استهدف طيران التحالف العربي في اليمن، أمس، قيادات حوثية تختبئ في أحد كهوف الميليشيات المتمردة بجبال صعدة، وأسفرت الغارة الجوية عن مقتل قياديين، في وقت حققت القوات الحكومية المزيد من المكاسب بريف صنعاء، فيما استمر مسلسل الاغتيالات في عدن، بمقتل قيادي بارز في المقاومة الشعبية.

Ad

في ضربة نوعية للميليشيات المتمردة باليمن، قتل قياديان من جماعة «أنصار الله» الحوثية في غارة جوية لطيران التحالف العربي استهدفت مخبأ للميليشيات المتمردة في جبال صعدة - شمال اليمن، ليل الأربعاء ـ الخميس.

وأفادت مصادر في قيادة التحالف، الذي تقوده السعودية، بأن القصف أسفر عن مقتل مسؤول التوعية في صعدة أحمد البعران، وهو أحد القيادات الحوثية البارزة، وعبدالرب مشحم، المقرَّب من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.

وأوضح أن الغارة استهدفت أحد الكهوف في منطقة بني معاذ في محافظة صعدة، معقل المتمردين، بعد ورود معلومات استخباراتية، بوجود القيادات داخل الكهف.

ووصف مراقبون العملية، بأنها «نوعية»، وتأتي في ظل تقدم المقاومة الشعبية والجيش الوطني في منطقة حرض، التي تربط بين الحديدة وصعدة.

معركة صنعاء

في غضون ذلك، تمكنت القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي من إحراز تقدم على إحدى جبهات القتال باتجاه شرقي العاصمة (صنعاء).

وأفادت مصادر بتقدم القوات الحكومية باتجاه منطقة بني حشيش شرقي صنعاء، إثر اشتباكات مسلحة مع المتمردين الحوثيين وميليشيات علي عبدالله صالح.

ويأتي هذا التطور، بعد ساعات من استعادة القوات الشرعية السيطرة على 3 تلال جبلية في مديرية نهم بريف صنعاء، في تطور لافت على صعيد مجريات المعركة الرامية إلى تحرير اليمن من الميليشيات المتمردة.

انتقام واشتباكات

في المقابل، كثف الحوثيون قصفهم الصاروخي والمدفعي على الأحياء السكنية والمنشآت الطبية في تعز، حيث قصفوا مستشفى الثورة العام وسط المدينة بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية، الأمر الذي تسبب في وقف كامل للمنظومة الصحية.

وتجددت الاشتباكات بين قوات الشرعية والمتمردين في بلدة القبيطة، إثر محاولة الميليشيات التقدم.

وفي محافظة لحج، قتل 7 من المتمردين في اشتباكات مع المقاومة بمديرية القبيطة شمال المحافظة.

وفي محافظة مأرب، استمرت الاشتباكات المتقطعة على مشارف مركز مديرية صرواح وجبال هيلان بغطاء جوي.

وتمكنت «الشرعية» من التقدم نحو جبال هيلان، التي تتمركز فيها الميليشيات.

اغتيالات عدن

من جهة أخرى، اغتال مسلحون مجهولون القيادي البارز في المقاومة الجنوبية المؤيدة للحكومة أحمد الإدريسي، وأربعة أشخاص كانوا برفقته في حي المنصورة شمالي عدن، فيما نجا قائد المنطقة العسكرية الرابعة أحمد اليافعي من تفجير استهدف موكبه، وسط العاصمة المؤقتة للبلاد، وأدى إلى مقتل أحد مرافقيه.

وفي واقعة منفصلة، اختطف مسلحون عميدا في جامعة عدن، بعد يومين من اقتحام مسلحين لحرم الجامعة، ومطالبة الطالبات والطلاب بعدم الاختلاط أثناء المحاضرات.

وقال عميد كلية الآداب محمد عبدالهادي إن العاملين أغلقوا الجامعة، احتجاجا على اختطاف عميد كلية الهندسة صالح مبارك، وطالبوا الحكومة ببذل المزيد من الجهد لتعزيز الأمن.

وقرر مجلس جامعة إيقاف الدراسة في جميع كليات، حتى إشعار آخر على خلفية الحادث.

وتشهد عدن، ثاني كبرى مدن اليمن، وضعا أمنيا هشا وتناميا لنفوذ جماعات مسلحة، بينها جهاديون، منذ استعادت قوات هادي بدعم من التحالف كامل السيطرة عليها في يوليو من المتمردين.

وتسعى حكومة اليمنية جاهدة لفرض سلطتها على المناطق الجنوبية، حيث تواجه تنظيم «القاعدة» وفرعا جديدا لتنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ «داعش».

ميليشيات قتل

إلى ذلك، شن أحمد عبيد بن دغر، النائب الأول لرئيس حزب «المؤتمر الشعبي»، هجوماً لاذعاً على الرئيس السابق وزعيم الحزب، علي صالح، متهماً إياه بتحويل الحزب إلى ميليشيات.

وقال بن دغر في مقابلة مع قناة العربية «الحدث» إن «صالح عمل على تحويل المؤتمر إلى ميليشيات يحارب بها الشعب اليمني»، ودعاه إلى «ترك المؤتمر فوراً».

وأكد أن الكثير من أعضاء «المؤتمر» يرفضون بقاء صالح في الحزب، مضيفاً: «ثلثي فروع حزب المؤتمر في المحافظات لا تؤيده».

وتابع بن دغر، وهو وزير سابق في حكومة صالح: «لا يمكن تحقيق السلام، في ظل بقاء قوات تخضع لأوامر صالح، وهو يقاتل تعز، التي تحوَّلت إلى ستالين غراد يمنية».

تفاوض وعقوبات

سياسياً، صرح مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، السفير خالد اليماني، بأن التحضيرات متواصلة، لعقد الجولة المقبلة من المشاورات بين الحكومة الشرعية من جهة، والمتمردين الحوثيين وحليفهم صالح من جهة أخرى.

وقال اليماني، في تصريحات إنه لم يتم تحديد مكان عقد جولة المشاورات، مضيفا: «نحضر للجولة المقبلة، لكننا طلبنا من المبعوث الخاص (إسماعيل ولد الشيخ) إلزام الحوثيين بموضوع المعتقلين، وفك الحصار عن تعز، باعتبارهما من إجراءات بناء الثقة».

ورجح اليماني أن يتم وضع المزيد من الانقلابيين ضمن قوائم العقوبات، باعتبارهم مخترقين للقانون الإنساني الدولي، على خلفية حصار تعز.