يدلي البرتغاليون الاحد باصواتهم في انتخابات تشريعية ستكون نتيجتها بمثابة حكم على اربع سنوات من التقشف وتشهد منافسة بين ائتلاف وسط اليمين المنتهية ولايته والذي يتصدر استطلاعات الرأي، والمعارضة الاشتراكية.

Ad

ويبدو ان الناخبين على استعداد لابقاء الائتلاف الحكومي الذي اخرج البلاد من الهوة المالية لقاء سياسة تقشف قاسية، ولكن بدون منحه اكثرية مطلقة جديدة.

وقال المتقاعد دومنيغوس بيرا (71 عاما) لدى خروجه من مكتب اقتراع في احد احياء لشبونة "صوت لمن هم في الحكم. الوضع اليوم في البلاد افضل قليلا".

في المقابل، قال مانويل اوغوستو (75 عاما) الذي صوت للاشتراكيين في حي شعبي بالعاصمة "لن يتغير شيء في اي حال".

وحتى ظهر الاحد، بلغت نسبة المشاركة 20,65 في المئة لتكون شبه متساوية في التوقيت نفسه مع نظيرتها في انتخابات 2011 التشريعية (20,01 في المئة) التي شهدت مقاطعة قياسية بلغت 41,97 في المئة.

وبحسب اخر استطلاعات الراي، فان الائتلاف الحاكم منذ 2011 بزعامة رئيس الوزراء بيدرو باسوس كويلو، حصل على 37,5% من نوايا التصويت، في مقابل 32,5% للحزب الاشتراكي الذي يرأسه انطونيو كوستا، رئيس بلدية لشبونة السابق.

وقال كويلو بالانكليزية امام صحافيين اجانب بعدما ادلى بصوته في ضاحية ماساما الشعبية بلشبونة "انا هادىء جدا في انتظار حكم الشعب".

واضاف "شهدنا اوقاتا قاسية جدا في الاعوام الاربعة الاخيرة مع تضحيات كثيرة. اثق بالعمل الذي قمت به".

وتصاعد التأييد للتحالف بين الحزب الاجتماعي-الديموقراطي (وسط يمين) والحزب الشعبي (يمين) فاجأ الاشتراكيين الذين يتصدرون استطلاعات الرأي منذ خريف 2012، وهو امر لم يكن واردا قبل اشهر قليلة.

وقال الخبير السياسي انطونيو كوستا بينتو لوكالة فرانس برس ان "اليمين استعاد جزءا من اصوات ناخبي الوسط وتمكن من ايصال الرسالة التي تفيد بأن عودة الاشتراكيين الى الحكم ستقود البلاد الى الافلاس، كما حصل في 2011".

وكان بيدرو باسوس كويلو (51 عاما)، الوسطي الليبرالي الذي انتخب في  /يونيو 2011، تسلم زمام الحكم في البلاد فيما كانت على شفير التعثر في سداد مستحقاتها.

وكان سلفه الاشتراكي خوسيه سوكراتس طلب مساعدة قيمتها 78 مليار يورو من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي.

وعلقت السبعينية انا ايزابيل افونسو "لو ابقينا الاشتراكيين لكنا ذهبنا مباشرة الى الافلاس".

وفي  /مايو 2014 تحررت البلاد من وصاية ترويكا الدائنين (الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الاوروبي) من دون ان تطلب تمديد القرض، وهو ما يشكل ورقة قوية يتسلح بها باسوس كويلو.

وتشهد البلاد اليوم بعد سياسة تقشف غير مسبوقة تضمنت زيادات في الضرائب واقتطاعات من الرواتب، انتعاشا اقتصاديا ولو انه لا يزال ضعيفا، فيما تتراجع نسبة البطالة.

وحرص المرشح الاشتراكي انطونيو كوستا (54 عاما) على ان ينأى بنفسه من الارث الثقيل التي تركه خوسيه سوكراتيس، فقدم برنامجا اقتصاديا معتدلا واعدا بتفادي اي اسراف في الانفاق العام.

ولدى خروجه من مكتب اقتراع قرب لشبونة بدا واثقا وقال ان "البرتغاليين يريدون تغيير الحكومة والسياسة وفتح صفحة امل جديدة".

لكن متاعب سوكراتس القضائية التي اسهبت وسائل الاعلام في الحديث عنها، القت بثقلها على حملة الحزب الاشتراكي. فبعد توقيفه على ذمة التحقيق في قضايا فساد وتبييض اموال في /نوفمبر 2014، وضع في الاقامة الجبرية مطلع  / سبتمبر.

وسمح لرئيس الوزراء السابق بان يقترع في لشبونة وقال مبتسما ان "البلاد تتخذ اليوم قرارات مهمة".

كذلك يفترض ان تفيد الازمة اليونانية التي تابعها البرتغاليون عن كثب، تحالف اليمين الذي لم يتردد في تشبيه الحزب الاشتراكي البرتغالي بحزب سيريزا.

لكن اليمين غير متأكد من الفوز بتفويض واضح يمكنه من ممارسة الحكم. وفي غياب حلفاء محتملين، فان حكومة اقلية يمينية في حال قيامها ستواجه برلمانا تهيمن عليه اغلبية يسارية ولو منقسمة.

وقد يعمد انطونيو كوستا المعروف بمهاراته التفاوضية الى تشكيل جبهة مشتركة مع الحزب الشيوعي والكتلة اليسارية، الحزب الشقيق لسيريزا، اللذين يؤمنان بالاجمال 16 الى 18% من الاصوات، وذلك على الرغم من الخلافات العقائدية.

ودعي اكثر من 9,6 ملايين ناخب الى التصويت حتى الساعة 19,00 (18,00 ت غ). ويتوقع ان تصدر التقديرات الاولى بعد ساعة من ذلك.