رفعت تركيا السبت حظر تجول استمر تسعة ايام عن مدينة جيزره بجنوب الشرق واعيد فتح الطرق اليها لتكشف عن دمار هائل تعرضت له المدينة خلال عملية عسكرية واسعة استهدفت المتمردين الاكراد.

Ad

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس العديد من المباني المدمرة واخرى نخرها الرصاص خلال حظر التجول الذي فرض في 4 ايلول/سبتمبر.

وسمح للسكان بدخول المدينة والخروج منها مع بقاء حواجز التفتيش التي اقامها الجيش، بحسب المراسل الذي دخل المدينة بعد رفع الحظر في الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0400 تغ).

وقالت الحكومة ان فرض حظر التجول كان ضروريا لعملية عسكرية "لمكافحة الارهاب" في المدينة ضد عناصر يشتبه بانهم من حزب العمال الكردستاني المحظور.

غير ان حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للقضية الكردية قال ان 21 مدنيا قتلوا خلال حظر التجول الذي حرم الاهالي من وسائل الحياة الضرورة وتسبب بنقص في المواد الغذائية.

ولا تزال خدمة الهاتف والانترنت ضعيفة إلى حد كبير فيما خرج المواطنون للمرة الاولى لمعاينة حجم الاضرار.

وشوهد العديد من الاشخاص يدخلون المدينة، غالبيتهم للاطمئنان على الاهالي، لكن قلة غادروا.

وقال محمد غولر المسؤول المحلي "اطفالنا كانوا يرتعدون من الخوف. لقد أثر الوضع على نفسيتهم".

وخلال حظر التجول لم يسمح لمن هم من خارج المدينة بالدخول فيما وصف نشطاء اكراد الوضع "بالحصار" الذي يشبه ما تفرضه اسرائيل على قطاع غزة.

وقال غولر "لا يوجد ماء ولا كهرباء ومؤننا تنفد" مضيفا ان حتى الآذان توقف خلال حظر التجول.

ولا تزال اثار المعارك ظاهرة في جيزره حيث تنتشر الحواجز والسواتر في الشوارع التي يتناثر فيها الرصاص الفارغ وهياكل السيارات المحترقة.

غير ان تواجد الشرطة لم يعد ظاهرا، بحسب مراسل فرانس برس.

واثار حظر التجول في جيزره ومنع الناس من التنقل بحرية خارج منازلهم لاكثر من اسبوع، قلقا دوليا.

واعرب مفوض مجلس اوروبا لحقوق الانسان نيلز مويزنيكس السبت عن خشيته ازاء "المعلومات المقلقة جدا" من جيزره مطالبا بالسماح بدخول مراقبين مستقلين الى المدينة.

والعملية في جيزره، البالغ عدد سكانها 120 الف نسمة والواقعة على الحدود مع سوريا وقرب العراق، كانت جزءا رئيسيا من حملة الحكومة لشل حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا وشمال العراق والتي بدأت في اواخر تموز/يوليو دون أي مؤشر على التراجع.

وقال وزير الداخلية سلامي التينوك الخميس ان ما يصل الى 32 من عناصر حزب العمال الكردستاني قتلوا في جيزره مضيفا ان مدنيا واحد قتل في الاشتباكات.

غير ان حزب الشعوب الديموقراطي تحدى الحكومة ان تثبت ما اذا قتل عنصر واحد من العمال الكردستاني في جيزره متهما الجيش باطلاق النار على المدنيين.

وقال محمود غور الذي يعمل بوابا في احد المباني "كنا 10 اشخاص في منزلنا. اطلقوا النار على اي رأس يخرج من المبنى. لم يسألوا ان كنا بشرا".

وقال الطالب هسيم كلكان ان حظر التجول تسبب "بكراهية ومرارة" وتحدث عن ورود اخبار عن اضطرار الاهالي لوضع جثامين اطفال في الثلاجات لعدم السماح لهم بدفنهم.

ولا تزال العديد من الشوارع تحمل آثار دماء وقال نشطاء ان ذلك دليل على حجم اراقة الدماء اثناء حظر التجول.

وتفقد الاهالي المباني التي تحولت الى ركام خلال العملية والمتاجر التي نسفت واجهاتها.

ومع تصاعد التوتر بين الاهالي والسلطات اقالت وزارة الداخلية ليلى ايمرت الرئيس المشارك لبلدية جيزره، بسبب تصريحات لقناة فايس نيوز الاميركية.

وفتح المدعون تحقيقا بحق ايمرت البالغة من العمر 28 عاما، بعد اتهامات "بالدعاية لمنظمة ارهابية" و"التحريض على التمرد".

وجاءت العملية في جيزره في فترة دقيقة في تركيا قبيل انتخابات مبكرة في 1 تشرين الثاني/نوفمبر سيسعى فيها حزب الرئيس رجب طيب اردوغان الحاكم الى الاستحواذ على الاصوات التي حصل عليها حزب الشعوب الديموقراطي من اجل استعادة الغالبية المطلقة.