حتى لو تقبَّل الفنان نقداً أو ملاحظة من زميل له فإن الجمهور، أو ما يعرف اليوم بنوادي المعجبين، لا يرحم أي شخص يحاول التطاول على فنانه، فتكون حينها مواقع التواصل الاجتماعي المنبر الأول والأسهل للردود المضادة، التي تتنوع بين مقبولة حيناً ومرفوضة حيناً آخر، حين تتخطّى الحدود لتصل إلى درجة الشتائم والتجريح.

Ad

جمهور نجوى كرم خير دليل على هذه الظاهرة، فحروبه العشوائية باتت معروفة ولم ترحم أحداً، حتى من انتقد نجمته لمصلحتها لا للتقليل من أهميتها كان له نصيب من الردود القاسية.

ما زالت المشادة الكلامية بين نجوى كرم ومعين شريف ترخي بثقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فجمهور كرم لم يستوعب بعد كيف يجرؤ معين شريف على إعطاء رأيه بفنانته المفضلة، وكأنها كاملة لا تخطئ، وها هو  يستمر يومياً في هجومه على شريف مشدداً على ضرورة عدم المساس بكرم كونها، حسب رأيه، الوجه المشرّف للأغنية اللبنانية وصاحبة الصوت الجبلي الأصيل ومن أعمدة الفن اللبناني.

ليس غريباً أن تصدر من الجمهور ردة الفعل هذه، خصوصاً أن كرم نفسها لم تتقبل النقد، وحمّست الناس من خلال ردّها القاسي على شريف الذي لم يصدر منه أي تجريح بشخصها أو بأرشيفها الفنّي، بل انتقد أغنيتها {بوسة قبل النوم} التي أصدرتها منذ أشهر معتبراً أن كرم أصبحت في سن لا تتناسب مع أدائها أغنية من هذا النوع، إلا أن كرم لم تتقبل حتى فكرة توجيه ملاحظة إليها، فغردت  على «تويتر»: {ماذا حدث مع معين، لست متفاجئة فلو كنت أذكى من ذلك لكانت موهبتك وضعتك بمكان أفضل}. أمام هذا الواقع أطلق جمهور نجوى كرم هاشتاغ  #نجوى _كرم_جبينك_عالي_ ما_بينطال  للدفاع عن محبوبته، ومن أبرز التعلقيات التي انتشرت على مواقع التواصل:{سخافة أفعَال البَعض لا تَتطلب سِوى التصفيق بِبطء وابتِسامة سُخريَة، إنت عندك محبين من كل الأجيال والأعمار ليش؟ لأنك ذكية باختياراتك يروحوا يتعلموا منك!، انت كبيرة ورح تبقي كبيرة، كلامهم مردود عليهم... رح تبقي شمس مضوية الساحة الفنية، منبرك قاهر قلوب كتار... بيحكو تيطلعلون بصيص ضو من وهجك... كبيرة وبتضلّك كبيرة، يا عيب الشوم عليهن عيونن عنك ما نزاحوا ولما شافوا نجاحك صرخو يا قلبي والضلوع اللي بصدرن صاحوا}....

حروب جمهور نجوى

ليست هذه الحرب الأولى لجمهور نجوى كرم ضد زملاء لها في الساحة الفنية، فالجميع يذكر الهجوم الذي شنته أحلام أثناء عرض برنامج {أراب غوت تالنت} الذي تشارك فيه كرم كعضو لجنة تحكيم، فكانت الفقرة الغنائية للمشتركة ياسمينا كافية لاستنفار  معجبي كرم والبدء بحرب {تويترية} على أحلام،  بعدما نشرت تغريدة اعتبرت فيها أن صوت ياسمينا مستعار مستغربة إشادة كرم بها.

اعتبر جمهور نجوى أن أحلام افتعلت هذه الحرب لإحداث ضجة إعلامية، مؤكداً أنها سقطت في نظر الناس، وأن نجوى حافظت على مكانتها، ولم ترد على كل الانتقادات، وداعياً أحلام إلى ترك الناس في حالهم.

أما أحلام فكانت تغريداتها قاسية على منتقديها وساخرة، فكتبت: {يا عمري يا جمهور نجوى لِسَّه سهرانين يسبوني بس لأني قلت صوت وحدة من المشتركات ما عجبني، صحيح جمهور ولا أروع الله يوفقكم بصراحه ههه}، وأضافت: {أقول لهدرجة رأيي يعمل زلازل وحتى وأنا في بيتنا}.

كذلك يذكر الجميع الانتقادات التي تعرضت لها أغنية {يا يما} لكرم بعد طرحها في الأسواق منذ سنتين، حتى إن نقاداً متخصصين في الكلمات والألحان وجدوا أنها لا تليق بها، إضافة إلى إحدى العبارات التي تحمل إيحاءات جنسية، يومها نشر المخرج ناصر فقيه، على غرار كثر من الناس، ما يشبه النكتة حول هذه الأغنية عبر حسابه الرسمي على تويتر.

ما هي إلا دقائق حتى انتفض جمهور نجوى وشن حرباً على المخرج  معتبراً أن ما قاله يدل على مستوى انحطاط وسخافة وسطحية، بل هاجم معجبو كرم نجمتين لبنانيتين من دون تسميتهما يومها، وقالوا إن {فنانتهم ليست حقل تسلية لأحد، بل هي محترمة وليست كباقي النجمات اللواتي دخلن الفن بـ{الشراشف} والركوب على الأحصنة وغسل الغسيل في وضعيات مقززة للنظر} (قصدوا إليسا ونانسي عجرم).

كذلك فتح جمهور كرم النار على الموزع هادي شرارة بعد إطلالته الإعلامية مع عادل كرم في برنامجه {هيدا حكي}، واعتبر أن مجرد تساؤل شرارة عن معنى لقب {شمس الأغنية اللبنانية} إهانة بحدّ ذاتها لكرم، فوصف شرارة بأنه يعيش على الأطلال وعلى أغانيه القديمة التي وزعها، ولم يقدم أي جديد أو أغنية ضاربة في الآونة الأخيرة، وأن هجومه لا يستحق أن ترد عليه نجوى، لأن لكل مقام مقالاً ولأن الشجرة المثمرة ترشق بالحجارة دائماً، ولأن نجاح نجوى يزعج أصحاب النفوس المريضة.

معين يرفض الاعتذار

أكد معين شريف في مقابلة صحافية له أنه غير نادم على ما قاله بحق نجوى كرم. وذكر: {لا يمكن أن أقول شيئاً ثم أندم عليه. ربما لأنني نبهّتُ كثيراً ولم يسمع أحد، وقعت في الخطأ. لذلك وجدتُ نفسي مضطراً إلى قول ما يفترض أن يقال. نجوى كرم زميلة، ولها تاريخها الكبير، ونحن نحترم هذا التاريخ، ولذلك لا يجوز أن تكرر الخطأ. ثمة عمر معيّن يجب أن ينتبه الإنسان إلى أنه وصل إليه، وأن يختار مواضيع تناسبه}.