رمز الكوميديا وعملاق المسرح في هوليوود الخليج والوطن العربي (3) ...عبدالحسين عبدالرضا: «من سبق لبق» نجحت لنوعها المرغوب شعبياً

نشر في 20-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 20-06-2015 | 00:01
في الحلقة الثالثة من الأضواء حول أيقونة ورمز الكوميديا في هوليوود الخليج الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، نركز على مشاركته في المرحلة الثانية في مسيرة {فرقة المسرح العربي}، لا سيما في كتابة مسرحياتها وكانت باكورتها {اغنم زمانك}، والمصاعب التي واجهته واتجاهه نحو المسرح الكوميدي، فضلا عن علاقته بالمخرج حسين الصالح، وبالفنان القدير سعد الفرج.
حول نص «اغنم زمانك» يقول بوعدنان: «كان على المسرح العربي، كمسرح أهلي، أن يقدم عملاً أو اثنين في الموسم الواحد، وبعد مرور ستة أشهر من عرض مسرحية {عشت وشفت} التي كتبها الأخ والزميل سعد الفرج، اقترحت فكرتي، رغم أن الكتابة للمسرح ليست سهلة، فشرعت بكتابة {اغنم زمانك}، من إخراج حسين الصالح الدوسري، وشارك في بطولتها إلى جانبي خالد النفيسي وسعاد عبدالله وعائشة إبراهيم».

وأضاف عبدالرضا: «شعرت بأن الموضوع مبتور، وثمة مشهد هابط، فالمسرح أحداثه تصاعدية، وقلت للمخرج حسين الصالح: «ألا تشعر بأن (القفلة) غير مناسبة، فوافقني، عندها عكست الفصل الثالث ليصبح الثاني ختام المسرحية، إضافة إلى تغيير بعض الجمل الحوارية، وأثناء تقديم العرض كنا نضحك لأننا نعرف تماماً الموقف، مع ذلك كان الجمهور متجاوباً معنا».

حسين الصالح

زمالة المخرج حسين الصالح الدوسري بعبدالحسين في «فرقة المسرح العربي» تعود إلى فترة  التأسيس، وكان بدوره مشاركاً في باكورة أعمال الفرقة {صقر قريش}، ومن الأساسيين فيها، في هذا الصدد يقول عبدالرضا: {كان المخرج حسين الصالح الأقرب إلى الأستاذ زكي طليمات، الذي رأى فيه بوادر المخرج القائد، خصوصاً أن الصالح تدرب على يديه، وتشرب منه أساسيات مهنة الإخراج، وامتلك ناصيتها، وهذا ما لاحظه أيضاً مدير الحركة في ذلك الوقت الأستاذ محمد صادق، وقد ظل حسين الصالح، بعد ذلك، يتولى إخراج الأعمال المسرحية التي تقدمها «فرقة المسرح العربي» بنجاح، واستمر في مهمة الإخراج المسرحي، وبعدها تولى مهام إخراج مسلسلات تلفزيونية، فأخرج مسلسلين من بطولتي هما «درس خصوصي» و{عتاوية الفريج»، والحقيقة لقد أبدع في ذلك}.

ويتابع: {يمتاز الفنان حسين الصالح بطبعه الهادئ، ومن وجهة نظري هو مخرج مسرحي متميز وجيد أكثر من كونه مخرجاً تلفزيونياً، ويرجع ذلك ربما إلى اختلاف التكنيك، ولكن في زمن بدايات التلفزيون كان متميزاً ومنافساً قوياً للمخرجين العرب الموجودين آنذاك، أمثال: حمدي فريد، محمد عباس، نزار شرابي، كمال أبو العلا ورمضان خليفة، وتبقى ميزة حسين الصالح بينهم في امتلاكه الحس المحلي، وقدرته على إبراز هذا الجانب أكثر من غيره».

