عوّل مرصد «الفتاوى التكفيرية والآراء المُتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية»، على هزائم جماعة «الإخوان» فكرياً وميدانياً، في احتمالية قيام الجماعة التي عُرِفت سابقاً بقدرتها على الحشد وتنظيم الصفوف، بمراجعات فكرية، عن كل العنف والتطرف الفكري الذي صدر عنها ومنها، خلال الفترة الماضية، وتحديداً منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، في يوليو 2013.

Ad

التطورات الميدانية المتلاحقة، كشفت مدى هزيمة «الإخوان» ميدانياً بسبب الرفض الشعبي لهم والقبضة الأمنية التي تحد من خطورتهم، فضلا عن انشطار الجماعة وانقسامها بين دعاة عنف وراغبي تهدئة، في حين رجح خبراء عدم قيام الجماعة بتلك المراجعات، لأنها ترفض الاعتراف بالتورط في تلك الأعمال الإرهابية، خشية أن تقع تحت طائلة القانون.

المرصد الذي دشنته دار الإفتاء، شدد في بيان له السبت الماضي، على عدد من الضوابط الحاكمة للمراجعات، بينها التأكيد على أنها تمثل إعمالاً للشرع والقانون لا إهمالاً لهما، وأن تكون تلك المراجعات ظاهرة مجتمعية تصب في عافية المجتمع وارتقائه ونهوضه، ولا تقف عند حدود التبرير والاعتذار.

القيادي الإخواني المنشق، مختار نوح، اعتبر المناخ العام في الدولة وجماعة «الإخوان» لا يسمح بقيام أية جهة بهذه المراجعات، وتمنى في تصريحات لـ«الجريدة» أن تشمل دعوة القيام بالمراجعات الفكرية كل مؤسسات الدولة بما فيها دار الإفتاء ذاتها والجامع الأزهر، واختتم حديثه قائلاً: «متى توفرت الشجاعة ستقدم الجماعة وأجهزة الدولة على المراجعات الفكرية المطلوبة، فالشجاعة عدوى إذا وقعت تفشَّت في المجتمع».   

الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي، حسام الحداد، ترجم ما قاله الإخواني المنشق مختار نوح، حيث استبعد قيام «الإخوان» بتلك المراجعات، لأسباب منها أن المراجعات تتطلب نسف تراث مؤسس الجماعة حسن البنا، ومنظرها الروحي سيد قطب، كما أن الجماعة تفتقد القائد والمُنظر الذي يتمتع بقدرات تنظيرية تسمح له بتقديم مثل هذه المراجعات، وإقناع شباب الإخوان.

وتابع في تصريحات لـ«الجريدة» أن «بيان دار الإفتاء يفتح الباب مُوارباً أمام الجماعة للقيام بتلك المراجعات لوقف العنف في الشارع وتهدئة الأوضاع في سيناء».

مدير مركز «الإسلام السياسي» للدراسات، مصطفى حمزة، قال إن الرغبة المُلحة للقيادات التاريخية للجماعة في الحفاظ على مصالحهم الخاصة، ستدفعهم إلى استخدام «المراجعات» كمناورة مع النظام للعودة، وقال لـ«الجريدة» إن «مراجعات الإخوان ستكون تهدئة تمهيداً لعودتهم لما كانوا عليه»، موضحاً أن الجماعة قدمت أول مراجعة فكرية غير علنية، حينما أصدر المرشد العام للجماعة حسن الهضيبي، كتاب «دعاة لا قضاة» وتبرأ فيه من التنظيم السري، الذي ظل موجودا ويعمل سرا.