الصديقة الثانية سعاد مكاوي، التي تسكن إلى جوارها في حي «باب الخلق» ذلك الحي الذي ولدت وعاشت فيه، فاكتشفت أنها أيضاً في الإسكندرية.

سافرت هاجر حمدي إلى الإسكندرية للعمل مع المخرج عباس كامل، الشقيق الثالث للمخرجين (أحمد جلال وحسين فوزي)، لكنه بدأ حياته موظفاً بوزارة الداخلية ثم استقال ليتجه إلى السينما، فعمل مساعداً للإخراج منذ بدايات السينما، كمساعد إخراج في فيلم «ليلى» 1927، وظلَّ كذلك في أكثر من خمسين فيلماً، حتى أتيح له عام 1944 أن يكتب قصة وحوار فيلم «طاقية الإخفاء» من إخراج نيازي مصطفى. ثم كتب سيناريو وحوار فيلم «أميرة الأحلام» عام 1945 من إخراج شقيقه الأكبر أحمد جلال. في عام 1946، حصل على فرصته الأولى في الإخراج السينمائي في فيلم «صاحب بالين»، وفي العام نفسه كتب حوار فيلم «أم السعد» لأحمد جلال أيضاً، قبل أن يقدم تجربته الثانية في الإخراج في العام 1947، في فيلم «عروسة البحر»، وهو العام نفسه الذي شهد مغامرة سينمائية جديدة له، مع ظهور منتج جديد قادم من الإسكندرية لاستثمار أمواله في صناعة السينما هو يحيى إبراهيم، والذي قرر بالاتفاق مع عباس كامل إسناد البطولة المطلقة إلى هاجر حمدي، غير أنها أقرب إلى البطولة الجماعية، حيث شاركها البطولة في فيلم «بنت المعلم» كل من إسماعيل ياسين، ومحمود شكوكو، وماري منيب، وعبد الفتاح القصري، إضافة إلى سعاد مكاوي، التي ارتبطت بقصة حب مع عباس كامل، بعد زيجتين سابقتين لها، حيث توفي زوجها الأول الشاعر الغنائي محمد إسماعيل، إثر حادث أليم، وتزوجت بعده من الموسيقار محمد الموجي، لكن زواجهما لم يستمر طويلاً، بعدما اكتشفت أنه يعيش قصة حب مع الممثلة وداد حمدي، فحدث الانفصال بينهما، وتفرغت لفنها. لكن المخرج عباس كامل أعجب كثيراً بخفة ظلها وموهبتها الفنية المميزة، وقرر أن يقدمها للسينما بشكل جديد ومختلف، لإظهار قدراتها كممثلة، إلى جانب قدرتها في غناء المونولوج، فابتكر لها، كعادته في ابتكار شخصيات سينمائية وتثبيتها على أصحابها، شخصية «بلية» الصبية الصغيرة الشقية، التي تغني وتتراقص على أغنيتها، وهو ما برعت فيه من خلال فيلم «بنت المعلم» الذي راحوا يصورون مشاهده الخارجية على شاطئ البحر في الإسكندرية.

إلى جانب سفر هاجر وسعاد إلى الإسكندرية، كأنت أيضاً غالبية الفرق المسرحية، وأصحاب الصالات والكباريهات، يفرون خلال فصل الصيف إلى المدن الساحلية، وتحديداً الإسكندرية ورأس البر، وبعضهم يذهب إلى محافظات الوجه البحري، لذا لم تجد نعيمة وشقيقاتها، الفرقة أو الصالة التي يمكن أن تستقبلهن. هنا طرأت على ذهن جميلة والدة نعيمة، أن يشاركن في إحدى الفرق الفنية التي تقدم فقرات غنائية للمصطافين في المدن الساحلية، لكن كيف؟ وأين؟ ومن الذي يمكن أن يتيح لهن هذه الفرصة؟

فرقة مستقلة

تذكَّرت نعيمة عبد الحميد الديب، متعهد الحفلات، الذي كان يأتي من حين إلى آخر في المقر الصيفي لكازينو بديعة في البر الغربي من نهر النيل، مكان فندق شيراتون القاهرة الآن، ليتفق مع بعض الراقصات والمونولوجستات، للمشاركة في حفلات بالأقاليم، فقررن أن يذهبن إليه، عله يلحقهن بواحدة من هذه الفرق، مقابل نصيب من أجرهن:

- لكن أنتوا اتأخرتوا أوي... إحنا في شهر سبتمبر دلوقت... يعني كلها شهر والصيف يخلص.

= مش مهم يا أستاذ... شهر شهر... زي بعضه أصل الحالة صعبة أوي... وزي ما أنت عارف بقالنا تلات أشهر سايبين الشغل من عند الست بديعة.

- مش القصد... أنا قصدي أن كل الفرق اختارت الناس اللي بتشتغل معاها من أول الصيف... ومافيش محل فاضي دلوقت.

* أعمل معروف يا أستاذ عبده... أي حاجة ربنا يخليك.

- أنا عارف موهبتك يا نعيمة... بس أنا والله في حيرة مش عارف أعملكم إيه.

* يعني مافيش فايدة... عموما كتر خيرك يا أستاذ عبده... إحنا متشكرين يا أستاذ عبده... فوتناك بعافيه يا أستاذ عبده.

- استنوا استنوا... أنا جاتلي فكرة.

* الحقنا بيها ربنا يفتح في وشك أبواب التياتروهات والكباريهات

- إحنا ليه ندور على فرقة تشتغلوا فيها... أنتم بتقدموا ألعاب البهلوانات وأكروبات.

= أيوا طبعاً... دي لعبتنا.

- وأنت يا نعيمة... تعملي رقصة الكلاكيت... وترقصي وتغني شوية مونولوجات... وبكدا تبقى الفرقة كاملة.

