صانع Wolf Totem يصادق {نجومه} البريّين!

نشر في 27-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 27-09-2015 | 00:01
أقام المخرج جان جاك أنود صداقة وطيدة مع ذئب منغولي اسمه {كلاودي} خلال إنتاج فيلمه الأخير Wolf Totem.
وكان هذا المخرج الفرنسي قد عمل سابقاً مع الدببة في فيلم The Bear في عام 1989، ومع النمور في الفيلم الدرامي Two Brothers في عام 2004. هو يقول إن الوضع كان غريباً جداً. كان {كلاودي} قائد القطيع ونجم الفيلم وقد قابله أنود حين كان واحداً من جراء الذئاب التي درّبها أندرو سمبسون الذي يعمل أيضاً مع الكلاب والضباع والثعالب.
يقول أنود: {حين زرتُ القطيع بعد مرور سنة، جاء الذئب إلي فوراً. ظنَّ الجميع أنه فعل ذلك لأنني كنت أترأس قطيعي الخاص}.
ترشّح فيلم Wolf Totem الصيني لجائزة أوسكار عن فئة الأفلام الأجنبية وهو يرتكز على سيرة ذاتية بقلم جيانغ رونغ ويتمحور حول طالب شاب من بكين (فنغ شاو فنغ) يتم إرساله مع زميله إلى منغوليا الداخلية خلال الثورة الثقافية في عام 1967 لمساعدة البدو والصينيين الذين ينتمون إلى جماعة {هان} الإثنية بعد توافدهم إلى المنطقة. لكن سرعان ما ينبهر بعدو البدو الطبيعي (أي الذئاب المتجولة) وينتهي به الأمر بتربية جرو ذئب سراً.

صُوّر الفيلم في وولاغي، في منغوليا الداخلية، وقد صدر في وقت سابق من هذه السنة في الصين حيث حصد أكثر من 110 ملايين دولار.

شرح سمبسون في إحدى المقابلات أن الذئاب {يمكن أن تقيم علاقات وطيدة مع البشر شرط أن يربّوها بنفسهم. ولسبب معين، كان الذئب {كلاودي}، بطل الفيلم، منبهراً على نحو غريب بجان جاك أنود}.

حتى أن أنود اضطر إلى ارتداء ملابس معينة لمقابلة {كلاودي} يومياً: {كان يجب أن تفتقر ملابسي إلى الجيوب لأنه يمزقها. وكان يجب أن أقفل سحاب معطفي حتى عنقي كي لا يقبلني باستمرار. لذا كان يستطيع تقبيل أنفي وخدّي ولا يقلّ ذلك عن عشر دقائق}.

أضاف سمبسون: {يستمر هذا الوضع إلى أن تتوتر شريكة {كلاودي} التي يسميها أنود {الإمبراطورة}، فتسحب سروالي وكأنها تقول لنا أن نتوقف وتدعونا للعودة إلى العمل. أصرّ أنود على استعمال ذئاب حقيقية بدل الكائنات المنشأة بالحاسوب لأننا لن ندخل إلى روح الذئب إذا لم يكن طبيعياً بل إلى روح خبير الحاسوب. في هذه الحالة، يكون كل شيء مستوحى من ثقافة ذلك الخبير، وقد يكون متأثراً مثلاً بنوع تقليدي من ألعاب الفيديو أو برسوم متحركة قديمة فيها حيوانات تتصرف مثل البشر. لكن يشمل هذا الفيلم كائنات حقيقية}.

يقول أنود إن الفيلم كله يشمل نحو 20 لقطة محوسبة فقط: {استُعملت تقنية الصور المنشأة بالحاسوب حين كان الوضع يطرح خطراً على الحيوانات. كذلك حذفتُ المشاهد غير الضرورية مثل وجود المدرّبين في الموقع}.

درّب سمبسون المقيم في كندا الحيوانات التي تشارك في الأفلام طوال عقدين، وكان يدرب الذئاب تحديداً في معظم الأوقات، لكن اتخذ عمله طابعاً جدياً في آخر 10 سنوات.

حذر شديد

يقول إن الناس يخطئون حين يعتبرون الذئاب خطيرة جداً ويفترضون أنها تتوق إلى مهاجمة البشر: {في الواقع، هي تتصرف بحذر شديد مع البشر وتتجنب التفاعل معهم قدر الإمكان}.

قد يصعب تدريب الذئاب للعمل في الأفلام بحسب رأي سبمسون: {الذئب حذر ويقظ جداً بطبيعته. إذا لم يثق بمن حوله، سيبتعد بكل بساطة. لذا لا بد من تخصيص وقت طويل لبناء علاقة وثيقة مع الذئب كي يشعر بنسبة كافية من الأمان للعمل أمام الكاميرا}.

قال أنود إن جدول الفيلم كان يتوقف على وضع الذئاب: {الأمر أشبه بالتصوير مع الأطفال، ما يعني ضرورة التحلي بالصبر. يجب أن ننتظر. يمكن أن أطلب من المدرب أن يحضّر الذئاب وينتظر إشارة معينة وينظّم مشهداً بطريقة تضمن أن يعطي الذئب التعبير المطلوب، وهو التعبير الصادق الذي ينبع من القلب. لا يمكن أن نصور إلا لقطة واحدة، لذا يجب أن نكون مستعدين وقد نضطر أحياناً إلى انتظار اليوم كله}.

تطلّب فيلم Wolf Totem التزاماً من أنود طوال سبع سنوات والتزاماً من سمبسون و12 مدرباً من مساعديه لثلاث سنوات.

كتب سمبسون: {بناءً على الأبحاث التي أجريتُها في الصين، وجدتُ حدائق حيوانات فيها أكثر كائنات اجتماعية يمكن مقابلتها، ثم ربّيناها لإنتاج الجراء التي تظهر في الفيلم. أعدنا أربعة من الذئاب الأصلية في بداية زيارتي للصين لأنها لم تكن مناسبة للفيلم. لقد عادت في عمرٍ يسمح بدمجها مجدداً في حديقة الحيوانات}.

قال أنود إنّ أكثر ما كان يهمّهم هو راحة الذئاب وسعادتها، وقد بنوا لها {فنادق أربع أو خمس نجوم}. ما كان يمكن نقل الحيوانات أيضاً لأكثر من ساعة في الشاحنات وإلا كانت ستشعر بالإجهاد.

أصعب مشهد

اعترف سمبسون بأن أصعب مشهد كان يشمل تسعة ذئاب وهي تطارد الأحصنة: «أمضينا وقتاً طويلاً ونحن نُعرّف الذئاب إلى الأحصنة. لا يمكن أن تصبح أصدقاء وما كنت لأتركها وحدها من دون إشراف مدرّب. لكن توصلت الأحصنة والذئاب إلى تفاهم متبادل عما يجب فعله».

قال سمبسون إن الذئاب أحبت العمل: {اعتبرته وظيفة وكانت تصعد إلى الشاحنة بكل سرور كي تبدأ المغامرة كل يوم. يجب ألا ننسى أننا كنا نصطحبها إلى سهول شاسعة وجبال وأنهار}.

اليوم، يعيش 16 ذئباً من الذئاب التي شاركت في الفيلم مع سمبسون في كندا.

قال أنود: {لقد بنى لها مزرعة. في أحد الأيام، قالت له زوجتي التي تتولى الإشراف على السيناريو إنه يتعامل مع الذئاب وكأنها أولاده}.

back to top