ستكون المنافسة على لقب الموسم الحالي للدوري الإيطالي لكرة القدم متاحة للعديد من الأندية، حيث

Ad

لا يبدو يوفنتوس البطل في أفضل حالاته، وكذلك الوصيف روما، كم أن قطبَي ميلانو لم يظهرا الشخصية المطلوبة للظفر باللقب.

يبدو أن الموسم الحالي من الدوري الايطالي لكرة القدم سيشهد منافسة مفتوحة على مصراعيها للظفر باللقب، حيث لا يظهر علو كعب اي فريق مرشح على آخر، بعد انقضاء 6 مراحل من عمر المسابقة.

وتمكن فيورنتينا من اعتلاء الصدارة منفردا، بعد ان تغلب على انترميلان امس الاول برباعية مقابل هدف، في مباراة تألق خلالها المهاجم كالينيتش الذي احرز ثلاثية في مرمى حارس المرمى سمير هاندانوفيتش، تحت أنظار جماهير النيراتزوري على ملعب "جيوسيبي مياتزا".

ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع سقوط الانتر على ارضه بهذه النتيجة، حيث كان الفريق تحت قيادة المدرب الشهير روبيرتو مانشيني حقق بداية واعدة جداً بفوزه في المباريات الخمس الاولى، الا ان مواجهة "الفيولا" كانت اختباراً حقيقياً لكتيبة مانشيني، التي فشلت بدورها في تأكيد علو كعب "النيراتزوري" هذا الموسم.

وعليه، لا يبدو ان انتر ميلان فعلا يتفوق بشكل كبير على باقي المنافسين هذا الموسم لحصد اللقب، فعلى الرغم من البداية التي حققها الفريق، الا ان الانتر يفتقر إلى التجانس، اذ ان معظم لاعبيه من الوافدين الجدد الى "الكالتشيو"، ومن المؤكد انهم بحاجة لخوض مزيد من اللقاءات للوقوف على مستوى الفريق بشكل دقيق.

الأمر الايجابي، فيما يخص حظوظ الانتر هذا الموسم، ان الفريق لن يخوض اي منافسات خارج ايطاليا، حيث لا يشارك الانتر في البطولات الاوروبية نظرا لحصوله على المركز الثامن الموسم الماضي، لذلك سيكون من المريح جدا لمانشيني خوض منافسات بطولة الدوري الايطالي وكأس ايطاليا دون عبء المشاركات الاوروبية.

يوفنتوس مخيب للآمال

من جانبه، يبدو يوفنتوس في وضعية حرجة للغاية، حيث يحقق الفريق أسوأ بداية له منذ سنوات عدة، فبعد مرور 6 مراحل، حصد يوفنتوس خمس نقاط فقط، بعد ان خسر في ثلاث مواجهات وتعادل في اثنتين وحقق انتصارا وحيدا، ورغم تواجد عدد كبير من نجوم اللعبة في صفوف "السيدة العجوز"، وعلى رأسهم بول بوغبا الذي تهافتت الاندية الكبرى في اوروبا للتعاقد معه وبلغت قيمته أكثر من 80 مليون يورو، وكذلك المهاجم الاسباني موراتا والارجنتيني الواعد ديبالا والقائد بوفون، فضلاً عن المدافعين كيليني وبارزالي، الا ان يوفنتوس فقد هويته على ارض الملعب وافتقر الى الشخصية التي كان يمتلكها الموسم الماضي بعد رحيل المخضرم الارجنتيني تيفيز والايطالي بيرلو.

ومن الواضح ان المدرب أليغري لم يجد الطريقة المناسبة لمواصلة العروض القوية التي قدمها في الموسم الماضي، ولا يبدو ان المهاجمين ماندزوكيتش وموراتا قادران على تعويض رحيل تيفيز، وكذلك بوغبا الذي بدا تائها وغير قادر على حمل عبء الرقم 10، وقيادة خط وسط الفريق كما كان يفعل بيرلو خلال السنوات الماضية التي حصد خلالها يوفنتوس لقب الدوري اربعة مواسم متتالية.

وعلى الرغم من ذلك، سيكون من المؤكد ان فريق "السيدة العجوز" لن يبقى على هذه الحال، فعناصر الفريق أفضل بكثير من عناصر باقي الأندية المنافسة، لذلك سيكون اليغري وكتيبته مطالبين بتعجيل استعادة نغمة الانتصارات قبل فوات الأوان وابتعاد الاندية المنافسة في أعلى جدول الترتيب.

روما يتخبط

من جهته، لا يبدو روما الذي اعتاد على مركز الوصيف خلف يوفنتوس، في أفضل حالاته، وذلك بعد ان فرط الفريق في سبع نقاط كانت في المتناول، اذ بدأ الفريق مشواره في الموسم الجديد بتعادل مخيب للآمال امام فيرونا قبل ان يهزم يوفنتوس وفروسينوني، ثم يعود مجددا للاكتفاء بالتعادل مع ساسوولو، وبعد ذلك يتلقى هزيمة امام سمبدوريا، الا انه حقق انتصارا كبيرا على كاربي المتواضع بخماسية مقابل هدف، وبذلك حصد روما 11 نقطة واحتل المركز السادس بعد مرور 6 جولات.

