الوجه المشرق للكويت

نشر في 04-12-2015
آخر تحديث 04-12-2015 | 00:09
 أ. د. فيصل الشريفي أدعو مؤسساتنا الرسمية وغير الرسمية ومشايخنا الأفاضل إلى تكثيف برامج التوعية بدلاً من الاستمرار في جدلهم المذهبي والطائفي الذي لم نجنِ منه سوى التكفير والإرهاب، وتشكيل لجنة وطنية تضم مجموعة من علمائنا الأفاضل، ومن كلتا الطائفتين، يقودها الأخ العزيز يعقوب الصانع.

على الرغم من الأحداث التي يعيشها عالمنا العربي والإسلامي، وما صاحبها من تداعيات، فإن الكويت استطاعت أن تتجاوز تلك المحن رغم خطورتها وما حملته معها من مخاطر؛ وذلك لعدة اعتبارات ساهمت في درء الخطر، وإن عدم انسياقها وراء مشروع الفتنة لم يكن وليد المصادفة بل كان بفضل تماسك الغالبية العظمى من أبناء الكويت بسماحة الدين الإسلامي، وبدستور رسم علاقة المواطن بوطنه، وبأمير عرف كيف يقود بلده منطلقاً من قول الرسول الكريم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".  

مسلسل زعزعة الأمن بالمنطقة لم يكن وليد المصادفة، ولا يمكن تصوره على أنه خروج المظلوم على الظالم، وإن وجد فالدمار، ربيع الشوك، فاق الوصف بعد أن باع رؤوس الفتنة إنسانيتهم، ومازال هناك من يسوّق للإرهاب بأن ثمن التغيير لا يأتي إلا من خلال التضحيات، وكأن هذا الدمار لا يكفيهم للرجوع إلى رشدهم، ولهؤلاء نقول: ماذا بعد خراب مالطة؟

على العموم الكويت وبفضل الله وأهلها وحنكة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، استطاعت أن ترسو بكل اقتدار على بر الأمان بحكمة قائد السفينة الذي نزع فتيل الأزمة بالداخل، وتصرف خارجياً مع المنعطفات الإقليمية والعربية والعالمية التي كان نيله لقب أمير الإنسانية محصلاً لها، هذا اللقب الذي شرف به كل كويتي.

اليوم هناك خطر تغريبي لا يقل خطورة عن التعصب الديني الأعمى، بل يتجاوزه مراتٍ ومرات، وهو موجه للشباب المسلمين ليحرفهم عن دينهم، ويدعوهم إلى الإلحاد والكفر، هذا الفكر المنحرف له وجود على أرض الواقع، وقد تكون الإحصاءات المتوافرة غير دقيقة لكنها مرعبة وبالملايين وبين مجتمعات يفترض أنها محافظة.

أصحاب الفكر لهم نشاط كبير واضح وموجه إلى الناطقين باللغة الإنكليزية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لأن أغلب المواقع العربية يتم حظر تداولها، كما أود الإشارة إلى أن المنتسبين إلى هذا الفكر الإلحادي ليسوا من طبقة بذاتها، وقد تختلف الظروف الاجتماعية والدينية والتعليمية لكل منهم.

لعظم هذا الخطر أدعو مؤسساتنا الرسمية وغير الرسمية ومشايخنا الأفاضل إلى تكثيف برامج التوعية بدلاً من الاستمرار في جدلهم المذهبي والطائفي الذي لم نجنِ منه سوى التكفير والإرهاب، والذي قد يكون أحد الأسباب وراء انصراف هؤلاء الشباب عن دينهم لما رأوه من أمثلة سيئة شوهت صورة الإسلام الناصعة، وتشكيل لجنة وطنية تضم مجموعة من علمائنا الأفاضل، ومن كلتا الطائفتين، يقودها الأخ العزيز يعقوب الصانع تحت مظلة وزارة الأوقاف كنواة تعمل على تحصين أولادنا من هذا الفكر المنحرف الذي يسعى إلى تفكيك مجتمعاتنا بشتى الطرق.

ودمتم سالمين.

back to top