يضيف: «تذكرني أعمال حسين الصالح، وأسلوب عمله بفرقة نجيب الريحاني المصرية، كنا مجموعة متآلفة متجانسة متحابة، نكوّن معاً فريق عمل يكمل بعضه الآخر، فتارة أكون بطلاً للعمل، وأخرى أكون في أدوار مساندة، ولكن الكل اعتاد، منذ البداية، أن أكون أساسياً، ويبقى حسين الصالح المخرج وسيد العمل وقائده، يفرض رؤيته الإخراجية التي يراها من دون اعتراض، ويلتزم فريق العمل بتوجيهاته وملاحظاته، مع ما يبديه من مرونة، وترك مساحة حرية للممثل للإضافة والإبداع في بعض المواقع، ولو بشكل محدود، وعلى هذا النهج، قدمنا مع بعضنا البعض الأعمال الفنية والمسرحية والتلفزيونية التي يتابعها الجمهور بإعجاب إلى يومنا هذا.

«من سبق لبق»

بعد العملين الناجحين «24 ساعة» من إعداد جعفر المؤمن و{حط حيلهم بينهم» من إعداد سعد الفرج، وهما من إخراج حسين الصالح لـ {فرقة المسرح العربي»، إذ كان الإقبال على مشاهدتهما منقطع النظير، وشارك في بطولتهما عبدالرضا، عاد الأخير إلى الكتابة من خلال مسرحية {من سبق لبق} وتصدى لإخراجها حسين الصالح،  وشارك عبدالرضا في البطولة إلى جانب: خالد النفيسي، مريم الغضبان، عائشة إبراهيم، أميمة المصري، صالح حمد (امبيريج)، علي البريكي، فؤاد الشطي، وعبدالمجيد قاسم (عوعو)، عرضت على مسرح كيفان (19 -29 أبريل 1969)، ثم في صالة الحمراء في دمشق لليلة واحدة (19 مايو 1969) وحققت نجاحاً كبيراً.

المسرحية عبارة عن كوميديا هادفة تتمحور حول مشكلة الحماة {أم الزهور} التي تسيطر على ابنتها وتعمل على هدم البيوت السعيدة، وهي نموذج للمرأة التي سيطر عليها حب المال، وراحت تعاكس أزواج ابنتها لكي تطلقها وتأخذ منهم مؤخر الصداق.

في ندوة نقدية لعمله {من سبق لبق}، يعزو عبدالرضا نجاح المسرحية إلى كونها من اللون المرغوب فيه شعبياً، إضافة إلى جودة الإخراج والتمثيل، لافتاً إلى {أننا نعرف ما يريده الجمهور وما يفضله من مسرحيات، فنقدمها إليه وننجح في عروضنا، ويؤكد لنا ذلك أن أعمالنا كلها كانت ناجحة، وقدمنا فيها شيئاً ذا قيمة، ثم نضيف في كل عمل نقدمه عدداً جديداً من رواد المسرح، وهذا برأيي عظيم أن نجعل الناس يحبون المسرح ويقبلون عليه}.

حول ابتعاد الفرقة عن الأعمال التراجيدية، أشار عبدالرضا، في الندوة نفسها، إلى أن {الموازنة المرصودة لنا تتحكم بنا، فندفع إيجار مقر المسرح ثلاثة آلاف دينار سنوياً، وألفي دينار رواتب ومصروفات يومية، وكان يصرف على العمل وقتذاك أكثر من ألف دينار، فماذا يتبقى لنا من رصيد المسرح؟، لذا قدمنا أعمالاً كوميدية يقبل عليها الجمهور، والشباك هو الأمل الوحيد لبقاء الفرقة تمثل وتقدم مسرحيات، وهو الذي يغطي مصاريفها ومكافآت الأعضاء}.

كذلك يعلق عبدالرضا على موضوع النصوص، بقوله: «في الكويت نعاني من قلتها، ويعاني الممثل من عدم جودة النص، وقلة الكتّاب المسرحيين المتفرغين».

من أقواله

• المسرح كان دخيلاً على العالم العربي، لأنه فن جديد، غير أن المصريين، بحكم ثقافتهم القريبة من الدول الغربية والبعثات الخارجية، اهتموا به وأسسوا معاهد فنية، لذا كانوا، بالنسبة إلى الخليج والدول العربية، الوجهة الأساسية لهذا الفن والزاد في النصوص والأساتذة.