ومن المؤكد ان فريق المدرب الفرنسي غارسيا يعاني ضعف خط الدفاع، فبعد اصابة المدافع البرازيلي كاستان اضطر غارسيا الى اشراك دانيللي دي روسي في مركز قلب الدفاع بدلا من مركزه الطبيعي في خط الوسط، وكذلك لا يبدو ان الفريق يمتلك ظهيراً ايمن على قدر الطموحات، فالبرازيلي مايكون بدا مرهقا وغير قادر على لعب اي مباراة بتركيز عالٍ، ولا يملك الفريق على الدكة من يستطيع ان يسد هذه الثغرة سوى اليوناني توروسيدس، والذي لا يجيد التغطية الدفاعية، كما ان الفريق لا يمتلك رأس حربة صريحاً باستثناء البوسني دزيكو، الذي تعرض لاصابة ستبعده شهراً على اقل تقدير، لذلك من المؤكد ان الفريق سيعاني وسيكون من الصعب عليه تحقيق الانتصارات، خاصة في ظل مشاركته في بطولة دوري ابطال اوروبا.

ميلان متواضع

من جانبه، يبدو اي سي ميلان غير قادر على تقديم صورة مشرفة لتاريخه العريق منذ 2010، حيث يواصل الروسونيري الترنح في الكالتشيو في ظل تواجد مدربين من غير اصحاب الخبرة والتاريخ، ويعتمد الفريق حاليا على المدرب سينسيا ميهايلوفيتش الذي لا يمتلك الخبرة الكافية لقيادة فريق بحجم ميلان، حيث حصد الفريق 9 نقاط فقط، بفوزه في ثلاث مباريات وتلقيه ثلاث هزائم.

 ويعاني ميلان ايضا من خط دفاعه الذي استقبل 9 اهداف في 6 مباريات خاضها الفريق منذ بداية الموسم، كما لا يبدو ميهايلوفيتش قادرا على توظيف ثنائي هجوم الروسونيري، باكا ولويس ادريانو بالشكل المطلوب، وعليه لا يبدو ميلان من ضمن المرشحين للفوز بلقب الدوري الايطالي هذا الموسم، وستكون جماهير ميلان فرحة اذا ما احتل الفريق احد المراكز الثلاثة المؤهلة الى مسابقة دوري ابطال اوروبا للموسم المقبل.

نابولي ولاتسيو

من جانب آخر، يبدو كل من نابولي ولاتسيو في حالة جيدة نسبيا، حيث قدم الفريقان مستوى جيداً في بعض المباريات مقابل أداء ضعيف امام اندية اخرى، فنابولي بدأ الموسم بصورة كارثية بخسارته امام ساسوولو قبل ان يكتفي بالتعادل امام سمبدوريا وامبولي، ولكنه فاجأ الجميع بانتصاره الساحق على لاتسيو بخماسية نظيفة قبل ان يتعادل مع المتواضع كاربي، ثم انهى الجولة السادسة بفوزه على يوفنتوس في مباراة تسيدها الفريق الجنوبي، وأظهر امكاناته الكبيرة امام البطل، وعلى الرغم من ذلك لا يبدو نابولي الفريق الذي لا يهزم وسيعاني من مشاركته في بطولة الدوري الاوروبي المرهقة.

من جهته، يبدو لاتسيو في حالة اضعف بكثير مما ظهر عليها في ختام الموسم الماضي، فخسارة الفريق برباعية نظيفة امام كييفو في الجولة الثانية ثم الهزيمة الخماسية امام نابولي اكدتا ان لاتسيو غير قادر على المنافسة الحقيقية على اللقب، الا ان العناصر التي يمتلكها "النسور" تعتبر من بين الابرز في "الكالتشيو"، وقد يحقق الفريق التوازن المطلوب وثبات المستوى لمقارعة الاندية المتنافسة على القمة.

الجدير بالذكر ان الفريق الذي يعتلي الصدارة حاليا هو فيورنتينا، الذي لم يكن احد يتوقع تحقيقه تلك النتائج الايجابية، فحصوله على 15 نقطة في المراحل الست الاولى وضعه من ضمن المرشحين للبقاء ضمن اندية المقدمة، الا ان الواقع يشير الى عدم امتلاك الفريق للعناصر المطلوبة للوقوف في وجه عمالقة ايطاليا، يوفنتوس وروما وقطبي ميلانو وكذلك نابولي ولاتسيو، لذلك من المنطق الاكتفاء بترشيح الفيولا ليكون من بين اندية المقدمة، ومنافسته للحصول على مقعد مؤهل لإحدى بطولتي اوروبا للموسم المقبل.