ثلاثة قتلى وتسعة جرحى باطلاق نار في عيادة لتنظيم الأسرة بكولورادو
قُتِلَ ثلاثة أشخاص بينهم شرطي وأُصيب تسعة آخرون برصاص مسلح أطلق النار الجمعة داخل عيادة لتنظيم الأسرة في ولاية كولورادو (غرب الولايات المتحدة) في هجوم استمر ساعات عدة وانتهى باعتقاله، كما أفادت السلطات.
وقال جون ساذرز رئيس بلدية كولورادو سبرينغز حيث وقع الحادث الذي استمر خمس ساعات، أن إطلاق النار أسفر عن 12 جريحاً بينهم ثلاثة توفوا متأثرين بجروحهم، أحدهم شرطي، في حين لا يزال الجرحى الباقون وبينهم خمسة شرطيين، في المستشفى وحالهم بحسب الشرطة "هي في الوقت الراهن جيدة".ووجه رئيس بلدية المدينة الواقعة جنوب دنفر وثاني كبرى مدن الولايات تحية إلى قوات الأمن على نجاحها في اعتقال مطلق النار والحؤول بالتالي دون سفك مزيد من الدماء، مشيراً إلى أن السلطات لا تزال تجهل الدافع الحقيقي للمهاجم.وقال "أود أن أقول لأقارب الضحايا أن ما جرى مروع، إنها مأساة مروعة وقعت في كولورادو سبرينغز".وأضاف "لقد فقدنا مدنيين اثنين ونبكي خسارة شرطي شجاع جداً".من جهتها، قالت جامعة كولورادو سبرينغز في بيان أن الشرطي القتيل يدعى غاريت سواسي ويبلغ من العمر 44 عاماً.ولم تكشف السلطات عن اسم مطلق النار، إلا أن قنوات التلفزة أظهرت قوات الأمن وهي تقتاد رجلاً مكبل اليدين وممتلئ الجسم يرتدي تي-شيرت بيضاء وبنطالاً عسكرياً وشعره قصير.إجلاء تحت الثلجوبحسب كاترين بوكلاي المتحدثة باسم شرطة المدينة فإن قوات الأمن ما زالت تتحقق مما إذا كان المسلح زرع متفجرات في المبنى، مشيرة إلى أن عناصر من الشرطة الفدرالية "اف بي اي" وهيئة مراقبة الأسلحة "ايه تي اف" يشاركون في عملية تمشيط المبنى.وكانت المتحدثة باسم الشرطة أعلنت أن المسلح جلب معه إلى المركز "أجهزة"، في تلميح إلى إمكانية أن يكون أحضر معه متفجرات إضافة إلى البندقية التي أطلق منها النيران.واستمر تبادل اطلاق النار بين المسلح والشرطة ساعات عدة وقد بثت قنوات التلفزة الأميركية مشاهد لأشخاص يتم اجلاؤهم على عجل تحت الثلج وسط برد قارس من دون أن يكونوا مرتدين معاطف وبعضهم يبكي. وطيلة الساعات الخمس التي استغرقها الحادث فرضت قوات الأمن طوقاً أمنياً في محيط العيادة وأمرت أصحاب المتاجر القريبة بوصد أبوابهم وملازمة متاجرهم مع زبائنهم.وقال قوان هوانغ وهو مالك صالون لتقليم الأظافر قرب العيادة عبر شبكة "سي ان ان" أنه خرج من متجره بعدما رأى "عدداً هائلاً من سيارات الشرطة وهي تصل إلى مقربة من مصرف".وأضاف في تصريح لشبكة "سي ان ان" الإخبارية "ظننت أن الأمر يتعلق بعملية سطو ولكن ما أن خرجت حتى سمعت ثلاث طلقات نارية، لقد أمرني عناصر الشرطة بالمغادرة والعودة إلى متجري ووصد ابوابه".إرهاب داخليولم يكن بامكان الشرطة ولا السلطات المسؤولة عن مراكز تنظيم الأسرة تأكيد ما إذا كان المركز الصحي هو المستهدف بهذا الهجوم.وفي الولايات المتحدة تعتبر عيادات تنظيم الأسرة المراكز الرئيسية التي تُعنى بتقديم الرعاية الصحية للسيدات في مجال الفحوص الوقائية ووسائل منع الحمل، إضافة إلى اجرائها عمليات اجهاض طوعية.ولهذه الأسباب غالباً ما تكون هذه العيادات هدفاً لتظاهرات أو حتى لهجمات يشنها معارضو الاجهاض في الولايات المتحدة.ومؤخراً كانت الهيئة المسؤولة عن هذه العيادات مدار جدل في الولايات المتحدة إثر بث تسجيلات فيديو تدعو للاعتقاد بأنها متورطة في عمليات بيع خلايا جنينية.كذلك فإن مجلس النواب الأميركي الذي يهيمن عليه الجمهوريون حاول مراراً خلال التصويت على الموازنة قطع التمويل الحكومي عن هذه الهيئة.وإثر هجوم الجمعة قالت المتحدثة باسم الهيئة فيكي كوارت في بيان "لا نعرف بشكل كامل ظروف ودوافع هذه الجريمة ولا نعرف إذا كان هدف الهجوم هو تنظيم الأسرة".ونددت المتحدثة بـ "متطرفين مناهضين للاجهاض يخلقون جواً ساماً من شأنه أن يذكي الإرهاب الداخلي".