مع تصاعد التوتر بين السعودية وإيران أخيرا على خلفية «فاجعة منى»، سجل تصاعد في وتيرة التراشق بين «حزب الله» وتيار «المستقبل».

Ad

واتهم حزب الله «تيار المستقبل» ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بالانقلاب على «تسوية التعيينات». ورد السنيورة بالقول إن «حزب الله كأنه ينظر الى المرآة، عندما يرى ما يقوم به يرده الى الآخرين، بينما هو الذي يرتكب هذه الأفعال».

وخلال جولة له في صيدا، قال السنيورة إن «هناك جمودا في جملة الحوارات التي تتم بين تيار المستقبل وما بين حزب الله، ولكن نحن مازلنا مقرين ومعتقدين اعتقادا جازماً بأن علينا أن نستمر في التواصل».

بدوره، شدد عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني على أن «رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مع التسوية الشاملة في ملف الترقيات العسكرية»، مشيرا الى «ضرورة التوافق على الحل في مجلس الوزراء، ما يحتم التطرق الى آلية عمل الحكومة وبتها بشكل نهائي».

وقال إن «تمرير بند التعيينات في مجلس الوزراء لا يحتاج الى أكثر من النصف زائد واحد»، لافتا إلى «ضرورة الاحتكام للدستور»، ومتهما «التيار الوطني الحر» «بعرقلة الحلول المطروحة».

في المقابل، اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين أن «النظام السعودي مسؤول عن إعاقة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان»، معتبرا أن «هذا النظام يريد فرض رئيس على قياس مصالحه ورغباته».

جرعات إضافية

في موازاة ذلك، تتجه الأنظار اليوم إلى «ثلاثية» الحوار المنوي انعقاده بدءا من يوم غد، ويستمر ثلاثة أيام. وقالت مصادر متابعة إن «الجديد الذي يشغل اهتمامات الأوساط الداخلية يتمثل في جرعات إضافية من التصعيد السياسي الذي تتعدد اتجاهاته، منذرة أولا بتهديد جلسات الحوار وعبره بطبيعة الحال الواقع الحكومي الذي بات مرتبطا بإمكانات الخروج بتفاهم على آلية عمل مجلس الوزراء أو عدم التوصل اليه.

وأضافت المصادر أن «الاستحقاق الآخر هذا الأسبوع سيتمحور على قدرة الحكومة على الشروع في إنهاء أزمة النفايات تبعا للتوجيهات الحازمة التي اتخذها رئيس الحكومة تمام سلام في اجتماع السرايا مساء الجمعة الماضي، وهو الأمر الذي يفترض أن تقف كل القوى المشاركة في الحكومة، الى جانب تنفيذ الخطة من دون أي لبس».

إلى ذلك، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن «الرئيس سلام سيدعو الى جلسة للحكومة بعد جلسات الحوار المتتالية، مشيرا الى أن سلام يقوم باتصالات مكثفة لتذليل العقبات بالتشاور مع الرئيس نبيه بري».

العسكريون المخطوفون

في سياق آخر، أعاد أهالي العسكريين المخطوفين لدى «النصرة» و»داعش» إلى الواجهة مجددا، وقطعوا أمس شارع المصارف في بيروت، احتجاجا على الإهمال في حل في ملف أبنائهم، ثم وصلوا إلى طريق المطار القديم وقطعوه بالإطارات المشتعلة، معتبرين أنها «وقفة رمزية»، وداعين إلى التجمع الأحد المقبل في ساحة رياض الصلح لتحريك الملف.

وبعد تسجيل الموقف، أعاد الأهالي فتح طريق المطار من الجهات كافة، مع وعد بإعادة إقفالها إن لم تتحرك الدولة في ملف أبنائهم.

وأكد الأهالي أن «خلية الأزمة لا تبذل جهدا حيال ملف أبنائنا، وسنقوم بالتصعيد»، وتابعوا: «لا خبر عن أبنائنا لدى داعش منذ 8 أشهر، والحكومة اللبنانية لا تتصل بنا لانشغالها بملف الحراك الشعبي الذي نؤيده، لكن ملف العسكريين يمثل الشعب اللبناني بأسره، ولا يجوز أن تغطي ملفات أخرى عليه».

وأمل الأهالي من الشعب اللبناني أن «يقف معنا، وآن الأوان أن يكون هذا الملف أولوية»، مطالبين الجهات الخاطفة بإرسال تسجيلات تثبت أن أولادهم بخير.

وكان مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم تواصل مع الأهالي لفتح طريق المطار، نظرا لحيوية المكان، في حين سُجل بعض التذمر من مواطنين، وسط ترحيب وتأييد من آخرين.