• الكويت أكثر دولة بالخليج تكسر القيود التي تفرض على حرية الفنان والمسرح، لأن الفنان الكويتي صادق ومؤمن بفنه ورسالته، ونأمل أن تزول هذه القيود نهائياً لأن الرقابة على الحرية يجب أن تكون ذاتية.

• أنصح الفنانين المسرحيين بالصبر والتحمل وعدم استعجال الشهرة التي أصبحت سهلة في هذا الزمن، بينما كنا في الماضي نحفر على الصخر لننال وميضها، وكان اهتمامنا بتأسيس الفنان منذ الصغر أكبر بكثير مقارنة باليوم، نظراً لوجود المسرح المدرسي والفرق الموسيقية والكشفية.

• ساهمت مجموعة من الأعلام في نهضة التلفزيون والمسرح في الكويت، من بينهم الرائد المسرحي المصري زكي طليمات، فضلاً عن مجموعة من مواطنيه الفنانين مثل أحمد عبدالحليم، أما في التلفزيون فكان المخرج حمدي فريد، المرشد والموجه، لأنه كان كاتباً وممثلاً في آن.

• أتمنى أن تعود الكويت إلى مكانتها كسابق عهدها في المجالات كافة، وألا تقف عند ذلك بل تتعداه إلى الأفضل فهي صاحبة الريادة في المنطقة، وكان يضرب فيها المثل في مجالات عدة كالتجارة والفن والأدب والثقافة والرياضة.

سعد الفرج

يقول الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا عن الفنان القدير سعد الفرج: «هو أخي ورفيق دربي، جمعتنا شراكة متميزة استمرت سنوات طويلة، شكلنا خلالها أشهر ثنائي عرفته الساحة الفنية والخليجية مسرحياً وتلفزيونياً، قطعنا شوطاً طويلاً منذ البدايات الأولى مع زكي طليمات و»فرقة المسرح العربي» في مرحلة اللغة العربية الفصحى، ثم المرحلة الثانية الكامنة في تقديم أعمال باللهجة الكويتية، وبعدها مرحلة الشراكة بتأسيس المسرح الخاص باسم «فرقة المسرح الوطني»، وكنا نلتقي في المكتب، نتبادل الأفكار ونتناقش حولها لنتفق على إطار معين، ونبدأ في تطوير ما توصلنا إليه لننتج عملاً مسرحياً يرضي طموحنا، وقدمنا معاً باكورة أعمالنا {بني صامت} و{ضحية بيت العز} ثم {على هامان يا فرعون}، وحققنا من خلالها الكثير من النجاح}.

يتابع: {سعد الفرج فنان حتى النخاع، ملتزم ومخلص في عمله، وجل همه الصالح العام، بعيداً عن الأنانية، وهذه الصفة نادراً ما توجد في الوسط الفني، وهو من الفنانين الذين يفسحون  في المجال للفنان أمامهم بأن ينطلق ويتجلى، وعلى الصعيد الإنساني هو أكثر من رائع ويتمتع بخلق راق، حتى وقت العمل عندما تكون لديه ملاحظة حول أمر لا يقولها على الملأ، إنما يبديها بينه وبين الشخص من دون أن يحرجه وبأسلوب فيه كثير من الدبلوماسية، لأنه إنسان حساس، وهذا الأمر يحقق التوازن بيننا في العمل، فهو يمتلك سعة صدر ويحتمل الأمور بصبر ويبدي ملاحظاته بهدوء، في حين أنني عصبي وصريح وأبدي ملاحظاتي أمام الجميع}.

يضيف: {بعد الانتهاء من مسلسل {الأقدار}، فضلت تقديم أعمال منفردة، لخلق روح تنافس بيننا، كون ذلك سيصب في مصلحتنا والساحة الفنية، فأسست بمفردي {مركز الفنون} وكانت باكورة أعماله {عزوبي السالمية»، ثم «باي باي لندن» و{فرسان المناخ»، في حين اتجه الفرج للعمل مع عبدالأمير التركي مقدماً «دقت الساعة» و{ممثل الشعب} و{حامي الديار} و{حرم سعادة الوزير}.

عبدالحسين عبدالرضا: للرجيب فضل على الحركة المسرحية

رمز الكوميديا وعملاق المسرح في هوليوود الخليج والوطن العربي (2)

back to top