* تقصد إيه يا أستاذ عبده؟

- أقصد أنكم أنتم تعملوا فرقة لوحدكم... ولكم عليا أنزلكم في كازينو في رأس البر الفترة اللي فاضلة من الصيف.

* هي دي الفكرة يا أستاذ عبده... أنت بتتريق علينا... كتر خيرك.

- إيه وحشه؟

* مش القصد بس فرقة إزاي وإحنا حتى ماعناش أجرة السفر لراس البر... وبعدين الفرقة دي مش عايزة آلاتية... ولا هانعزف المزيكا ببقنا.

- مالكمش دعوة بأي حاجة... أنا متكفل بكل شيء... السفر والأكل والشرب والنوم... وكمان الفرقة الموسيقية...

* بجد يا أستاذ عبده... ربنا يخليك يا أستاذ عبده... ربنا ما يحرمناش منك يا أستاذ عبده... كتر خيرك يا أستاذ عبده.

- وعلشان تبقوا مطمنين نصيبي من الإيراد هايكون زيي زيكم... أنتم الربع وأنا التلات اربع.

* زيك زينا... وإحنا الربع وأنت التلات أربع... بس أنت كدا هاتظلم نفسك يا أستاذ عبده.

- هاهاها... زي بعضه علشان خاطرك يا نعيمة... وبعدين ماتنسيش أجرة الآلاتية وأكلكم وشربكم ونومكم، و...

* موافقين... موافقين يا أستاذ عبده.

- كده... عال أوي... خلاص أنتوا تتفضلوا دلوقتي تروحوا وتجهزوا نفسكم وشنطكم... وأنا هاتفق مع الآلاتية... ونتقابل في محطة مصر الساعة خمسة الصبح... ورزقي وزرقكم على الله.

في الخامسة من صباح اليوم التالي، كأنت «فرقة البهلوانات» الجديدة تقف على رصيف الوجه البحري في محطة مصر. لم تمر لحظات إلا والتحق بهن متعهد الحفلات عبد الحميد الديب، وبصحبته مجموعة من الموسيقيين ومعهم آلاتهم الموسيقية، متجهين إلى المنصورة، ومنها إلى رأس البر.

لم تمض ساعات على وصول «فرقة البهلوانات» إلى «رأس البر» مصيف الطبقة الأرستقراطية في ذلك الوقت، إلا وكان عبد الحميد الديب قد اتفق بالفعل مع «كازينو ليالي الأندلس» الذي يقع في منطقة «الجربي» التي يتصل فيها البحر المتوسط مع نهر النيل، حيث اعتاد التعامل معه، على أن تقدم «فرقة البهلوانات» فقرة ثابتة فيه يومياً، على أن تبدأ في اليوم التالي لوصولهن. هنا جاء وقت الاختبار الحقيقي، ليس لنعيمة، لكن لما اختارت له الأم اسم «فرقة البهلوانات»... فهل تنجح الفرقة الجديدة في إثبات وجودها، أم ستنتهي قبل أن تولد؟

هاجر حمدي

ارتبطت هاجر حمدي، أو فتحية السيد أحمد النجار، بكازينو بديعة منذ بداياتها، حيث بقيت ضمن صفوف الكومبارس لفترة قصيرة، انطلقت بعدها بسرعة إلى القمة، بعد أن ساقتها الأقدار إلى البداية، عندما اختارها زميلها السابق في {كازينو بديعة} المطرب فريد الأطرش لتشارك معه بدور صغير في فيلم {أحلام الشباب} عام 1942، غير أن وجهها لم يصبح مألوفا لمشاهدي السينما إلا في عام 1943، عندما أزاح عنه الستار المخرج أحمد كامل مرسي، الذي كان يستعد لإخراج فيلم {بنت الشيخ}. وكان سيناريو الفيلم يرتكز على بطلتين، وليس واحدة، فتاة أولى تؤدي دور سندريلا، وأخرى لعوب جميلة. اختار مرسي للدور الأول أمينة نور الدين، وللثاني هاجر حمدي، التي كان دورها يتطلب مجهوداً شاقاً ومواهب خاصة، فهي حسناء ذات دلال وكبرياء وشخصية طاغية، ليلمع بعده وجهها واسمها، ما جعل السينما تنتبه إليها، فشاركت في الكثير من الأفلام بأدوار قدمت خلالها دورها الحقيقي في الحياة كراقصة.

 غير أن السينما المصرية في بدايتها لم تجتهد كثيراً لتقديم صورة عادلة {للراقصة}، فقد صوَّرتها إما سارقة الأزواج أو {خرابة للبيوت}. وعلى أفضل تقدير، قدمتها كشريكة لزعيم العصابة، التي توقع بالأبرياء في حبائلها، لكن هاجر حمدي استطاعت أن تحطم تلك الصورة، باعتبارها صاحبة خلفية أدبية كبيرة، وقارئة لأغلب كبار الكتاب، ومتحدثة بارعة تجيد إبراز ما قرأت واستوعبت، علاوة على أن تفكيرها مرتب جداً ومنطقها قوي دونما افتعال، فقبلها الجمهور وارتبط بها، وزاد حجم تواجدها خلال السينما، وبعد أن كان عدداً محدوداً من المشاهد، لتصبح عنصراً فاعلاً في أحداث الفيلم، بل تطور وجودها في السينما إلى الأدوار الثانية، لدرجة أنها خلال هذا العام 1947، عرضت عليها خمسة أفلام، ما بين دور راقصة، ومشاركة فاعلة في الأحداث، وأدوار ثانية، قبلتها جميعاً، وهي {الكل يغني}، {صباح الخير}، {أبو حلموس}، {غدر وعذاب}، و{الهانم}.

البقية في الحلقة المقبلة