«مارياتشي» تصوغ الفرح وتحتضنه على مسرح عبدالرضا

نشر في 19-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 19-09-2015 | 00:01
No Image Caption
قدمت أشهر أغنيات ورقصات تراثها المكسيكي الإنساني الجميل
عزفت فرقة «مارياتشي» على أنغام فلكلور نغمات التراث المكسيكي الأصيل، في ليلة مفعمة بالفرح والمتعة.

أحيت فرقة "مارياتشي" المكسيكية ليلة عبقة من تراثها الأصيل أمس الأول على مسرح عبدالحسين عبدالرضا بالسالمية، بالتعاون بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وسفارة لمكسيك لدى الكويت.

في البداية، تحدث رئيس الفرقة موجهاً شكره إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والأمين العام م. علي اليوحة والأمين العام المساعد لقطاع الفنون محمد العسعوسي، على إتاحة الفرصة لهم للالتقاء بالجمهور الكويتي.

وقال، إن الفرقة تقدم موسيقى مارياتشي التي تتميز بنغماتها المختلفة، "وعدد الأعضاء عشرة، كل واحد منهم يجيد العزف على الآلات الموسيقية".

قدمت فرقة "مارياتشي" العديد من الرقصات المتنوعة، التي اعتمد فيها الراقصون على التحريك المكثف لأقدامهم مع القفز على خشبة المسرح، ومن بين هذه الرقصات "زاباتيادو" و"سون" و"جارابي" و"القبعة المكسيكية" وهي من أشهر الرقصات الشعبية عالمياً.

كما تخلل الليلة فقرات من الغناء الجماعي لأعضاء الفرقة على ألحان الآلات الوترية لتعزف موسيقى المارياتشي الشعبية التي اشتهرت بها منطقة وسط المكسيك منذ القرن التاسع عشر.

وأدى مطرب الفرقة منفرداً بعض أشعار الفلكلور المكسيكي، ويعتز أفراد فرق "مارياتشي" اعتزازاً كبيراً بنوعية الغناء الذي يؤدونه وهم يعتبرونه إرثاً فنياً رفيعاً ورثوه عن أجدادهم، ولهم فيه نوابغهم وأفذاذهم الذين أجادوا هذا الفن وبرعوا فيه وأخلصوا له على امتداد الأجيال.

وتميز أعضاء الفرقة من الرجال بارتداء الأزياء التقليدية والقبعات الكبيرة والأحذية الجلدية، إذ تضاهي أحذيتهم أحذية رعاة البقر الأميركيين، والإكسسورات والأحزمة المرصعة بالنقود المعدنية الفضية والمذهبة، في حين ارتدت عضوات الفرقة الفساتين الملونة ذات النقوش المزركشة.

يذكر أن من عادة أهل المكسيك الجميلة أن يصطحب العاشق المغرم إلى منزل محبوبته فرقة من "مارياتشي" وتسمى هذه العادة عندهم "سيريناتا"، وهي لحن يعزف ليلا لاستعطاف المحبوب والتغني بجماله ومحاسنه، وخصاله ومحامده، وتقف فرقة "مارياتشي" وإلى جانبها المحب قبالة منزل محبوبته فى ساعة متأخرة من الليل، وتبدأ الفرقة في الغناء والطرب معبرة عن مشاعر الحب التي يشعر بها العاشق الولهان نحو حبيبته في أنغام رائعة ومؤثرة تحطم سكون الليل وخلوته.

فإذا قامت الفتاة وأوقدت نور الغرفة وأطلت من شرفة منزلها فمعنى ذلك أنها قبلته وتبادله نفس مشاعر الحب، ومن ثم يمكن لهذا الشاب أن يأتي إلى منزلها متى يشاء ليطلب يدها من ذويها رسمياً، وإذا لم يضاء النور، ولم تطل المحبوبة من غرفتها فمعنى ذلك أنها غير راضية بحبه والزواج منه، عندئذ يطلب الشاب من "مارياتشي" الانسحاب بعد أن يدفع لهم أجرهم، ثم يعود هو منكسر الخاطر، شارد البال، حزينا متحسراً يجر أذيال الخيبة والفشل، وما زالت هذه العادة قائمة ومنتشرة فى مختلف المدن والقرى المكسيكية حتى الآن.

وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) عام 2011 موسيقى "مارياتشي" على قائمة التراث الثقافي المعنوي للمنظمة التي تعنى بالمحافظة على تراث العالم.

وسلمت "يونسكو" السلطات المكسيكية في ولاية "خاليسكو" وثيقة المصادقة الرسمية التي تعترف فيها بموسيقى وغناء فرق "مارياتشي" المكسيكية الشهيرة كتراث غير مادي للإنسانية جمعاء.

back to top