شهدت منطقة عسير أمس هجوماً انتحارياً هو الأكبر الذي يستهدف الأمن السعودي منذ سنوات، ما أسفر عن مقتل 12 من قوات الطوارئ الخاصة المكلفة بمهام رئيسية في مكافحة الإرهاب.

Ad

في أعقاب سلسلة هجمات استهدفت خصوصاً الشيعة والأجانب وقوات الأمن، قتل 15 شخصاً بينهم 12 رجل أمن أمس في تفجير انتحاري استهدف مسجداً تابعاً لقوات الطوارئ السعودية، وهي قوات خاصة من مهامها الرئيسية مكافحة الإرهاب، في منطقة عسير بجنوب غرب المملكة، بحسبما أعلنت وزارة الداخلية.

والهجوم هو الأكبر الذي يستهدف قوات الأمن منذ سنوات في المملكة، التي تشارك في الحرب على تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، الذي سبق وشن هجمات مماثلة في السعودية.

وقال المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن تفجيراً وقع أثناء أداء منسوبي قوات الطوارئ الخاصة الصلاة في مسجد داخل مقر هذه القوات في عسير.

وبحسب المتحدث، أسفر التفجير عن «استشهاد عشرة من منسوبي القوات إضافة إلى ثلاثة من العاملين في الموقع وإصابة تسعة آخرين»، مشيراً إلى أن ثلاثة من الجرحى «إصاباتهم بالغة».

وأفاد المتحدث بأنه عثر في المكان على أشلاء بشرية يعتقد أنها «ناتجة عن تفجير بأحزمة ناسفة»، مشيراً إلى أن «الحادث لا يزال محل متابعة الجهات الأمنية المختصة».

وكان التلفزيون السعودي الرسمي أشار في وقت سابق إلى أن التفجير وقع في أبها، عاصمة عسير، مشيراً إلى أن مركز قوات الطوارئ يضم طلاباً متدربين.

كما بث التلفزيون صوراً لأمير منطقة عسير متفقداً الجرحى في المستشفى.

تحرك سعودي

وضاعفت السلطات السعودية، التي تشارك في الحرب على التنظيم المتطرف في العراق وسورية وتقود تحالفاً ضد المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن المجاور، في الأشهر الأخيرة عمليات الدهم والاعتقال التي تستهدف المتطرفين المشتبه بتحضيرهم لهجمات تهدف إلى تأجيج التوترات الطائفية.

وخلال يومي جمعة متتاليين في شهر مايو قتل 25 شخصاً في تفجيرين في مسجدين شيعيين في المنطقة الشرقية أثارا، وخصوصاً الأول الذي كان الأكثر دموية في المملكة منذ موجة تفجيرات القاعدة بين 2003 و2006، صدمة في البلاد.

وفي 18 يوليو، أعلنت السلطات السعودية تفكيك شبكة خلايا مرتبطة بتنظيم «داعش» وأوقفت 431 مشتبهاً به، غالبيتهم من السعوديين في عمليات أمنية أوقعت 37 قتيلاً بين رجال أمن ومدنيين بالإضافة إلى مقتل ستة «إرهابيين».

وقبل ذلك بيومين، انفجرت سيارة مفخخة في الرياض عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة ما أدى إلى مقتل سائقها وجرح شرطيين.

وفي 14 يوليو، قتل مشتبه به مطلوب من قبل السلطات السعودية فجر الثلاثاء في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن، بحسبما أفادت به وزارة الداخلية.

وكان رجل مشتبه بارتباطه بتنظيم «داعش» قتل في الرابع من يوليو في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن في الطائف غداة تمكنه من الفرار من عملية دهم نفذتها قوات الأمن وأسفرت عن مقتل أحد رجالها واعتقال ثلاثة مشتبه بهم.

تضامن كويتي

وبعث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ببرقية إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عبر فيها سموه عن استنكار دولة الكويت وادانتها الشديدة لعملية التفجير الإرهابية، مؤكداً وقوف الكويت وتعاطفها مع السعودية الشقيقة وتأييدها لكل الإجراءات التي تتخذها للتصدي لهذه الأعمال الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلد الشقيق ومجدداً موقف الكويت الثابت في رفض الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وسعيها مع المجتمع الدولي إلى تعزيز كافة الجهود الرامية للقضاء عليه وتجفيف منابعه. كما ضمّنها سموه خالص التعازي وصادق المواساة بضحايا هذا الحادث الإجرامي الجبان الذي يتنافى مع الدين الإسلامي الحنيف وكافة الشرائع والقيم الإنسانية سائلاً سموه المولى تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية، وأن يحفظ المملكة العربية السعودية من كل سوء ومكروه.

استنكار وتعزية

وبينما بعث سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد ببرقية تعزية مماثلة ضمنها سموه خالص التعازي وصادق المواساة بضحايا التفجير الارهابي، وكذلك بعث سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء ببرقية مماثلة، أعربت وزارة الخارجية عن إدانة الكويت واستنكارها الشديدين للحادث الإرهابي .

وقال مصدر مسؤول في الوزارة، في تصريح، ان «هذه الجريمة البشعة التي تأتي استمراراً لمسلسل الإرهاب البغيض الذي يسعى خائباً إلى النيل من أمن وأمان دول الخليج والمنطقة سيكون مآله وبفضل وعي وتكاتف الشعوب الخليجية الفشل والاندحار».

(الرياض، الكويت، القاهرة - أ ف ب، كونا، د ب أ)